ثالث تحذير جزائري من التدخل العسكري في النيجر

ثالث تحذير جزائري من التدخل العسكري في النيجر

16 اغسطس 2023
وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف خلال زيارته إلى واشنطن (Getty)
+ الخط -

جدد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف رفض بلاده لأي تدخل عسكري في النيجر، واعتبر أن مآلاته ستكون وخيمة على غرار الحالة الليبية، محذراً من أنّ التدخل سيكون كارثة على المنطقة.

وقال عطاف، في حوار نشرته "واشنطن بوست"، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة للقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "لا يوجد أي مثال على أن التدخل العسكري في مثل هذه الحالات نجح، على العكس من ذلك، لدينا في جوارنا مثال ليبيا الذي أثبت أن التدخل كان كارثيّاً على المنطقة بأسرها، ونحن ندفع الثمن. أولئك الذين نفذوا التدخل الأجنبي غادروا، وتركونا مع هذه المأساة، وهذه الأزمة بين أيدينا".

وأكد عطاف أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) "حتى ولو كانت تفكر في التدخل وتتصور الخيار العسكري كخيار أخير، فإنها لا تزال تعطي الأولوية لحل سياسي ودبلوماسي وتعمل على هذا الأساس"، مشيراً إلى أن "دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا نفسها غير واثقة من أنّ التدخل العسكري لديه فرصة معقولة للنجاح. يمكنك أن تبدأ تدخلًا عسكريًا، لكنك لا تعرف أبدًا كيف سينتهي؛ لذا فهم حريصون جدًا على إظهار أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع هذا الخيار".

ويعد هذا الموقف ثالث تحذير يصدر عن مسؤول جزائري رفيع بشأن التدخل العسكري في النيجر، بعد تحذيرات صدرت عن الرئيس عبد المجيد تبون قبل أسبوع، اعتبر خلالها أن التدخل تهديد مباشر للجزائر، وتحذير ثانٍ صدر الثلاثاء عن قائد الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة، الذي أكد أن التدخل العسكري الأجنبي لحل الأزمة في النيجر سيتسبب في تعقيد الأوضاع، ودعا إلى مساعدة دول الجوار على إيجاد حلول محلية للأزمات والتهديدات التي تعرفها المنطقة.   

ورداً على سؤال حول ما إذا كان لديه أمل بإنهاء الانقلاب وعودة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه، قال الوزير الجزائري: "لا أحد يستطيع أن يقول على وجه اليقين ماذا سيحدث غدًا. الوضع متقلب للغاية ويجب أن نتعامل معه ليس على أساس يومي، ولكن على أساس كل ساعة بساعة. ما يمكنني قوله هو أن المشاورات جارية بين العديد من الأطراف المهتمة والمعنية -إيكواس والأطراف في النيجر، والاتحاد الأوروبي- لمعرفة أفضل خيار ممكن للوصول إلى هدف حل سلمي".

وفي السياق، كشف عطاف ما دار بينه وبين عدد من المسؤولين الأميركيين بشأن الأزمة في النيجر، قائلًا "أعتقد أننا اتفقنا على ثلاثة مبادئ رئيسية. الأول هو احترام النظام الدستوري والديمقراطي، وثانيًا إعادة الرئيس بازوم كرئيس شرعي للنيجر، وثالثا استمرار إعطاء الأولوية لحل النزاع"، مضيفاً "لدينا اتفاق كامل على هذه المبادئ، والآن يجب أن نحاول العمل معًا لترجمة هذه المبادئ إلى الواقع السياسي في النيجر. وهذا هو موضوع مشاوراتنا".

وردّاً على تقديرات سياسية تتحدث عن نظرة واشنطن إلى الجزائر بسبب موقفها من الحرب في أوكرانيا وقربها من موسكو، اعتبر عطاف أن العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة الأميركية تتسم بالحوار المتواصل حول قضايا ذات اهتمام مشترك، قائلًا: "لتقييم مدى جودة أي علاقة معينة بين البلدين، يجب البحث في جودة الحوار السياسي. هذا العام فقط، زار الجزائر العديد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، وهذا يعني أن الجزائر والولايات المتحدة لديهما الكثير من الملفات للمناقشة. ويمكن تفسير ذلك بسهولة... هناك حلقة من النار تمتد من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي، من السودان وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي إلى الصحراء الغربية".