رئيسة كوسوفو: درس أوكرانيا يدعم حقنا في الانضمام لـ"الناتو"

رئيسة كوسوفو: درس أوكرانيا يدعم حقنا في الانضمام لـ"الناتو" والاتحاد الأوروبي

28 مارس 2022
رئيسة كوسوفو خلال محاضرة استضافها المركز العربي للدراسات والأبحاث اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -

قالت رئيسة جمهورية كوسوفو، فيوسا عثماني سادريو، إن الحرب الروسية على أوكرانيا لم تكن "مفاجئة لنا"، موضحة أن "هناك نوايا تاريخية لدى موسكو تقوم على اعتبار البلدان التي في محيطها وفي غرب البلقان مجرد كيانات مؤقتة".

وفي محاضرتها التي استضافها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بعنوان "بناء السلام والأمن المستدامين في جنوب شرق أوروبا والخارج"، قالت الرئيسة الكوسوفية إن إقامة السلام بعد كل حرب تضع أوزارها لا تستقيم دون آليات تديمه وتحافظ عليه، مؤكدة أن أي سلام لا يتحقق دون أن تسبقه العدالة ممن وصفتهم بمرتكبي جرائم الإبادة.

وكانت الرئيسة الكوسوفية التي تبوأت منصبها في إبريل/نيسان العام الماضي، أحد ضيوف النسخة العشرين من منتدى الدوحة الذي أقيم في يومي 26 و27 مارس/آذار الجاري تحت عنوان "التحول إلى عصر جديد"، ومحاضرتها في المركز العربي هي الأولى التي تقيمها في الوطن العربي.

وربطت المحاضرة ما يجري في أوكرانيا بما وقع في بلادها نهاية تسعينيات القرن الماضي، حين ارتكب الجيش الصربي مجازر ضد المدنيين عام 1998، قبل تدخل الطائرات الحربية لحلف "الناتو" التي أرغمت الزعيم الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش على سحب قواته، ووضعت كوسوفو تحت حماية "الناتو" والأمم المتحدة إلى أن أعلن استقلالها عام 2008.

إنكار صربي

دعت سادريو جارتها الشمالية صربيا إلى التخلي عن حالة الإنكار "إزاء الجرائم التي ارتكبتها ضد كوسوفو والبوسنة والهرسك وكرواتيا وغيرها لنفتح أبواب المستقبل".

ووفقاً لما قالت، فإن السلام الدائم الذي تنشده بلادها وبلاد أخرى في المنطقة، يتهددها وجود جيران مسيطر عليهم من أنظمة مثل نظام فلاديمير بوتين، مضيفة أن "إرضاء الأنظمة الاستبدادية والتي لديها ادعاءات إمبراطورية كالنظام الكائن في روسيا لن يؤدي إلى سلام دائم".

وساقت الرئيسة مشاهد عديدة لما مر بها شعبها الذي قالت إنه عاش في ظل نظام فصل عنصري، قبل أن يبدأ فصل دامٍ قتل فيه عشرات الآلاف واغتصبت آلاف النساء مما قالت إن الخيال البشري يصعب عليه تصوره.

وقالت سادريو إن الشعب الكوسوفي يحتاج إلى أي مؤازرة لجعل السلام في كوسوفو وجنوب شرق أوروبا حقيقة معاشة في هذه المنطقة، واصفة بلادها بأنها شابة، حيث ثلثا السكان تحت سن 35 عاماً، ولديها دستور من أكثر الدساتير تقدماً في أوروبا وما وراءها.

الاعتراف بكوسوفو

وحتى الآن حصلت كوسوفو على الاعتراف من مئة دولة على الأقل "لكننا بحاجة إلى مزيد منه، إذ ستبقى كوسوفو مستقلة، وسوف نعمل من أجل المحافظة على سيادتنا".

عثماني: أزمة أوكرانيا درس يؤكد أحقية البلاد في خياراتها، مثلما يكشف سياسة روسيا التي ترى من حقها تقرير مصير بلد، فقط لأنها تمتلك القوة العسكرية

 

ورداً على سؤال بشأن نقل سفارة بلادها إلى القدس في مارس/آذار من العام الماضي، حيث تقع فلسطين تحت احتلال كيان يوصف أيضاً بأنه نظام فصل عنصري، كما وصفت النظام الصربي، قالت "ليس فقط في فلسطين بل كل مكان نرى فيه معاناة وظلماً فإن تضامن شعب كوسوفو لا شك فيه، بما في ذلك شعب فلسطين".

ولفتت إلى أن الحكومة السابقة وقعت على إقامة علاقة دبلوماسية مع إسرائيل في الوقت الذي كان من الصعب نيل الاعتراف من بلدان عديدة في العالم "لهذا السبب اكتسى الاعتراف الإسرائيلي أهميته في وقت توقفت خلاله الاعترافات من أي بلد آخر في العالم".

لكنها أملت في المقابل أن يعرف الشعب الفلسطيني "أننا نتفهم آلامه. نحن نشعر بأن كل شعوب العالم تستحق العيش في أمن وسلام".

المنظومة الأوروبية

وبشأن الانضمام إلى حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي قالت إنه إذا كان ثمة بلد يلتزم المعايير التي تأسس وفقها الاتحاد الأوروبي فإن مكانه الطبيعي هو في هذه المنظومة الأوروبية.

واعتبرت أزمة أوكرانيا درساً يؤكد أحقية البلاد في خياراتها، مثلما يكشف سياسة روسيا التي ترى من حقها تقرير مصير بلد، فقط لأنها تمتلك القوة العسكرية، على حد تعبيرها.

في السياق، قالت إن بلادها ليست عضواً في "الناتو" لكن جنود الحلف موجودون على حدودها، "لمنع أي تهديد عسكري قد تفكر فيه صربيا، وأي محاولة روسية لزعزعة الاستقرار".

وفي مقاربتها لأسس وقيم الاتحاد الأوروبي، ذكرت أن الرئيس الصربي الحالي ألكسندر فوتشيتش، "يبدو الآن كمن يريد الجلوس على كرسيين متباعدين، حيث لا يعترف بحق بلدان مستقلة في الوجود، ويعمل وكيلاً لروسيا، ويريد في الآن نفسه الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".

وعليه، قالت إن "هذا غير ممكن بالنظر إلى قيم الاتحاد الأوروبي التي نشأت على علاقات حسن الجوار، وحكم القانون، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وهي أمور أبعد ما تكون عن الرئيس الصربي، الذي ما زال يحترف البروباغندا منذ أن كان وزيراً للدعاية في عهد ميلوسيفيتش"، كما قالت.