حزب ميركل يتصدر الاستطلاعات مجدداً

حزب ميركل يتصدر الاستطلاعات مجدداً

09 يونيو 2021
اليمين المتطرف يتجذر بعمق في الولايات الشرقية وانتخابات ساكسونيا ليست معياراً (Getty)
+ الخط -

جاء الفوز العريض لحزب المستشارة إنجيلا ميركل في الانتخابات الولائية في ساكسونيا أنهالت، ليؤكد على تجذر الحضور الواسع للحزب المسيحي الديمقراطي بين أطياف المجتمع الألماني أمام الأحزاب الأساسية الأخرى، حيث كسر الندية التي يتعاطى معها الحزب اليميني الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا"، في الولايات الشرقية.
وتفوّق "المسيحي الديمقراطي" باستطلاعات الرأي على منافسيه اللدودين "الخضر" و"الاشتراكي"، فيما أصيب الآخرون ومؤيدوهم بخيبة أمل جراء تواضع أرقامهم الانتخابية، التي لم تتجاوز العشرة بالمائة، وهو ما سيكون له بعد سلبي على التأثيرات السياسية والمزاج الوطني بشكل عام، إذ تتصاعد التحذيرات من اعتياد الرأي العام على حقيقة أن أكثر من 20 % من الناخبين يصوتون للحزب اليميني الشعبوي ويدعمون طموحه بالوصول إلى الحكم.
واعتبر رالف شتيغنر رئيس كتلة "الاشتراكي" في برلمان ولاية شليسفيغ هولشتاين، خلال حديث مع وكالة "دي فيلت" الألمانية، أن التوقعات غير الدقيقة لمعاهد الأبحاث والاستطلاعات كلفت حزبه خسارة المزيد من الأصوات، علما أن 15 ألف ناخب انضموا من معسكر الاشتراكي إلى المسيحي الديمقراطي في انتخابات ساكسونيا، فيما تشير تقديرات إلى أن المعسكر الاشتراكي سيواجه معضلة نزوح الناخبين على مستوى الانتخابات الفيدرالية وليس على مستوى الولاية فقط.

في المقابل، قال السياسي في الحزب آلمار فيزندال في حديث صحافي، إن الاشتراكي لا يزال بإمكانه الوصول إلى عدد هائل من الناخبين رغم تعرضه لخداع الذات لفترة طويلة، وفق تعبيره.
 إلا أن قناعة فيزندال تتعارض مع بعض التعليقات التي تفيد بأن الاشتراكي الذي مني بنتيجة سيئة تاريخية قد فقد وسيلة مخاطبة الناخبين المحتملين، فيما يقع التركيز على حملة المرشح أولاف شولز لمنصب مستشار، الذي يتفوق في الاستطلاعات على كل من مرشحة الخضر باربوك ومرشح المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت، لدفعه إلى تحسين برنامجه الانتخابي الخاص وصياغة رسائل أكثر وضوحًا، دون أن يعني تفوقه في الاستطلاعات إغفال بعض الرهانات الحزبية التي قد تدفع إلى تغيير الحالة المزاجية لعدد من الناخبين. 
وبخصوص تواضع أرقام حزب الخضر، اعتبر الباحث السياسي هاينريش أوبررويتر في حديث له مع صحيفة "هاندلسبلات"، أن النتيجة الضعيفة للحزب هي بداية نهاية ضجيج الحزب البيئي، مشيرًا إلى أن الخضر يستهدفون في المقام الأول الطبقة المتوسطة الثرية، مؤكدًا ضرورة نجاح الخضر في مخاطبة مجموعة أوسع من الناخبين خارج بيئة الأثرياء في الانتخابات الفيدرالية، وإلا فإن حضورهم سيتقلص بشكل أكبر.
من جهته، قال الباحث هوبرت كلاينرت في تصريحات صحافية، إن الخضر أضعف في الشرق تقليديًا، مشيرًا إلى أن العناوين التي يحملها الحزب لم تعد تجذب المزاج السائد والداعم له، كالجدل الدائر مثلًا حول رفع أسعار البنزين.
بدوره، أفاد الزعيم المشارك للخضر روبرت هابيك، بأن حزبه سينظر في أوجه القصور والأخطاء التي حصلت خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرًا إلى أنه سيتعامل بشكل مكثف مع الملفات التي تتجاوز حماية المناخ، مثل الخدمات ذات الاهتمام العام والبنية التحتية المجتمعية والتي سيتم تبنيها في البرنامج الانتخابي خلال مؤتمر الحزب المقرر الأسبوع المقبل.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "شبيغل" أونلاين، أن انتخابات ولاية ساكسونيا أنهالت، لا يمكن اعتبارها اختبارا أساسيا لأن اليمين المتطرف متجذر بعمق في الولايات الشرقية، فضلا عن  وجود 60,4 مليون شخص مؤهلين للتصويت في ألمانيا.

 ويستطرد: "إذا ما شهدت الانتخابات المقبلة نسبة مشاركة مرتفعة كتلك التي شهدتها انتخابات العام 2017 والتي وصلت نسبة المشاركة فيها إلى 76 %، فهذا يعني أن حوالي 46 مليونا سيدلون بأصواتهم. وعليه، فإن نسبة 12 بالمائة التي يحققها البديل اليميني الشعبوي في الاستطلاعات حاليا، لن تمنحه سوى أصوات قرابة 5,5 ملايين صوت من 60 مليونا ممّن يحق لهم الاقتراع".
وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية ذكرت أن الحزب المسيحي الديمقراطي استعاد الصدارة في الترتيب في الاستطلاعات بفوزه في ولاية ساكسونيا، حيث بيّن استطلاع للرأي أن المسيحي الديمقراطي يحقق حاليا ما نسبته 26,5 %، فيما يحل الخضر ثانيا بنسبة 20,5%، بعدما كان يتصدر الاستطلاعات، فيما لم يحقق الاشتراكي إلا ما نسبته 15,5% من الأصوات، أما حزب البديل من أجل ألمانيا فحقق نسبة 11%، والحزب الليبرالي الحر 13,5 %، وحزب اليسار 7%.