تفاصيل خطة مصرية لإنهاء الحرب على غزة

تفاصيل خطة مصرية لإنهاء الحرب على غزة

25 ديسمبر 2023
تأتي الخطة رغم التصعيد الإسرائيلي الحاصل في غزة (Getty)
+ الخط -

كشف مسؤول مصري وآخر أوروبي، تفاصيل خطة مصرية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن وقفاً لإطلاق النار وتبادل الأسرى، وتشكيل حكومة فلسطينية انتقالية، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس". يأتي ذلك فيما رفضت حركتا حماس والجهاد ترك السيطرة على غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار وفق ما نقلت "رويترز" عن مصادر مصرية. ولكن لم يُعرف بعد إذا كان رفضهما يتناول كل تفاصيل الخطة.

وقُدّم الاقتراح، الذي تم التوصل إليه مع دولة قطر، إلى إسرائيل وحماس والولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، لكنه لا يزال يبدو أوليا، حسب المصادر ذاتها.

ويدعو الاقتراح المصري إلى وقف مبدئي لإطلاق النار لمدة تصل إلى أسبوعين، تقوم خلالها حركة المقاومة الفلسطينية حماس بإطلاق سراح ما بين 40 إلى 50 رهينة، بينهم نساء ومرضى وكبار سن، مقابل إطلاق سراح ما بين 120 إلى 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، حسبما ذكر المسؤول المصري الذي تحدث لوكالة "أسوشييتد برس"، شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة المحادثات الجارية.

وأضاف المسؤول "في الوقت نفسه ستستمر المفاوضات بشأن تمديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المزيد من الرهائن والجثث المحتجزة لدى حماس".

وذكر أن مصر وقطر ستعملان أيضا مع جميع الفصائل الفلسطينية، ومن بينها حماس، للاتفاق على تشكيل حكومة تكنوقراط ستحكم غزة والضفة الغربية لفترة انتقالية، بينما تقوم الفصائل الفلسطينية بتسوية خلافاتها والاتفاق على خارطة طريق لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

في غضون ذلك، ستواصل إسرائيل وحماس التفاوض على اتفاق شامل تحت شعار "الكل مقابل الكل"، بحسب المسؤول المصري.

 وأضاف أن المقترح سيشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في غزة مقابل تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، فضلا عن انسحاب القوات العسكرية الإسرائيلية من غزة ووقف المقاومة إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وناقش المسؤولون المصريون الخطوط العريضة للاقتراح مع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي زار القاهرة الأسبوع الماضي. وقال المسؤول المصري إنهم يعتزمون مناقشة الأمر مع زعيم حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، الذي وصل إلى القاهرة يوم الأحد.

 

وكان "العربي الجديد" قد نشر نقلاً عن  مصادر خاصة، أول أمس الخميس، أن زيارة وفود من فصائل المقاومة الفلسطينية إلى القاهرة، وعلى رأسها وفد من حركة حماس بقيادة إسماعيل هنية، كانت تهدف إلى استعراض أفكار لمشروع سياسي مقترح لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة.

وقالت مصادر خاصة مطلعة على الزيارة، إنّ المناقشات التي تدور في القاهرة مع وفود المقاومة الفلسطينية تتم حول مشروع يشمل إحياء لجنة من الفصائل الفلسطينية كخطوة في إعادة بناء منظمة التحرير، وابتعاد رئيس السلطة الفلسطينية الحالية محمود عباس عن المشهد السياسي، وتشكيل حكومة تكنوقراط، إلى حين أن تسمح الظروف بإجراء انتخابات تفضي إلى سلطة منتخبة.

في سياق متصل، قال مصدر قيادي في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، إنّ الأولوية بالنسبة للحركة وللشعب الفلسطيني هي "وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، لافتاً إلى أن الحركة "منفتحة على كل الأفكار، وإن كانت ترى أن أولوية التوقيت الحالي هي وقف العدوان، لكنها منفتحة على مناقشة رؤى مرتبطة بالوضع الداخلي في غزة عقب انتهاء العدوان"، مشدداً على أن الحركة "لا ترفض مناقشة أي تصورات قائمة على حلول فلسطينية داخلية بعيداً عن التصورات الغربية".

وأكد المصدر أن "مستقبل غزة ليس لأي طرف خارجي تحديده، وأنه شأن فلسطيني خالص يحدده الشعب الفلسطيني"، مشدداً على أن الحركة "تؤمن بالشراكة في تحمل المسؤولية سواء في السلم أو في الحرب".

وبالعودة إلى المقترح المصري، قال دبلوماسي أوروبي لوكالة "أسوشييتد برس" إنه على علم بالاقتراح المصري.

 لكن الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، يشكك في قبول نتنياهو وحكومته المتشددة للاقتراح بأكمله. ولم يقدم الدبلوماسي مزيدا من التفاصيل.

من جهة ثانية، أفاد مسؤول إسرائيلي بأن مجلس الحرب، بقيادة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، سيجتمع في وقت لاحق اليوم لمناقشة وضع الرهائن، بالإضافة لقضايا أخرى، لكنه لم يذكر ما إذا كانوا سيناقشون الاقتراح المصري.

 وتحدث المسؤول الاسرائيلي شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، وفق "أسوشييتد برس".

ورغم الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستوسع هجومها البري على غزة في الأيام المقبلة.

وأضاف في حديثه أمام أعضاء حزب ليكود الاثنين، أن الحرب "لم تقترب حتى من الانتهاء".

حماس والجهاد ترفضان اقتراحا مصريا بالتخلي عن حكم غزة

في غضون ذلك، قال مصدران أمنيان مصريان لرويترز اليوم إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة معها رفضتا اقتراحا مصريا بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار.

واقترحت مصر "رؤية" أيدها أيضا الوسطاء القطريون تتضمن وقفا لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، وتؤدي إلى اتفاق أوسع يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار إلى جانب إصلاح شامل للقيادة في غزة التي تتولاها حاليا حماس، وفق "رويترز".

وقال المصدران إن مصر اقترحت إجراء انتخابات بينما قدمت ضمانات لحماس بعدم مطاردة أعضائها أو ملاحقتهم قضائيا، لكن الحركة الإسلامية رفضت تقديم أي تنازلات سوى إطلاق سراح الرهائن. 

ورفض أحد مسؤولي حماس، والذي زار القاهرة في الآونة الأخيرة، التعليق بشكل مباشر على عروض محددة بشأن المزيد من فترات الهدنة الإنسانية المؤقتة وأشار إلى رفض الحركة مرددا موقفها المعلن رسميا.

وقال المسؤول لرويترز "حماس تسعى إلى انهاء العدوان الإسرائيلي عن شعبنا وإنهاء المجازر والإبادة الجماعية وتحدثنا مع إخواننا المصريين حول السبل لتحقيق ذلك".

وأضاف "قلنا أيضا إن المساعدات لابد أن تزيد وأن تستمر وأن تصل إلى كل شعبنا في الشمال والجنوب".

وتابع "بعد أن ينتهي العدوان ويتم زيادة المساعدات يمكن الحديث عن صفقة تبادل".

ورددت حركة الجهاد الإسلامي هذا الموقف.

وقال مسؤول في الحركة إن حركة الجهاد الإسلامي تصر على أن أي عملية تبادل يجب أن ترتكز على مبدأ "الكل مقابل الكل"؛ أي إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس والجهاد الإسلامي في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.

 

(العربي الجديد، أسوشييتد برس، رويترز)

المساهمون