حكومة سيراليون تعلن التغلب على ما يُعتقد أنه "محاولة انقلاب"

حكومة سيراليون تعلن التغلب على ما يُعتقد أنه "محاولة انقلاب"

28 نوفمبر 2023
سيراليون شهدت مواجهات مسلحة أمس الأحد (Getty)
+ الخط -

أكد المتحدث باسم الجيش السيراليوني الكولنيل عيسى بانغورا، الاثنين، أن حكومة بلاده تطارد المسؤولين عن مواجهات مسلحة اندلعت أمس الأحد في ضواحي العاصمة فريتاون ، دبرها عسكريون في الخدمة أو متقاعدون، وأسفرت عن مقتل 13 جندياً من الموالين وإصابة 8 آخرين بجروح بالغة.

وشهدت فريتاون مواجهات مسلحة استمرت ساعات بين قوات الأمن ومهاجمين مجهولين حاولوا السيطرة على مستودع أسلحة للجيش، واقتحموا السجن المركزي ومؤسسات عقابية أخرى، ما أدى إلى فرار عشرات المعتقلين.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بانغورا قوله إن "بعض العسكريين المسؤولين عن المواجهات المسلحة ليسوا موالين للحكومة وللرئيس، رغم القسم الذين أدوه"، مضيفا أن منفذي الهجوم فروا إلى بعض "الجيوب" في ضواحي العاصمة فريتاون، ويجرى العمل على استعادة القانون والنظام في أسرع وقت ممكن، فيما لم تعلن السلطات عن الحصيلة الإجمالية للمواجهات التي هزت العاصمة في وقت مبكر الأحد، ولم تقدّم أي تفاصيل أخرى عن الضالعين فيها، ولا عن دوافعهم.

وفي مداخلة عبر التلفزيون الرسمي أمس الأحد، أكد رئيس سيراليون جوليوس مادا بيو "عودة الهدوء" و"التغلب" على الأزمة، معلناً اعتقال معظم المسؤولين عمّا قال إنها محاولة لزعزعة استقرار الدولة.

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجالاً معتقلين يرتدون زياً عسكرياً بالقرب من شاحنة عسكرية صغيرة، وأكدت حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي أن من بين المشاركين في العملية عضواً سابقاً في الحرس الشخصي للرئيس السابق إرنست باي كوروما الذي حكم سيراليون في فترة (2007-2018)، وقد قتل بأيدي قوات الامن.

وفي تعليقه على ما جرى، قال باي كوروما في بيان إن الجندي المكلف بحراسته، العريف إيدي كونتيه، قُتل بالرصاص من مسافة قريبة في مقر إقامته، كما اعتُقل جندي آخر، وأدان "بشدة" الاعتداءات على أمن الدولة، داعياً إلى الهدوء واستعادة النظام.

ويُرجح، من خلال طبيعة الأحداث، أنها تحيي طيف انقلابات عسكرية ومحاولات انقلاب شهدتها منطقة غرب أفريقيا منذ العام 2020، لا سيما في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا المجاورة لسيراليون، وبدا ذلك من خلال تأييد رئيس البلاد الحالي جوليوس مادا بيو لفرضية محاولة الانقلاب عندما تحدّث عن "محاولة لتقويض السلام والاستقرار"، كما تحدّثت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي تضم سيراليون، في بيان لها، عن محاولة "الإخلال بالسلام والنظام الدستوري"، وعادة ما تُستخدم هذه العبارة للدلالة على الانقلاب.

وقالت السفارة الأميركية بسيراليون في بيان لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنها تدين بأشد العبارات محاولة الاستيلاء القسري ليلاً على ثكنات ومستودع الأسلحة في ويلبرفورس، مؤكدة دعمها "بحزم" للرئيس بيو في دعوته إلى الوحدة الوطنية".

وأعيد انتخاب جوليوس مادا بيو، الذي انتخب للمرة الأولى في 2018، رئيسا للبلاد في حزيران/يونيو، من الدورة الأولى بحصوله على 56.17 بالمائة من الأصوات، بحسب النتائج التي نشرتها اللجنة الانتخابية، بينما اعتبر حزب المعارضة الرئيسي "مؤتمر عموم الشعب" أن الانتخابات الرئاسية، ومثلها التشريعية والمحلية، "مزورة"، وعلى أثرها، شهدت البلاد أزمة سياسية استمرت عدة أشهر قبل التوصل إلى اتفاق في تشرين الأول/أكتوبر من العام ذاته بين الحكومة وحزب "مؤتمر عموم الشعب"، بوساطة من الكومنولث والاتحاد الأفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

وبدأ سكان فريتاون، الاثنين، استعادة نشاطهم المعتاد بعدما وضعت عاصمة سيراليون وسط حماية مشددة غداة الاشتباكات المسلحة، وفي صباح اليوم ذاته، رُفع حظر التجول الذي فُرض الأحد على خلفية أعمال العنف، على أن يبقى سارياً ليلاً وحتى إشعار آخر، بحسب ما أكدت وزارة الاتصالات.

وقالت الوزارة: "نشجع مواطنينا على استئناف أنشطتهم بشكل طبيعي، لكننا نواصل حثهم على الحفاظ على الهدوء والحذر، والإبلاغ عن أي سلوك مشبوه أو غير عادي أقرب مركز شرطة".

وفي غضون ذلك، تهافت العديد من مواطني سيراليون لتخزين مواد غذائية معربين عن قلقهم، بينما قالت مارياما كامارا (وهي أم تبلغ 25 عاماً) لوكالة فرانس برس : "أبحث عن طعام لعائلتي، فمعظم المتاجر مغلقة"، مضيفة: "نريد أن تحمينا الحكومة. نريد السلام، لكن يخشى عدد كبير من الناس العودة إلى أعمالهم".

وبالإضافة إلى الأوضاع الأمنية المضطربة الحالية، تواجه سيراليون (وهي إحدى أفقر دول العالم) صعوبات اقتصادية كبيرة أيضاً.