دير بعلبة.. تسعة أعوام على إحدى أبشع المجازر الدموية في حمص

دير بعلبة.. تسعة أعوام على إحدى أبشع المجازر الدموية في حمص

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
11 ابريل 2021
+ الخط -

نظم ناشطون، مساء اليوم الأحد، وقفة وسط ساحة السبع بحرات في مدينة إدلب شمالي غرب سورية، للتذكير بواحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها عناصر جيش النظام السوري، بمشاركة عناصر من المليشيات التابعة له، والتي أقدمت على ذبح المدنيين بالسكاكين وإحراق جثثهم في حي دير بعلبة وهو أحد أكبر أحياء مدينة حمص وسط سورية، على امتداد أيام شهر إبريل/ نيسان عام 2012، إذ ارتكبت قوات النظام ثلاثة مجازر في العام نفسه الأولى في الثالث من شهر شباط/فبراير عام 2012 فيما وقعت الثانية بتاريخ السابع من شهر إبريل/نيسان من العام نفسه، لتعود قوات النظام وترتكب المجزرة الثالثة يوم 29 من شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2012.

ابراهيم باريش، النازح من مدينة سراقب، الذي شارك في الوقفة، أكد في حديثه لـ"العربي الجديد"، على التمسك بمحاربة المجرمين وقال: "نحن اليوم في ساحة السبع بحرات في مدينة إدلب قمنا بإحياء ذكرى مجزرة دير بعلبة التي وقعت في الحي بمدينة حمص، حيث أقدمت عصابات الأسد ومليشيات الشبيحة على اقتحام الحي المكتظ بالمدنيين العزل، حيث ارتكبت مجزرة رهيبة راح ضحيتها 425 بين طفل ورجل وامرأة، تم توثيقهم بالاسم قامت المليشيات بذبح هؤلاء المدنيين بحقد وطائفية مقيتة، نحن وفي هذه الوقفة نؤكد على الطلب من المنظمات الدولية بمحاكمة هؤلاء المجرمين، الذين ارتكبوا هذه الجريمة ونحن مستمرون في نضالنا وثورتنا حتى تحقيق أهدافها ومحاسبة المجرمين عن كافة الجرائم التي ارتكبوها بحق المدنيين العزل".

ومن بين المشاركين أيضا في الوقفة أبو علاء الحمصي، الذي قال لـ"العربي الجديد": "اليوم الوقفة في إدلب العز دعا لها نشطاء الثورة والحراك الثوري من عدة محافظات، ذكرى مجزرة دير بعلبة التي قضى خلالها 425 شهيدا، هي واحدة من عدة مجازر لم تأخذ حقها في الإعلام، وعلى أثرها حدثت انشقاقات عديدة في جيش الأسد، بعد هذه المجزرة والمذابح التي ارتكبتها مليشيات طائفية، المجزرة أظهرت التطرف قبل وجود تنظيم داعش، حيث ذبح أكثر من 300 شخص بالسكاكين، وقفتنا اليوم تؤكد على استمرارنا بالوقوف ضد النظام ومحاسبة المجرمين ومن قام بذبح الشعب السوري".

قوات النظام ارتكبت العديد من المجازر في محافظة حمص، من بينها مجزرة حي الخالدية التي راح ضحيتها أكثر من 220 شخصا، وذلك في قصف للدبابات والمدفعية الثقيلة على حي الخالدية في مدينة حمص، وجرح خلال القصف نحو 500 شخص، وذلك في في فبراير/ شباط 2012، أيضا ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة مروعة أخرى في حي بابا عمرو،  في أواخر شهر فبراير/شباط 2012 وتم خلالها خطف العديد من نساء الحي وذبح أكثر من 64 شابا من أبنائه، وفي شهر مارس/ آذار من العام ذاته قتلت قوات النظام نحو 87 شخصا في حيي كرم الزيتون والعدوية بحمص بطريقة مماثلة للمجازر السابقة ذبحا بالسكاكين وطعنا بأدوات حادة. بينما ارتكبت قوات النظام واحدة من أكثر المجازر وحشية في منطقة الحولة في الريف الشمالي الغربي لمحافظة حمص بمنطقة الحولة، حيث ذبحت وأعدمت رميا بالرصاص 56 طفلا في حيين من أحياء مدينة تلدو، وبلغ عدد ضحايا المجزرة حينها 116 شخصا. وارتكبت المجزرة أيضا على أساس طائفي، بإشراف من جيش النظام السوري.

واستعرضت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير صدر عنها في منتصف شهر مارس/ آذار 2021، إحصائيات عن الجرائم والمجازر التي ارتكبت خلال عقد  على الثورة، حيث أشار التقرير  إلى توثيق مقتل 227413 مدنياً، بينهم 29457 طفلاً و16104 سيدات على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية، وأوضحت أن النظام السوري يتصدَّر عمليات قتل المدنيين في سورية بنسبة بلغت قرابة 88 % من إجمالي حصيلة الضحايا، تليه القوات الروسية بنسبة قرابة 3%. كما أشار إلى توثيق ما لا يقل عن اعتقال 149361 شخصاً، بينهم 4924 طفلاً و9264 سيدة لا يزالون قيد الاعتقال أو الإخفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة منذ مارس 2011، مشيراً إلى أن النظام السوري هو المسؤول عن قرابة 88% من حصيلة المعتقلين.

وسجل التقرير مقتل ما لا يقل عن 14506 أشخاص، بينهم 180 طفلاً، و92 سيدة، بسبب التعذيب في سورية على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في المدة ذاتها، بينهم 14315 من ضمنهم 173 طفلاً، و74 سيدة قضوا على يد قوات النظام السوري.

ذات صلة

الصورة
مظاهرة ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر مئات السوريين، اليوم الجمعة، وسط مدينة إدلب شمال غربي سورية، حاملين شعارات تطالب بتنحي قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، والإفراج عن المعتقلين
الصورة
تشييع رائد الفضاء السوري محمد فارس في أعزاز، 22 إبريل 2024 (العربي الجديد)

سياسة

شيّع آلاف السوريين، اليوم الاثنين، جثمان رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس إلى مثواه الأخير في مدينة أعزاز، الواقعة ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية.
الصورة
حال صالات السينما في مدينة القامشلي

منوعات

مقاعد فارغة، وشاشة كبيرة نسيت الألوان والحركة، وأبواب مغلقة إلا من عشاق الحنين إلى الماضي؛ هو الحال بالنسبة لصالات السينما في مدينة القامشلي.
الصورة
تهاني العيد في مخيم بالشمال السوري (العربي الجديد)

مجتمع

رغم الظروف الصعبة يبقى العيد حاضراً في حياة نازحي مخيمات الشمال السوري من خلال الحفاظ على تقاليده الموروثة، في حين ترافقهم الذكريات الحزينة عن فقدان الأحبة