أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، أن "لا أحد يمكنه منع المسلمين وقوى المقاومة (من الرد) إذا استمرت جرائم الكيان الصهيوني في غزة".
وأضاف خامنئي، في كلمة أمام نخب من الإيرانيين، أن "الكيان الصهيوني مهما ارتكب من الجرائم لن يستطيع التعويض عن الهزيمة الفاضحة التي لحقت به"، مؤكداً أن هذا الكيان يرتكب جرائم إبادة جماعية في غزة أمام أعين العالم وتجب محاكمة قادته.
وأكد أن "على الأطراف الأخرى ألا تطلب لاحقاً منع فريق ما من فعل ما. لن يتمكن أحد من منعهم إن ضاقوا ذرعاً بما يحدث"، وتابع المرشد الإيراني أن بلاده تمتلك "معلومات متعددة عن أن أميركا هي التي تقود السياسة الإسرائيلية ضد غزة خلال الأسبوع الأخير"، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية "تتحمل مسؤولية الجرائم ضد غزة".
وشدد خامنئي على أنه "يجب وقف القصف فوراً"، قائلاً إن "من يزعم أن الفلسطينيين قتلوا مدنيين في المستوطنات عليهم أن يعلموا أن من يسكنها ليسوا مدنيين وكلهم مسلحون".
الحرس الثوري: الاحتلال الإسرائيلي سيواجه صدمة أخرى
من جهته، أكد نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال علي فدوي، اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي سيواجه "صدمة أخرى" إذا ما واصل الجرائم في غزة.
وأضاف فدوي، وفق وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء، أن "الكيان الصهيوني لم يستفق بعد من الصدمة الكبرى التي تعرض لها" بسبب معركة "طوفان الأقصى"، مشيراً إلى أن "الهزيمة التاريخية" التي تعرض لها ستلاحقه، و"لن تمحى من ذاكرة الصهاينة".
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قد قال مساء الاثنين، إنه "إذا لم تتوقف الجرائم في غزة فوراً فستفتح جبهات جديدة ضد الكيان الصهيوني"، مشيراً إلى أن بلاده تلقت رسائل من الولايات المتحدة الأميركية وأطراف غربية أخرى بشأن العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأضاف أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، أن نظيره الأيرلندي مايكل مارتن نقل الرسائل إلى طهران، مؤكداً أنه "خلال الساعات المقبلة يمكن توقع أي خطوة استباقية ضد الكيان الصهيوني".
وشدد أمير عبد اللهيان على أن "محور المقاومة لن يسمح للاحتلال بالتفرد بغزة وفعل ما يشاء فيها، ثم يبدأ مهاجمة بقية ساحات المقاومة"، مشيراً إلى أن أميركا "دعت في رسالة إلى ضبط النفس وعدم توسيع نطاق الحرب، لكننا قلنا للأميركيين إننا لا نسعى إلى توسيع الحرب، لكن ضبط النفس لن يكون أحاديا".
إلى ذلك، جرت مباحثات هاتفية جديدة ليل الاثنين-الثلاثاء بین وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، ونظيره الأيرلندي، مايكل مارتين، بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأكد عبداللهيان على ضرورة وقف فوري للقصف وفتح ممرات إنسانية لإرسال الماء والغذاء والسلع الطبية والأدوية إلى قطاع غزة، مضيفاً أن "على الكيان الصهيوني أن يوقف فوراً الهجمات الإرهابية وعمليات الإبادة ضد فلسطين"، وفق وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء.
في الأثناء، أجرى وزير الخارجية الإيراني، اليوم الثلاثاء أيضاً، مباحثات هاتفية مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، بشأن الحرب الدائرة.
وقال أمير عبداللهيان لبوريل، إن "السياسات غير البناءة الأميركية المشجعة للكيان الصهيوني لتنفيذ المزيد من الهجمات على المدنيين في غزة تعد عنصراً مهما في استمرار الحرب واتساعها"، وفق بيان للخارجية الإيرانية.
وأشار وزير خارجية إيران إلى الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة والمجازر اليومية بحق سكانها، مؤكداً ضرورة وقف هذه الجرائم والعدوان.
من جهته، قال بوريل إن "اتساع التوترات إلى المنطقة أمر خطير للغاية وعلى جميع الأطراف ضبط النفس". وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يواصل جهوده لوقف الحرب وفتح ممر إنساني لإرسال المساعدات إلى المدنيين في غزة.