حرب غزة في يومها الـ160| شهداء في قصف إسرائيلي جديد على منتظري المساعدات

دعت دولتا مصر وإسبانيا إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وعدم الإقدام على أي عمليات عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، لما في ذلك من عواقب إنسانية وخيمة، وكذا إدخال المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية إلى القطاع، وذلك لإنقاذه من المأساة الإنسانية التي يواجهها.

وبحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، مستجدات الأوضاع الإقليمية مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الذي يزور القاهرة حالياً.

وثمّن السيسي "الموقف الإسباني المتوازن من الأوضاع الإقليمية، ودعم مدريد الحقوق الفلسطينية العادلة، وإرساء السلام والأمن المستدامين في المنطقة"، بحسب بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية.

وأعلن الجانبان رفضهما التصعيد العسكري في غزة، وجميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية، عبر تهجير أهالي القطاع خارج أراضيهم.

وطالبا بضرورة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حتى يتسنى لها أداء دورها الإنساني في هذا الإطار، مع التأكيد على أهمية اتخاذ خطوات واضحة وملموسة من قبل المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بما يفتح المجال لتفعيل حل الدولتين، باعتباره الأساس لاستعادة الأمن والاستقرار الإقليميين.

من جهته، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن بلاده ترحب بجميع الأفكار المطروحة لتوفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، سواء بشكل بري أو بحري أو جوي، مع صعوبة الأوضاع والمعاناة المستمرة لأهالي القطاع، ووفاة عدد كبير من الأطفال، بسبب عدم توفر المياه والطعام والأدوية.

وفي مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإسباني، حمّل شكري دولة الاحتلال المسؤولية عن مراعاة حقوق الفلسطينيين، وفتح المعابر الستة لدخول المساعدات، داعياً إلى ضرورة الدفع بمزيد من الشاحنات الإنسانية إلى داخل غزة بشكل سريع، وتوقف الجانب الإسرائيلي عن تعنته في منع دخول المساعدات.

وحذر شكري من خطورة الوضع الإنساني في القطاع، مع ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، مضيفاً أن مصر تعمل بكل جهد لوقف إطلاق النار في غزة، وإبرام صفقة تبادل أسرى، بما يتيح الفرصة لإنفاذ المساعدات الإنسانية، والسماح لوكالة أونروا بمواصلة دورها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار إلى استمرار مصر في لعب دور الوساطة من أجل التوصل إلى حل للأزمة في غزة، مشيداً بدور مدريد في التمسك بالمبادئ والقانون الدولي تجاه ما يحدث في القطاع، خصوصاً مع انتشار المجاعة في الشمال، وعدم القدرة على توفير المساعدات الإنسانية بالشكل الكافي، جراء التحديات والعراقيل التي يضعها الجانب الإسرائيلي.

حذّر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الخميس، من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يواجهها قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستعر، ورفض إسرائيل إدخال مساعدات إنسانية كافية إلى أكثر من 2.3 مليون فلسطيني يواجهون المجاعة في غزة.

وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأردنية، أكد الصفدي، خلال اجتماعين منفصلين عقدهما مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، ومع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، وكبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغرد كاغ، أن منع إسرائيل دخول الدواء والغذاء إلى غزة جريمة حرب ولا تزال ردة فعل المجتمع الدولي عليها عاجزاً

وقال الصفدي إنّ إسرائيل تستعمل الغذاء والدواء سلاحاً ضد الفلسطينيين في خرق فاضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، يواجهه صمت دولي لا يمكن قبوله ويقوض صدقية القانون الدولي.

حذّر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم خلال اجتماعين منفصلين عقدهما مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين #الأنروا فيليب لازاريني @UNLazzarini ومع وكيلة الأمين العام ل #الأمم_المتحدة وكبيرة منسقي الشؤون الإنسانية… pic.twitter.com/h4LaCnSbuL

— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) March 14, 2024

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان لها، عن تنفيذ عملية إنزال جوي عاشر لمساعدات إنسانية شمال قطاع غزة، بالتعاون مع الأردن.

Combined Forces Complete 10th Humanitarian Airdrop into Gaza

U.S. Central Command and the Royal Jordanian Air Force conducted a combined humanitarian assistance airdrop into Northern Gaza on March 14, 2024, at 11:57 a.m. (Gaza time) to provide essential relief to civilians in… pic.twitter.com/xH7VrdGine

— U.S. Central Command (@CENTCOM) March 14, 2024

أعرب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، عن أمله في التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة "في الأيام المقبلة".

وأوضح بوريل، في حديثه لإذاعة إسبانية محلية، اليوم الخميس، أنه لا تزال هناك فرصة للمفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس"، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت.

وذكر أن المساعدات الغذائية بدأ تسليمها إلى غزة "لكن بشكل بطيء وغير كافٍ"، مشيراً إلى أن 500 شاحنة كانت تدخل غزة يومياً قبل الحرب.

وأكد أن إسقاط المساعدات الغذائية من الجو بالمظلات "لا يمكن أن يحل محل حركة مرور 500 شاحنة".

حذر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، من استخدام الميناء المقترح إنشاؤه لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة من أجل تهجير سكان القطاع.

وقال البرغوثي "الحديث عن ميناء بحري من الولايات المتحدة ودول أخرى قد يستغرق إنشاؤه أشهرا، هو تهرب من المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الحصار على غزة". وأضاف: "لو أرادت الولايات المتحدة فإنها تستطيع إجبار إسرائيل على فتح كل المعابر خلال 24 ساعة".

ولفت البرغوثي إلى أن "الميناء المقترح سيكون تحت السيطرة الإسرائيلية، وقد يستخدم لتكريس إعادة احتلال غزة".

ونبه إلى أن "هناك مخاوف حقيقية من أن تستخدمه إسرائيل لتهجير سكان القطاع، وتنفيذ التطهير العرقي الذي فشلت في تحقيقه بالقوة بسبب صمود وإصرار الشعب الفلسطيني على البقاء في وطنه".

قال يانيز لينارتشيتش، مسؤول المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، إن هناك مناطق في غزة تعاني من مجاعة بالفعل، ويمكن أن تمتد إلى القطاع بأكمله.

وحث لينارتشيتش، في حديث للصحافيين، إسرائيل على فتح المزيد من الطرق لتوصيل المساعدات.

قال ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية الأردنية، إنّ إنشاء الإدارة الأميركية للرصيف البحري على شاطئ غزة ومسارعة قبرص ودول الاتحاد الأوروبي للإعلان عن اعتماده لإدخال المساعدات خلال شهرين، ما هو إلا "احتلال أميركي فاضح لغزة، بهدف السيطرة الجغرافية على حقول الغاز فيها والواقعة في نفس منطقة الميناء، إضافة لإحكام الحصار عليها من البحر".

وأضاف في بيان اليوم الخميس، أنّ "سياسة الإجرام الأميركية الشريكة في الحرب على غزة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن تتحول إلى منقذ لأهلها، لا في رمضان ولا في أي شهر آخر".

وتابع الائتلاف الذي يضم أحزاب "البعث العربي الاشتراكي"، و"البعث العربي التقدمي"، و"الحركة القومية للديمقراطية المباشرة"، و"الشعب الديمقراطي"، و"الشيوعي" و"الوحدة"، "بدلاً من وقف إطلاق النار والحرب، تفتق الذهن الاستعماري عن إنشاء رصيف بحري على الشاطئ للإمدادات الغذائية، والقيام بإنزالات جوية بهلوانية من قبل الطائرات الأميركية نفسها التي تمد العدو بالأسلحة، وتضرب الشعب الفلسطيني في غزة وفي كامل فلسطين المحتلة".

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الأربعاء، إن إسرائيل ستحاول "إغراق" غزة بالمساعدات الإنسانية من عدة نقاط دخول مع تصاعد الضغوط الدولية لمواجهة مشكلة الجوع المتزايدة في القطاع المحاصر.

وقال هاغاري لمجموعة من المراسلين الأجانب: "نحاول إغراق المنطقة بالمساعدات الإنسانية".

وأضاف أن "قوافل مثل هذه ستدخل لاحقاً، بالإضافة إلى شحنات من نقاط دخول أخرى وعبر الإنزال الجوي وعن طريق البحر.