تستعد تونس لاحتضان أضخم مناورات تدريبية عسكرية خلال شهر يونيو/ حزيران المقبل، أطلق عليها اسم مناورات "الأسد الأفريقي".
ويشارك في هذه المناورات 10 آلاف جندي من 12 دولة، هي الولايات المتحدة وتونس ومصر والمغرب وموريتانيا والسنغال وبلجيكا وكندا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة.
وحضر الجنرال الأميركي كريستوفر جي كافولي، القائد العام للجيش الأميركي في أوروبا وأفريقيا، أمس الأربعاء، اجتماعات مع وزارة الدفاع التونسية بهدف بحث الاستعدادات لهذا الحدث.
وقال الخبير العسكري مصطفى صاحب الطابع، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ التدريبات التي ستجري في تونس "تعتبر الأضخم، خاصة أنها ستتم بمشاركة 10 آلاف جندي من العديد من الجنسيات"، مبيناً أن "أغلب المناورات عادة ما تكون ثنائية بين القوات الخاصة التونسية والأميركية، وهي مناورات دورية".
حضر الجنرال الأميركي كريستوفر جي كافولي، القائد العام للجيش الأميركي في أوروبا وأفريقيا، أمس الأربعاء، اجتماعات مع وزارة الدفاع التونسية
وأوضح صاحب الطابع أنّ "احتضان تونس لهذه المناورات يأتي لعدة اعتبارات، منها الموقع الجغرافي والاستراتيجي لتونس، وقربها من أوروبا وأفريقيا"، مؤكداً أن "تونس ستستفيد من هذه التدريبات من حيث الخبرة والمعدات والتقنيات، كما أنّ هناك فوائد مباشرة وأخرى غير مباشرة ستحصل عليها باحتضانها هذا الحدث"، مشيراً إلى أنه "لا بدّ من إعادة هيكلة الجيش التونسي والتركيز على التدريبات في الجبال من أجل مقاومة الإرهاب".
وبيّن أنّ "هناك تطورات لا بدّ من مواكبتها بحسب ما يقتضيه العصر، سواء كان ذلك في التمارين أو التقنيات المستعملة"، موضحاً أنّ "الدبابات مثلاً لم تعد بلادنا بحاجة إليها، وكذلك المدفعيات، فهي وسائل وأسلحة تعود للحرب العالمية الثانية"، مؤكداً أنّ "المعدات تطورت، وحتى آليات التدريب والأفكار تغيرت، وكذلك دور الجندي، وهو ما يتطلب إعادة الهيكلة وتغيير الأساليب، وحتى الأفكار".
وصرح القائد العام للجيش الأميركي في أوروبا وأفريقيا، في ندوة صحافية عن بعد الثلاثاء، وخصصت لتقديم هذه المناورات العسكرية، بأنّ هذه التدريبات "تمثل فرصة للدول المشاركة فيها لدعم القدرات العملياتية لقواتها العسكرية".
وأضاف أنّ المناورات تهدف أساساً إلى "تقوية التعاون العسكري بين الدول المشاركة فيها، بما يعزز قدراتها على مجابهة النزاعات المحتملة التي قد تطرأ، فضلاً عن مواجهة التهديدات الإرهابية التي تحدق بدول المنطقة".
وأوضح الجنرال كافولي أنّ هذه المناورات "ستتضمن تمارين بحرية وجوية، وأخرى محمولة جواً (مجوقلة)، بالإضافة إلى تدخلات طبية لفائدة سكان المناطق المعنية".
من جهته، قال الجنرال أندرو روهلينغ، نائب القائد العام للجيش الأميركي في أوروبا وأفريقيا، وقائد قوة المهام في جنوب أوروبا وأفريقيا، إنّ "تونس ستستضيف غالبية مناورات هذا التدريب العسكري المشترك" .
واعتبر روهلينغ أن تونس "حليف استراتيجي على المستوى العسكري للولايات المتحدة، وسيشارك نحو عشرة آلاف عسكري في النسخة الجديدة من مناورات "الأسد الأفريقي" التدريبية متعددة الجنسيات، والتي تم إلغاؤها العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا".