جيش الاحتلال يتخوف من عام أصعب في الضفة وخطط "المستعربين" تفشل

جيش الاحتلال يتخوف من عام أصعب في الضفة وخطط "المستعربين" تفشل

06 أكتوبر 2023
يملك جيش الاحتلال منظومة عسكرية هي الأحدث عالمياً لكنه يجد صعوبات أمام أسلحة خفيفة (Getty)
+ الخط -

سجلت اقتحامات جيش الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة لمناطق في الضفة الغربية المحتلة عدة إصابات في صفوف قواته، خلال المواجهة مع مقاومين فلسطينيين.

ويرى الجانب الإسرائيلي أن المقاومة في منطقة طولكرم بدأت "ترفع رأسها" في أعقاب إصابة خمسة جنود، ثلاثة منهم في حالة خطيرة، بانفجار قنبلة يدوية، ارتدت عليهم عندما أرادوا إطلاقها على مقاومين فلسطينيين في طولكرم، الخميس.

وفي الأيام الأخيرة، أصيب جنود من وحدة "المستعربين" التابعة لحرس الحدود خلال انسحابهم من منطقة طولكرم، حيث أطلق فلسطينيان النار صوبهم قبل استشهادهما.

وتنضم الأحداث في طولكرم إلى التصعيد الحاصل في منطقة جنين ونابلس ومناطق أخرى في الضفة الغربية، ما يجعل جيش الاحتلال الإسرائيلي متشائماً حيال المستقبل المنظور، كما نقل موقع "يديعوت أحرونوت"، اليوم الجمعة، عن مسؤولين عسكريين، قالو إن عام 2024 قد يكون أسوأ بالنسبة للجيش من حيث الخسائر والإصابات.

ويواجه جيش الاحتلال، اليوم، تحدياً كبيراً، بحسب ذات التقرير، يكمن في صعوبة العمل داخل الضفة وأيضاً في تنفيذ "المستعربين" مهامهم.

و"المستعربون" هم قوات خاصة إسرائيلية تتنكر بلباس يشبه ذلك الذي يرتديه أي مدني فلسطيني، وفي أحيان يتنكرون بلباس نسائي أو رجال دين مسلمين، وذلك بغرض التسلل إلى عمق المناطق الفلسطينية المكتظة التي يصعب على جيش الاحتلال تنفيذ عمليات اغتيال أو اعتقال فيها بشكل مكشوف.

ووفق التقرير، فإن جيش الاحتلال يرى اليوم أن الفلسطينيين تعلّموا أساليب التمويه، لأن هناك حدًا لعدد الشخصيات التي يمكن التنكّر بها، كما أن التقدّم التكنولوجي يساعدهم على كشف المستعربين بسهولة أكبر.

مع هذا، لا يقلل التقرير من دور وحدات النخبة في الجيش، ويرى أنها تحقق من خلال المهام الموكلة إليها إنجازات كبيرة ومهمة، حسب المنظور الإسرائيلي، ضد المقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية، كما أن عدد الإصابات في صفوفها يكاد لا يذكر.

وأورد التقرير أنه "لحسن الحظ"، في ظل التصعيد الحاصل، يبلغ عدد القتلى الإسرائيليين 33 قتيلاً فقط منذ مطلع العام، في حين أشار إلى ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بنيران جيش الاحتلال، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، من 155 شهيداً إلى 185، بسحب المعطى الذي نشره موقع "يديعوت أحرونوت".

ويشير التقرير إلى عدة عوامل تساهم في التصعيد في الضفة، زاعماً وجود ضغط إيراني على الفصائل الفلسطينية، بالتزامن مع أزمة تواجهها السلطة الفلسطينية.

وزعم التقرير في هذا الصدد أن "جهاز الأمن العام الإسرائيلي" (الشاباك) كشف، في الآونة الأخيرة، عن شبكات وصفها بالإرهابية تضم مواطنين إسرائيليين (من فلسطينيي الداخل) "يساعدون في تهريب متفجرات قوية عبر الحدود الأردنية".

وفي محاولة لتشويه صورة المقاومين ومنفذي العمليات التي تستهدف الاحتلال، يزعم التقرير أيضاً أن حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تخلّتا عن منفذي العمليات "التقليديين"، وباتتا تبحثان عن شبان لا يجدون عملاً ولا تمنحهم إسرائيل تصاريح للعمل في الداخل، وتعرضان عليهم تنفيذ عمليات مقابل المال.

كما يزعم التقرير أن إيران توظّف أموالا في الضفة من أجل السلاح والعبوات الناسفة و"التحريض".

ونقل الموقع عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي، لم يسمّهم، تشاؤمهم إزاء التطورات والمعطيات على الأرض. وقال هؤلاء: "إذا لم يحدث تغيير، فإن هذا الاتجاه سيستمر في عام 2024، الذي قد يكون أكثر صعوبة. ما الذي يمكن أن يساعد؟ سلطة فلسطينية أقوى، حتى بمساعدة أسلحة أميركية محدودة، يجرى إدخالها (للسلطة) لمساعدتها في محاربة الإرهاب".

ونقل الموقع عن ضابط كبير قوله: "لا يمكنك محاربة حماس بالهراوات".

كما يشير التقرير إلى أن من بين العوامل التي يمكنها الحد من العمليات وجود اقتصاد فلسطيني قوي، وإغلاق الثغرات على الحدود مع الأردن ومحاربة تهريب الأسلحة بشكل أكثر فعالية.

ولا يغفل التقرير أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بتركيبتها الحالية، تجعل هذه التسهيلات للسلطة وتسليحها أكثر تعقيداً، وأن جيش الاحتلال، الذي يدرك ذلك، لا يزال يبحث عن طريقة لتهدئة التصعيد، كما يعوّل على اتفاق تطبيع مع السعودية قد يساهم في تهدئة الأوضاع، بحسب ما ورد في التقرير الإسرائيلي.