تنديد فلسطيني بـ"مسيرة الأعلام" في القدس: ستفجر الأوضاع

تنديد فلسطيني بـ"مسيرة الأعلام" في القدس: ستفجر الأوضاع

17 مايو 2023
حماس" تدين الاعتقالات والإبعاد في القدس لتأمين "مسيرة الأعلام" (Getty)
+ الخط -

نددت الرئاسة والخارجية الفلسطينيتان وحركة "حماس"، بما يُسمى "مسيرة الأعلام" الاستفزازية للمستوطنين في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، المقررة يوم غد الخميس، وسط تحذيرات من " تفجير الأوضاع".

وتعيش القدس المحتلة حالة من الترقب المشبّع بالتوتر، على وقع ما يُسمى "مسيرة الأعلام" الاستفزازية التي تُنظمها جهات إسرائيلية سنوياً منذ عام 1968 احتفالاً باحتلال الشطر الشرقي من القدس في نكسة يونيو/حزيران 1967 تحت مُسمى "يوم توحيد القدس".

وستُنظم المسيرة غداً الخميس، بحيث تنطلق من غرب المدينة، لتشق طريقها عبر أبواب البلدة القديمة وصولًا إلى حائط البراق، وسط تأهب وتخوفات إسرائيلية من اشتعال الأوضاع في القدس.

وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم الأربعاء، حكومة الاحتلال الإسرائيلي من الإصرار على تنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية للمستوطنين في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، مؤكدا أنها لن تقود إلا إلى "التوتر وتفجير الأوضاع".

وقال أبو ردينة في تصريح صحافي، إن دعوات المتطرفين لاقتحام المسيرة للمسجد الأقصى المبارك "ستشعل المنطقة وستكون العواقب وخيمة لمثل هذه المحاولات"، محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع.

وأكد أن الشعب الفلسطيني وقيادته "قادرون على حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وستبقى القدس بمقدساتها عاصمة دولة فلسطين الأبدية".

وأضاف متحدث الرئاسة أن الإصرار على تنفيذ ما تسمى "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة من مدينة القدس يؤكد إذعان الحكومة الإسرائيلية للمتطرفين اليهود.

وطالب أبو ردينة، الإدارة الأميركية باتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الاستفزازات الإسرائيلية، وتحويل اقوالها إلى أفعال، مشدداً على ان هذه السياسة ستعزز سياسة عدم الاستقرار.

الخارجية الفلسطينية تحمل الاحتلال المسؤولية عن النتائج والتداعيات

من جانبها، حملت وزارة الخارجية والمغتربين، حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن مسيرة الأعلام الاستفزازية للمستوطنين، يوم غد الخميس، ونتائجها، وتداعياتها، ليس فقط في مدينة القدس، وإنما على ساحة الصراع.

وأكدت الخارجية، في بيان صحافي، اليوم الأربعاء، أن تنظيم هذه المسيرة سنوياً "دليل قاطع لمن يريد أن يفهم من المجتمع الدولي والمجتمع الإسرائيلي أن القدس مغتصبة وليست موحدة، وأنها جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة".

وتطرّقت الخارجية إلى تداعيات ما ستؤول إليه الأوضاع بسبب هذه المسيرة المشؤومة، خاصة ما يرافقها من إعادة احتلال للمدينة المقدسة بآلاف العناصر من شرطة الاحتلال وجيشه، والتهديدات التحريضية باقتحام المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين ومحلاتهم التجارية، وكذلك حملات الشتائم والشعارات العنصرية والتحريضية التي يطلقها عادة المشاركون في مثل هذه المسيرة، وشل حركة المواطنين الفلسطينيين المقدسيين ومنعهم من الوصول إلى مصادر رزقهم والمراكز الصحية والتعليمية والمستشفيات، وغيرها من مظاهر الحقد والكراهية التي ترافق المسيرة المشؤومة.

حماس" تدين الاعتقالات والإبعاد في القدس لتأمين "مسيرة الأعلام"

من جانبها، دانت حركة "حماس"، اليوم الأربعاء، حملة الاحتلال "الفاشي" المسعورة ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة، والتي شملت اعتقال وإبعاد عشرات المقدسيين عن القدس بذريعة تأمين ما يُسمّى "مسيرة الأعلام" الاحتلالية الباطلة.

ودعا الناطق باسم "حماس" عن القدس، محمد حمادة، في تصريحات وزعت على وسائل الإعلام "أبناء شعبنا في القدس والضفة الغربية وأهلنا في الداخل المحتل إلى الاستمرار في شد الرحال والرباط الدائم في المسجد الأقصى دفاعاً عنه وعن هوية القدس العربية".

وجدد حمادة التأكيد على أنّ "مسيرة الأعلام" الساعية لتهويد مدينة القدس "لن تمنح الاحتلال شرعية، وأن سياسة الإبعاد والإرهاب والتضييق لن تفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني في النضال دفاعاً عن القدس والأقصى، ولاستعادة كامل حقوقنا الوطنية في الأرض والمقدسات وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وكان الحراك الشبابي في أكثر من مكان في فلسطين دعا لجعل يومي غدٍ الخميس والجمعة أياماً للعلم الفلسطيني، رداً على "مسيرة الأعلام".

وفي غزة من المقرر أنّ تقيم فصائل العمل الوطني والإسلامي والفعاليات الشعبية فعالية تحت اسم "العلم الفلسطيني" في مخيم العودة شرقي مدينة غزة قبالة الحدود مع الأراضي المحتلة يوم غدٍ الخميس مساءً.

وخلافًا لسنوات سابقة، تُنظم هذا العام أيضًا مسيرات باتجاه البلدة القديمة وتنطلق من المستوطنات المقامة في شرقي القدس، إذ تشعر الجماعات المتطرفة براحة أكبر في عهد الحكومة الحالية، ما دفع عددًا منها للإعلان عن نيتها محاولة اقتحام المسجد الأقصى بالأعلام الإسرائيلية، مثل حركة ما يُسمى "العودة إلى جبل الهيكل".