توظيف زيلينسكي للمحرقة النازية بخطابه أمام الكنيست يثير غضب إسرائيل

توظيف زيلينسكي للمحرقة النازية في خطابه أمام الكنيست يثير غضب إسرائيل

21 مارس 2022
بُث خطاب زيلينسكي بالكنيست في ساحة عامة في تل أبيب (مصطفى الخاروف/الأناضول)
+ الخط -

انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه، مساء الأحد، أمام أعضاء الكنيست ووزراء في الحكومة الإسرائيلية، الموقف الإسرائيلي الرافض لتزويد أوكرانيا بمنظومات سلاح دفاعية والامتناع عن فرض عقوبات جدية على روسيا.

وربط زيلينسكي في خطاب ألقاه عبر تقنية الفيديو وبث عبر قناة الكنيست وفي ساحة عامة في تل أبيب، الحقبة النازية في ألمانيا وصعود النازيين إلى الحكم في ثلاثينيات القرن الماضي بقيادة بوتين لروسيا. وقال إن "الأوكرانيين اختاروا طريقهم قبل ثمانين عاماً عندما أنقذوا اليهود من براثن النازية (...) الخيار الآن أمام الإسرائيليين".

كما انتقد جهود الوساطة الإسرائيلية بين روسيا وأوكرانيا، قائلًا: "يمكن التوسط بين الدول ولكن لا يمكن التوسط بين الشر والخير"، مضيفاً أن أوكرانيا توجهت بطلب للحصول على مساعدة من إسرائيل لكنها قوبلت "بلا مبالاة وحسابات ووساطة دون اختيار جانب"، مضيفًا بحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس": "أريد أن أشير أمامكم إلى أن اللامبالاة تقتل، والحسابات قد تكون خاطئة".

وحاول زيلينسكي تملق إسرائيل عندما استهل خطابه باقتباس تصريحات قديمة لرئيسة حكومة الاحتلال، غولدا مئير، التي قالت في أحد خطاباتها في السبعينيات في سياق تبريرها لاستمرار الاحتلال: "نحن نريد الحياة لكن جيراننا يرغبون برؤيتنا أمواتاً، وهذا لا يترك أمامنا مجالا لاختيارات كثيرة".

وأضاف الرئيس الأوكراني الذي تجاهل قضية الشعب الفلسطيني وتشريده من وطنه واستمرار احتلال أراضيه: "شعبنا اليوم يهيم على وجهه في العالم بحثا عن الأمن ويبحث عن العيش بسلام كما بحثتم أنتم. الغزو الروسي لأوكرانيا ليس مجرد حملة عسكرية كما يصورونها في موسكو، بل هي حرب شاملة وغير عادلة هدفها هدم شعبنا ودولتنا ومدننا وثقافتنا وأولادنا".

ومضى في محاولة توظيف المحرقة النازية لليهود واللعب على وترها بالقول: "اصغوا إلى خطاب موسكو فهي تعتمد قاموس الحزب النازي. لقد كانت هذه مأساة عندما أرادوا هدم وإخضاع أوروبا برمتها. لم يرغبوا بالإبقاء على أحد منكم، والآن يريدون فعل ذلك لنا. لقد أطلقوا على ذلك حينها اسم الحل النهائي، والآن يستخدمون مجددا هذه الكلمات (الحل النهائي)، لكن الكلام موجه لنا الآن، للمسألة الأوكرانية".

وأثار توظيف زيلينسكي للمحرقة النازية في خطابه الموجه للكنيست والذي كسر فيه احتكار دولة الاحتلال للمحرقة، استياء وغضب عدد من وزراء وأعضاء الكنيست الإسرائيلي. فقد غرد وزير الإعلام الإسرائيلي يوعاز هندل الذي يعيش في مستوطنة عوفرا في الضفة الغربية المحتلة، بعد الخطاب قائلًا: "لا يمكن إعادة كتابة التاريخ الفظيع للمحرقة. إبادة الشعب (اليهودي) حصلت أيضاً على أرض أوكرانيا. الحرب على أوكرانيا فظيعة لكن المقارنة بفظائع المحرقة النازية والحل النهائي تثير الحفيظة".

ونقل موقع "هآرتس" الليلة، أن بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية قالوا إنهم فوجئوا بالخطاب، واصفين إياه بـ"الفظ"، فيما أكدوا أن الهجوم على إسرائيل مبالغ به، كما أن المقارنة بين الغزو الروسي والمحرقة النازية تثير الغضب والإحباط، مضيفين: "نحن نعرف دور أوكرانيا خلال الحرب العالمية الثانية".

وأعرب عدد آخر من الوزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء الكنيست من اليمين الديني الصهيوني عن رفضهم لتوظيف زيلينسكي للمحرقة بما يوحي بأن إسرائيل تقف على الحياد إزاء إبادة الشعب الأوكراني، واعتبروا أن المقاربة التي استخدمها زيلينسكي "مبالغ بها ولا مكان لها، خصوصا وأن أوكرانيا شهدت على أراضيها مذابح لليهود خلال الاجتياح النازي لأوروبا".

ونقلت القناة الإسرائيلية 13 عن مقربين من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت، أنه كان غير راض عما جاء في خطاب الرئيس الأوكراني ولا سيما انتقاده لسياسة إسرائيل ورفضها تزويد أوكرانيا بالسلاح.

وقال مصدر سياسي رفيع المستوى للقناة، إن إسرائيل لن تدعم أوكرانيا بالسلاح حتى بعد هذا الخطاب، واعتبر المصدر الذي لم يكشف عن هويته، أن استحضار المحرقة النازية لليهود في خطاب زيلينسكي كان بمثابة "تحقير خطير للمحرقة".

المساهمون