حمزة يوسف يفوز بزعامة الحزب الوطني: أول مسلم لرئاسة حكومة اسكتلندا

حمزة يوسف يفوز بزعامة الحزب الوطني: أول مسلم لرئاسة حكومة اسكتلندا

27 مارس 2023
يجمع حلفاء يوسف والمقرّبون منه على أنه يتمتع بشخصية محبّبة (Getty)
+ الخط -

فاز وزير الصحة الاسكتلندي حمزة يوسف (37 عاماً)، في السباق إلى خلافة رئيسة الحكومة الاسكتلندية المستقيلة وزعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي نيكولا ستيرجن.

 وليس فوز حمزة كأول زعيم من أصول عرقية أقلية وكأول مسلم على رأس واحد من الأحزاب الكبرى في المملكة المتحدة هو وحده الحدث الأبرز، بل أيضاً العلاقة الوثيقة التي تجمعه بالسياسية المخضرمة ستيرجن، ما يجعله "مرشح الاستمرارية"، وقد حصد 26032 صوتاً مقابل 23890 صوتاً حصلت عليها منافسته كيت فوربس.

ولد يوسف في اسكتلندا لأب باكستاني وأم كينية، وصلا إلى المملكة المتحدة كمهاجرين في الستينيات. تلقى تعليمه في مدرسة خاصة في غلاسكو ثم درس السياسة في جامعتها قبل أن يصبح مساعداً للنائب عن الحزب الوطني الاسكتلندي بشير أحمد، ثم أليمس سالموند. انتخب في العام 2011 نائباً عن منطقته ثم وزيراً للنقل عام 2016 ووزيراً للعدل عام 2018.

لطالما تحدّث يوسف عن العنصرية التي تعرض لها في "بلده"، بما فيها التهديدات التي تلقّاها في بداية ترشّحه لهذا السباق، ما دفعه للاتصال بالشرطة التي اعتقلت رجلاً وامرأة ووجّهت لهما تهماً، إلا أن مشروع القانون الذي طرحه عندما كان وزيراً للعدل والمتعلق بجرائم الكراهية، ظل لسنوات قيد النقاش في البرلمان بحجة أن الجرائم الجديدة المتمثلة بـ"إثارة الكراهية" قد يكون لها تأثير سلبي على حرية التعبير، إلى أن تم تمريره في العام 2021.

يجمع حلفاء يوسف والمقرّبون منه على أنه يتمتع بشخصية محبّبة وطريقته في الحوار محنّكة وأنه الأقدر على توحيد الحزب والحفاظ على اتفاق تقاسم السلطة مع حزب الخضر والالتزام به.

وتنبع هذه التطمينات من العلاقة الوثيقة التي تربط يوسف بنيكولا ستيرجن حتى وإن كان قد نأى بنفسه عن خطة حليفته لاستخدام الانتخابات المقبلة كاستفتاء فعلي. إلا أنه أرضى الانفصاليين بالقول إنه قد يفكر في الدعوة إلى انتخابات مبكرة في هوليرود لاختبار الدعم الذي يحظى به أنصار الاستقلال. كما أنه وعد بالسعي إلى خلق "أغلبية ثابتة" لصالح الاستقلال.

في المقابل، يقول منتقدوه إنه "أسوأ وزير صحة شهدته البلاد، وإنه يسعى اليوم ليكون أسوأ رئيس حكومة على الإطلاق". حتى أن منافسته كيت فوربس خاطبته في إحدى المناظرات الحية قائلة: "عندما كنت وزيراً للنقل، لم تصل القطارات في موعدها مطلقاً، وعندما كنت وزيراً للعدل عاشت الشرطة ضغطاً شديداً وكانت على حافة الانهيار. والآن كوزير للصحة يعيش المرضى زمناً قياسياً في انتظار مواعيدهم". بينما اتّهمها يوسف بامتلاك آراء متطرّفة حول القضايا الاجتماعية مثل زواج المثليين وحقوق المتحولين جنسياً والإجهاض، ما سينحو بالحزب إلى أقصى اليمين لو أنها فازت. 

وكان يوسف قد أطلق خلال حملته الانتخابية العديد من التعهّدات، أبرزها "تعيين شخصية رفيعة المستوى لخلق استراتيجية انضمام إلى الاتحاد الأوروبي"، إضافة إلى تشديد الإجراءات للسيطرة على أزمة المخدرات في اسكتلندا.

 ووعد يوسف بتحقيق معدلات انتظار أقل في القطاع الصحي، وهو الأمر الذي انتقد بسببه في السابق على نطاق واسع، لكنه كان يلقي باللوم على الضغط الذي يعاني منه القطاع الصحي في كل أنحاء المملكة المتحدة وليس في اسكتلندا على وجه الخصوص.

كما أن ستيرجن تعرضت للضغوط ذاتها خلال العام الماضي، حيث طالبها المعارضون بإقالة يوسف من منصبه كوزير للصحة، إلا أنها اتهمت أحزاب المعارضة بعدم فهم الضغوط التي تواجهها هيئة الخدمات الصحية في عموم المملكة.

كما تعهد يوسف بإطلاق سلسلة من ورشات العمل حول "حملة الاستقلال" والتي ستكون متاحة لجميع أعضاء الحزب الوطني الاسكتلندي داعياً الحزب الوطني الاسكتلندي إلى الاتحاد خلفه "لأننا سنكون الجيل الذي سينال الاستقلال في اسكتلندا". وقال يوسف إن أهله وصلوا إلى اسكتلندا في ستينيات القرن الماضي وبالكاد كانوا يعرفون كلمة إنكليزية واحدة ولم يكونوا ليصدقوا ولو حتى في أحلامهم أن ابنهم قد يصبح في يوم من الأيام رئيساً للوزراء.

وسيواجه الزعيم الجديد تصويتاً في البرلمان الاسكتلندي، يوم غد الثلاثاء، قبل أن يصبح سادس رئيس للوزراء في اسكتلندا، ثم سيؤدي اليمين أمام كبار القضاة الاسكتلنديين في إدنبرة، صباح الأربعاء، بعد الحصول على مباركة الملك تشارلز الثالث.