تونس: زوجة المعتقل عصام الشابي تروي شروط الزيارة والمعاناة كل أسبوع

زوجة المعتقل التونسي عصام الشابي تروي شروط الزيارة والمعاناة كل أسبوع

16 سبتمبر 2023
زوجة الشابي: معنويات زوجي لا تزال مرتفعة رغم مرور 6 أشهر على اعتقاله (Getty)
+ الخط -

تزور فايزة راهم، زوجة الأمين العام للحزب الجمهوري في تونس عصام الشابي، كل يوم خميس، زوجها الموقوف في سجن المرناقية منذ 6 أشهر فيما يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة، فتقتني قبل ليلة مستلزمات القفة التي ستحملها معها، وتشتري الخضراوات وبعض الغلال وتطبخ الأكلات التي يفضلها زوجها، ولكن عليها الانتباه جيداً لما ستطبخه ولما ستحمله، لأن هناك أكلات عدة يمنع إدخالها إلى السجن.

تبدأ راهم في الإعداد للقفة قبل يوم، لأن الوقت قد لا يكفيها للطبخ يوم الزيارة، تؤكد أنها مثل العديد من العائلات التي لديها سجين، لم تكن تعرف قائمة الأكلات المسموح بها وتلك الممنوعة، فلا يوجد إعلام للعائلات بما يجب حمله أو تجنبه، ولا يوجد نصوص معلقة بذلك، ولكن بالخبرة وبتتالي الزيارات إلى زوجها، أصبحت تعرف مثلاً أن السلطة المشوية التي تتكون من فلفل وطماطم من بين أبرز الممنوعات. وكذلك الفاصوليا والجلبانة والتمور بمختلف أنواعها، والعنب والحلويات والفواكه الجافة والأجبان، وكأن السجين يعاقب مرتين، مرة بسلبه الحرية، والثانية بحرمانه من بعض الأكلات دون إبراز الأسباب التي تقف وراء هذا المنع.

وفي حديث لـ"العربي الجديد "أوضحت راهم أنه كان يُسمح لهم سابقاً بحمل 4 علب طعام فقط، ولكن سمح لهم منذ شهر رمضان بتجاوز هذا العدد، مؤكدة أن هذه التجربة ورغم قساوتها فقد عرّفتها بقصص عدة وعلمتها الكثير، فإحدى الأمهات التي دخل ابنها حديثاً السجن اضطرت إلى العودة بالقفة، لأن كل ما طبخته ممنوع، وهذه أكبر خيبة قد تصيب الأمهات والعائلات.

ولفتت المتحدثة إلى أن هناك مسائل غريبة، من ذلك مثلاً أن السمك الذي يجلبونه يجب أن يكون دون رأس، والفلفل مجزأ، والغلال تقطع إلى أجزاء، مبينة أن هذا قد يكون مفهوماً وهي احتياطات لمنع نقل المخدرات، ولكن هؤلاء سجناء سياسيون وليست لديهم قضايا حق عام أو ممنوعات.

اللحظات الأصعب

تروي راهم أنه عند الوصول إلى الباب الخارجي عليهم الوقوف في الصف حيث يجري التثبت من هويتهم، ثم تمر القفة عبر جهاز سكانار للتثبت من محتوياتها، ثم يجدون صفاً آخر لتمرير علب الطعام، وقد يقبل طعام ويرفض آخر، وعادة تكون هذه اللحظات هي الأصعب على العائلات.

وأضافت زوجة المعتقل الشابي أن عليهم الانتظار للوصول إلى القاعة الداخلية، التي تتسع لعدد محدود من الزائرين، وتتراوح مدة الانتظار بين ربع ساعة أو ساعتين، هذا في الأيام العادية، أما في الأعياد فهناك معاناة أخرى مع طوابير الانتظار.

وبينت أن الإجراءات ورغم كونها معقدة وطويلة قد تكون دوافعها مفهومة، ولكن لا بد من تحسين خدمات عدة للحد من معاناة العائلات، وذلك بتدعيم الرصيد البشري، لكي لا تتعطل مصالح الزائرين وتقل مدة الانتظار، مضيفة أنها تلتقي دائماً الناشط السياسي الدين الحزقي، والد عضو جبهة الخلاص، جوهر بن مبارك، والذي رغم تقدم سنه فإنه يحمل القفة لابنه جوهر، مشيرة إلى أن العائلات تعاني وبعد كل زيارة يعودون منهكين.

ولفتت إلى أنهم مضطرون لمخاطبة المعتقلين من حاجز بلوري، مشيرة إلى أنها حملت معها حفيدتها خلال زيارتها لزوجها أول أمس الخميس في محاولة ليرى عصام حفيدته، وقد سارع من الفرحة إلى اقتناء كراس وقلم ومشروب عصير من الفضاء المخصص لهم داخل السجن لتقديمها للضيفة العزيزة التي تعود للدراسة، الجمعة. ولكن رغم أن هذه المشتريات كانت من داخل السجن فقد منعه الحارس من إهدائها لحفيدته، ما اضطرها إلى البحث عن بديل لها في الخارج والادعاء أن زوجها هو من أرسل هذه الهدايا من هناك، مؤكدة أن مثل هذه المعاملات اللا إنسانية تحز في النفس كثيراً، ولا مبرر لها.

وتؤكد السيدة الشابي، أنها رغم هذه المعاناة فهي متيقنة من براءة زوجها وأنه سيغادر السجن يوماً ما، فقد جرى تفتيش المنزل ولم يُعثر لا على أموال ولا على سلاح، وأن ادعاءات الانقلاب المزعوم غير صحيحة.

راهم: معنويات عصام الشابي لا تزال مرتفعة، ورغم مرور 6 أشهر على اعتقاله فهو صامد وصحته بخير

وتابعت أن معنويات عصام الشابي لا تزال مرتفعة، ورغم مرور 6 أشهر على اعتقاله فهو صامد وصحته بخير، مؤكدة أنها لن تنسى يوم نُقل للتحقيق معه في سيارة غير آمنة وسقط وأصيب يومها، ولكن وبضغط من المحامين، نقل إلى المستشفى وأجرى الفحوصات اللازمة.

تأمل راهم أن يطلق سراح زوجها الأمين العام للحزب الجمهوري، والذي اعتقل برفقة عدد من الشخصيات والزعماء السياسيين بتهمة التآمر على أمن الدولة خلال شهر فبراير/ شباط الماضي، مع تجديد طلب الإفراج.