تواصل التحشيد في شمال وشرق سورية ترقباً لعملية عسكرية تركية محتملة

تواصل التحشيد في شمال وشرق سورية ترقباً لعملية عسكرية تركية محتملة

05 نوفمبر 2021
جندي روسي في تل تمر بريف الحسكة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

تواصل الأطراف المختلفة التحشيد في مناطق شمال وشرق سورية في ضوء التوقعات بشن تركيا عملية عسكرية في المنطقة، فيما تبادلت قوات النظام السوري وفصائل المعارضة القصف المدفعي في شمال غرب البلاد.

وذكر الناشط محمد الشمالي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الجيش الوطني السوري" المعارض، المدعوم من تركيا، دفع بتعزيزات عسكرية إلى نقاط التماس مع قوات النظام السوري و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف الرقة الشمالي، فيما قصف هذا الجيش بقذائف المدفعية مواقع "قسد" في بلدتي الدردارة وتل تمر بريف الحسكة الشمالي.

وبدورها، استنفرت القوات التابعة للنظام السوري و"قسد" في محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة "قسد"، ورفعت الجاهزية في محيط "اللواء 93" في عين عيسى بريف الرقة الشمالي.

وذكرت شبكات محلية أنّ رتلاً تابعاً لقوات النظام السوري خرج من داخل "اللواء 93"، وتمركز في عدة نقاط جنوب عين عيسى، مشيرة إلى أنه يتكون من أكثر من 20 سيارة مزودة بالأسلحة المضادة للطائرات، و6 سيارات تحمل منصات إطلاق صواريخ ومدافع. كما استنفرت مليشيا "قسد" في مدينة الطبقة بريف الرقة، وأخرجت سلاحها الثقيل من داخل سد الطبقة بواسطة 8 آليات مجنزرة اتجهت نحو مدينة عين عيسى.

وكان رتل من قوات النظام السوري، برفقة قوات روسية، قد وصل، الثلاثاء الماضي، إلى مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي قادماً من مدينة حلب، وذلك بهدف إجراء مناورات عسكرية، في الوقت الذي تشهد أطراف المدينة توترات بسبب التوقعات بشن تركيا عملية عسكرية قريباً في المنطقة، بمشاركة من "الجيش الوطني" المدعوم من قبلها.

ووفق ما ذكر مصدر عسكري من "الجيش الوطني" لـ"العربي الجديد"، فإنه من المتوقع أن تستخدم قوات النظام السوري والقوات الروسية خلال المناورات أسلحة ثقيلة، بما فيها المروحيات القتالية، مشيراً إلى أن التشكيلات المشاركة في المناورات تضم عناصر من الفرقتين 25 و30 والفوج 46 مدفعية، وتوقع أن يبقى جزء من هذه القوات في منبج بعد انتهاء المناورات.

وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، الأربعاء، أنّ القوات الجوية الروسية أجرت عدة مناورات وتدريبات عسكرية في سورية، كان آخرها شرقي البلاد خلال اليومين الماضيين، نفذت خلالها مناورات وطلعات جوية مكثفة.

تبادل للقصف في إدلب وحلب

وفي شمال غرب البلاد، ذكر الناشط محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية، فجر اليوم الجمعة، قرى وبلدات تقاد والهباطة وكفرتعال في ريف حلب الغربي. كما قصفت قوات النظام المتمركزة في معسكر جورين نقاط فصائل المعارضة على محاور بلدتي العنكاوي والقاهرة الواقعتين في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي.

بدروها، قصفت الفصائل المعارضة بقذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ مواقع قوات النظام في مدينة سراقب وقريتي الطلحية وكراتين شرق إدلب، إضافة إلى مواقع النظام في بلدة بسرطون غربي حلب.

"قسد" تستنفر بعد مقتل قيادي لها في عين العرب

إلى ذلك، تواصل قوات الأمن التابعة لـ"قسد" حملات البحث والاعتقال، التي بداتها أمس الخميس، بعد مقتل أحد قيادييها شرقي مدينة عين العرب (كوباني).

وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أنّ قوات "قسد" شنت حملة اعتقالات موسعة إثر مقتل القيادي ياسين، الملقب بـ"يوار"، بمسدس كاتم للصوت في ظروف غامضة، من قبل مجهولين، أثناء نومه في النقطة العسكرية المسؤولة عن حماية وتأمين مرآب الآليات العسكرية الثقيلة والواقع بالجهة الشرقية لعين عرب.

وأوضحت الشبكة أنه جرى حتى الآن اعتقال 17 عنصراً، من بينهم 3 قياديين، جميعهم ممن كانوا داخل وخارج المرآب، والمسؤولين عن حمايته.

وكانت الشبكة قد ذكرت، الأربعاء، أنّ قوات "قسد" استنفرت، الثلاثاء، وبدأت بعمليات تفتيش ومداهمة في محيط بلدة تمر بريف الحسكة الشمالي، بعد فرار عدد من عناصرها، بينهم قياديون.

وأوضحت أنّ 11 عنصراً من "قسد" فروا إلى أماكن مجهولة من مقرهم الواقع بالقرب من برج "سرياتيل" المحاذي لدوار بلدة تل تمر، مستخدمين سيارتين عسكريتين وبحوزتهم أسلحتهم الفردية، مشيرة إلى أن قياديين بارزين من قادة المعارك في بعض الجبهات العسكرية بمدينة عين عيسى وبلدة تل تمر، كانوا من بين الفارين.

وامتدت حملة التفتيش، بحسب الشبكة، إلى مقار قوات النظام السوري في اللواء 93 في مدينة عين عيسى شمالي الرقة، بهدف البحث عن العناصر الفارين، من دون العثور عليهم حتى الآن.

مسؤول في "قسد" يفر بعد سرقة نحو ربع مليون دولار

وفي سياق متصل، شارك أهالي بلدة أبو حمام شرقي دير الزور، أمس الخميس، بوقفة احتجاجية ضد الفساد المستشري في إدارات "قسد" في المنطقة، فيما فر مسؤول في مكافحة الجريمة التابعة لقوات "قسد" إلى إقليم كردستان العراق بعد سرقة نحو ربع مليون دولار.

وقال الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ريزان بيروزه المعروف باسم (هَفال جودي)، والذي يشغل منصب مسؤول في مكافحة الجريمة التابعة لقوى الأمن الداخلي في بلدة معبدة شمالي الحسكة، سرق مبلغ 230 ألف دولار من مالية المكافحة، وفرّ قبل 48 ساعة إلى كردستان العراق بطرق التهريب".

وأوضح البوكمالي أنّ القوى الأمنية التابعة لقسد حجزت على منزله ودهمت منازل ذويه، واعتقلت شقيقه مع ثلاثة من أقاربه بتهمة التستر والتواطؤ معه في سرقة الأموال وتهريبه إلى كردستان العراق.