تقدير إسرائيلي: "صفقة سيئة" بين أميركا وإيران بعد انتخابات نوفمبر

تقدير إسرائيلي: "صفقة سيئة" بين الولايات المتحدة وإيران بعد انتخابات نوفمبر

08 أكتوبر 2020
تخوف إسرائيلي من تبدل الموقف الأميركي تجاه إيران بعد انتخابات الرئاسة (Getty)
+ الخط -

دعا مركز أبحاث إسرائيلي صنّاع القرار في تل أبيب إلى الاستعداد لتغيير الموقف من البرنامج النووي الإيراني بسبب التحولات المتوقعة على السياسات الأميركية من طهران، سواء واصل الرئيس دونالد ترامب الحكم، أو صعد المرشح الديمقراطي جون بايدن عقب انتخابات الرئاسة في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.

وفي تقرير صادر عنه، توقع "معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية" في "مركز هرتسليا" أن يتوصل ترامب وبايدن إلى "صفقة سيئة" مع إيران لا تأخذ بالاعتبار المواقف الإسرائيلية من البرنامج النووي الإيراني.

وحسب التقرير الذي أعدّه العقيد المتقاعد أودي أبنطال، ونشرت أهم ما جاء فيه "يديعوت أحرونوت"، سيكون من الصعوبة بمكان على إسرائيل الاعتراض على التحولات التي ستطرأ على الموقف الأميركي من الملف النووي الإيراني.

وحسب التقرير، فإن ترامب متحمس جداً للتوصل إلى اتفاق مع طهران، وهو ما يعني أنه سيكون مستعداً في حال فوزه في الانتخابات القادمة لتقديم تنازلات لإيران، وذلك لكي يثبت للعالم أنه التزم ما تعهد به خلال الحملة الانتخابية بالتوصل إلى اتفاق مع إيران في غضون فترة قصيرة.

ولم يستبعد معد التقرير أن السعي إلى الحصول على جائزة نوبل للسلام قد يكون أحد العوامل التي ستدفع ترامب إلى التوصل لهذه الصفقة.

ترامب سيقوم بتسويق الاتفاق الجديد مع إيران على أنه أفضل بكثير من الاتفاق الذي توصل إليه سلفه باراك أوباما

 

ولفت المعهد الإسرائيلي إلى أن ترامب سيسوّق الاتفاق الجديد مع إيران على أنه أفضل بكثير من الاتفاق الذي توصل إليه سلفه باراك أوباما؛ حتى إذا لم يعالج هذا الاتفاق جدياً "العيوب الخطيرة" في الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الحالي، وضمنها: مدة انتهاء العمل بالاتفاق، والقضايا المتعلقة بالأبحاث وتطوير أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم، ومسألة التفتيش على المنشآت النووية.

وأوضح أبنطال أنه سيكون من الصعوبة بمكان على إسرائيل الاعتراض على أيّ اتفاق يتوصل إليه ترامب مع إيران بدعم المجتمع الدولي، ولا سيما بعدما نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس واعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان ودفع الدول العربية إلى التوقيع على اتفاقات التطبيع مع تل أبيب.

وفي المقابل، يرى مُعدّ التقرير أن بايدن سيبدي حساسية كبيرة إزاء أي تدخل إسرائيلي في سياسات الإدارة الجديدة تجاه إيران، مستذكراً أنه في الوقت الذي كان بايدن نائباً لأوباما، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس هاجم فيه سياسات الإدارة الأميركية بهدف إحباط تنفيذ الاتفاق، وهو ما نظر إليه على أنه "تدخل فظ" في السياسات الداخلية الأميركية.

التقرير يلفت أنظار صناع القرار في تل أبيب إلى أن كلا من ترامب وبايدن سيتجنبان التلويح جديا بالخيار العسكري في مواجهة إيران

 

وأشار إلى أن بايدن أوضح في مقال رأي نشره أخيراً موقع "سي إن إن" أن الولايات المتحدة ستعود لالتزام الاتفاق النووي مع إيران، إذا التزمت طهران بنوده، وهو ما يعني أن بايدن سيرفع كل العقوبات التي فرضها ترامب على طهران في حال وصوله إلى البيت الأبيض.

وفي ما يتعلق بالرد الإيراني على انتخاب ترامب، يتوقع أبنطال أن تحرص إيران على عرض موقف متشدد وعدم الظهور بمظهر الضعيف من خلال التصعيد وزيادة مستوى تخصيب اليورانيوم، في مسعى لتحسين موقفها التفاوضي مع واشنطن إذا سعت الإدارة إلى التوصل إلى اتفاق جديد.

في المقابل، يلفت التقرير أنظار صناع القرار في تل أبيب إلى أن كلاً من ترامب وبايدن سيتجنبان التلويح جدياً بالخيار العسكري في مواجهة إيران، على اعتبار أن كليهما معنيان بإخراج القوات الأميركية من المنطقة.

ودعا المعهد إسرائيل إلى إجراء اتصالات مكثفة مع طاقم ترامب ومع فريق بايدن بشأن الموقف من إيران، ومحاولة اقناعهما بـ"إصلاح نقاط في الاتفاق الأصلي" وعدم ترك إسرائيل وحيدة في مواجهة طهران.

وخلص التقرير إلى أن إسرائيل أيضاً باتت مطالبة بالاستعداد لإحداث تحول على موقفها الرافض للسماح لإيران بأن تقوم بعملية تخصيب اليورانيوم بأي مستوى، مشدداً على أن "سياسة صفر تخصيب" لم تعد واقعية في ظل التحولات التي يمكن أن تطرأ على السياسة الأميركية تجاه طهران.