حمى الانتخابات في بريطانيا: محاولات لإطاحة سوناك

حمى الانتخابات غير المعلنة في بريطانيا: محاولات لإطاحة سوناك وسط تزايد التأييد لـ"العمال"

18 مارس 2024
يستمرّ التراجع في شعبية حزب المحافظين في بريطانيا (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في بريطانيا، تزايدت التقارير عن محاولات لإزاحة رئيس الوزراء ريشي سوناك من قيادة حزب المحافظين بسبب انخفاض شعبية الحزب، مع اقتراح بعض النواب تعيين بيني مورداونت خلفًا له، بينما نفى آخرون مثل أندريا جينكينز والسير جاكوب ريس موغ هذه الادعاءات.
- وزير النقل مارك هاربر أعرب عن دعمه لسوناك، مؤكدًا على نجاح خطة الحكومة وثقته بفوز الحزب في الانتخابات القادمة، فيما لم يستبعد سوناك إمكانية إجراء انتخابات صيفية لتقديم مستقبل أكثر إشراقًا للبلاد.
- استطلاعات الرأي تظهر تقدم حزب العمال بفارق كبير على المحافظين، مما يزيد الضغوط على سوناك لإجراء الانتخابات مبكرًا، بينما يستعد الديمقراطيون الليبراليون للانتخابات بحملة مكثفة تستهدف الناخبين الأكبر سنًا، مع توقعات بدور مهم لهم في تشكيل الحكومة المقبلة.

نشرت عدد من الصحف البريطانية صباح اليوم الاثنين، تقارير تُفيد بمحاولات داخل حزب المحافظين في بريطانيا ليطيحوا رئيس الحكومة ريشي سوناك من قيادة الحزب، في ظل استمرار انخفاض شعبيّة الحزب، مع اقتراب الانتخابات البرلمانيّة التي لم تُعلن بعد.

وأفردت عدد من الصحف صفحاتها الأولى للحديث عن سعي بعض نواب المحافظين ليطيحوا رئيس الوزراء، ويعينوا بيني مورداونت خليفةً له. وبحسب التقارير، يعمل عدد من النواب على تشكيل تكتل ضد سوناك داخل الحزب. ولم تعلّق موردونت التي كانت منافسة في سباق قيادة الحزب لتحلّ محل بوريس جونسون في عام 2022، على هذه المزاعم.

في المقابل، نفت الوزيرة السابقة عن حزب المحافظين، أندريا جينكينز، التي أيدت علناً تعيين زعيم جديد قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع، اتحاد نواب حزب المحافظين اليمينيين خلف موردونت، في وقت ندد وزير الأعمال السابق السير جاكوب ريس موغ، بالفكرة، ووصفها بأنها "جنون".

من جهته، قال وزير النقل مارك هاربر في مقابلة مع "سكاي نيوز صنداي مورنينغ"، إن سوناك "سيأخذنا إلى تلك الانتخابات"، مشدداً على أن "خطة الحكومة ناجحة" وأنه "واثق بأننا سنفوز". وقال: "سأدعمه طوال الطريق، وأنا واثق بأن زملائي سيفعلون ذلك". كما وصف هاربر التقارير التي تفيد بإمكانية إجراء انتخابات مبكرة في مايو/ أيار المقبل بأنها "هراء".

متى ستجرى الانتخابات؟

كان هذا هو السؤال الذي طُرح على رئيس الوزراء ريشي سوناك أثناء زيارته لوارويكشاير اليوم، مع تزايد التكهنات حول الموعد المحتمل لإجراء الانتخابات.

ولم يستبعد سوناك فكرة إجراء انتخابات صيفية، وسبق أن قال إن "افتراضه العملي" هو أن المملكة المتحدة ستذهب إلى صناديق الاقتراع في النصف الثاني من العام. ورفض سوناك الكشف عن موعد الدعوة إلى الانتخابات، وضحك وقال: "لقد تحدثت عن هذا الأسبوع الماضي (في إشارة إلى استبعاده إجراء الانتخابات في مايو) ومرات عديدة من قبل. ما يهم هو الاختيار في تلك الانتخابات هو الجوهر".

ثم كرر رئيس الوزراء شعار "خطتنا ناجحة"، مشيراً إلى الإجراءات المعلنة في الميزانية، مثل خفض التأمين الوطني، وزيادة معاشات التقاعد الحكومية. وقال إن معابر القنال الإنجليزي وقوائم انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية تنخفض أيضاً.

وأضاف: "إذا التزمنا بهذه الخطة، فيمكنني تقديم مستقبل أكثر إشراقاً للجميع في بلادنا. هذا هو الاختيار في الانتخابات وهذا ما سنقدمه".

في الموازاة، دعا وزير الصرف العام في حكومة الظل من حزب العمال جوناثان أشوورث، سوناك إلى تحديد موعد الانتخابات. وقال: "هناك نواب من حزب المحافظين يظهرون في الصحف اليوم يقولون إن ريشي سوناك لا يمكنه الاستمرار"، مضيفاً: "هذا لم يعد في المصلحة الوطنية بعد الآن. إنه أمر غير مسؤول. نحن في حاجة إلى الاستقرار في هذا البلد. ويمكنه تحقيق الاستقرار في هذا الأمر من خلال الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة وتحديد موعد لها، وإلا فإنني أخشى أن نجري انتخابات لزعامة حزب المحافظين قبل الانتخابات العامة".

تقدّم حزب العمّال

لا يزال الكثيرون في وستمنستر لا يتوقعون إجراء انتخابات قبل أكتوبر/ تشرين الأول أو نوفمبر/ تشرين الثاني، في الوقت الذي تُشير فيه العديد من استطلاعات الرأي إلى تقدّم حزب العمال على المحافظين في بريطانيا بفارق شاسع.

وبيّن عدد من استطلاعات الرأي خلال الشهر الأخير، أن حزب المحافظين بقيادة ريشي سوناك قد ينهار في الانتخابات العامة في بريطانيا هذا العام، ويُحتمل أن يفوز حزب العمال المعارض بأغلبية المقاعد في البرلمان بـ250 مقعداً.

وأظهر استطلاع للرأي نُشر اليوم الاثنين من مؤسسة "دلتابول"، تقدّم "العمال" البريطاني وحصوله على نسبة 46% من المصوتين مقابل 23% للمحافظين، و12% لحزب الإصلاحيين، و9% للحزب الليبرالي الديمقراطي، و5% لحزب الخضر.

ويُتوقع بحسب بعض الباحثين، أن يفوز حزب العمال بنحو 200 مقعد أو أكثر، وهي نتيجة محتملة أكبر من النتيجة المسجلة في عام 1997، إذ حقق توني بلير فوزاً ساحقاً بـ179 مقعداً.

وعلى ضوء احتمالات الاقتراع المفتوحة، قد يدعو سوناك إلى إجراء انتخابات عامة في يونيو/ حزيران، بدلاً من نوفمبر، إذا أُجبر على ذلك، بسبب الاضطرابات الداخلية في حزبه.

تقارير دولية
التحديثات الحية

بدء المعركة الانتخابيّة قبل الانتخابات

وفي السياق، دعا زعيم الديمقراطيين الليبراليين، السير إد ديفي، النشطاء إلى طرق خمسة ملايين باب "لإسقاط الجدار الأزرق" في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة، حيث يستهدف حزبه الناخبين الأكبر سناً في أعقاب ميزانية المستشار. وفي حديثه في ختام مؤتمر الربيع لحزبه يوم أمس الأحد، قال ديفي: "في أجزاء كثيرة من البلاد، نحن الوحيدون القادرون على التغلب على المحافظين".

وبعد سلسلة من النتائج الانتخابية الضعيفة على مدى العقد الماضي، يخوض حزب الديمقراطيين الليبراليين، ثالث أكبر حزب في بريطانيا من حيث حصة الأصوات، حملة مستهدفة بشدة، تركز على العشرات من الدوائر الانتخابيّة لحزب المحافظين، إذ يعتقد أن لديه فرصة جيدة ليطاح الحزب.

وقال المطلعون على الحزب لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إنهم يأملون في مضاعفة عدد نوابهم من 15 إلى 30. ورغم أن حزب العمال يتقدم بنحو 20 نقطة على المحافظين في استطلاعات الرأي، فمن المتوقع على نطاق واسع أن تتقلص الفجوة بينهما خلال الأشهر القليلة المقبلة. بحسب بعض المحللين. وعلى هذه الخلفية، يستطيع الديمقراطيون الليبراليون أن يلعبوا دوراً مهماً في تشكيل الحكومة في حالة وجود برلمان معلق.

ووضع الحزب هدفاً محتملاً في الناخبين الأكبر سناً الذين كان يُنظر إليهم على أنهم الخاسرون الأكبر من ميزانية المستشار جيريمي هانت هذا الشهر، بعد أن أعلن أن التخفيضات في مساهمات التأمين الوطني لن تفيد المتقاعدين.

ووجد تحليل حزب الديمقراطيين الليبراليين في بريطانيا أن 94 مقعداً من أصل 100 تضم أكبر عدد من الأشخاص المتأثرين بما يسميه الحزب "ضريبة المتقاعدين الشبح"، يشغلها المحافظون، بما في ذلك العديد منها يشغلها وزراء في الحكومة. وأشار مطّلعون إلى أن الحزب بدأ بإرسال مواد انتخابية موجهة فردياً تستهدف الناخبين الأكبر سناً في العديد من هذه الدوائر.