تعزيزات للجيش و"الحشد" شمالي بغداد ومخاوف من عودة الاعتقالات

العراق: تعزيزات للجيش و"الحشد" شمالي بغداد ومخاوف من عودة الاعتقالات العشوائية

21 فبراير 2021
الكاظمي يشرف على العملية العسكرية بنفسه(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

لليوم الثاني على التوالي، تواصل القوات العراقية عمليتها العسكرية التي أطلقتها شمالي العاصمة بغداد. ووسط عمليات قصف وتمشيط تشهدها البلدة، دفعت فصائل مسلحة بتعزيزات كبيرة نحوها، فيما حذّر الأهالي من عودة الاعتقال العشوائي الذي قد يطاول أبناءهم.
وعلى إثر سقوط قتلى من "الحشد العشائري" في مواجهات مع عناصر تنظيم "داعش"، أمس السبت، في منطقة الطابي التابعة لمدينة الطارمية شمال العاصمة بغداد، أطلقت القوات العراقية عملية استباقية في البلدة. وقد وصل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى هناك للإشراف على العملية.
وطيلة الليل، شهدت البلدة قصفاً متقطعاً في أطرافها، بينما نفّذت القوات عمليات تمشيط واسعة فيها. ووفقاً لمسؤول عسكري، فإن "العملية متواصلة طيلة الليل، وإن القوات تعمل على سد الثغرات التي ينفذ منها الإرهاب"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، "تم قصف تحركات للتنظيم، ليل أمس، من قبل قواتنا، كما شارك الطيران العراقي في ضرب تحركات للتنظيم".
وأشار إلى أن "تعزيزات عسكرية من الجيش وصلت إلى البلدة، كما أن فصائل سرايا السلام والنجباء وعصائب أهل الحق، دفعت ليلاً بتعزيزات كبيرة للمشاركة في العملية"، مشيراً إلى أن "العملية مستمرة حتى سد الثغرات وضبط الأمن".

تقارير عربية
التحديثات الحية

زعيم هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض، دعا إلى استمرار العملية، معتبراً أنها "ستسهم في حفظ أمن بغداد والمناطق المجاورة"، وقال في بيان أصدره ليل أمس، إن "أبناء الحشد الشعبي تمكنوا من تنفيذ دور كبير خلال العملية، والتي قتل خلالها ثلاثة من الحشد الشعبي وأصيب آمر الفوج المنفذ للعملية".
وأثارت تعزيزات الفصائل المسلحة، مخاوف الأهالي من عودة مشاهد عمليات الاعتقال العشوائي ضد أبناء البلدة. وقال الشيخ فلاح المشهداني، إن "البلدة شهدت طيلة الليل قصفاً عشوائياً، تسبب في حالة رعب وهلع لدى الأهالي، الذين يعيشون في ظل حظر التجول الذي فرض بسبب فيروس كورونا"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "هناك مخاوف من عودة عمليات الاعتقال العشوائي للبلدة، لا سيما أن الفصائل المسلحة داهمت، ليل أمس، عدداً من المناطق بحجة البحث عن عناصر داعش".
ودعا رئيس الحكومة، إلى "ضبط العملية الأمنية وتسليم مهمتها للقوات العراقية حصراً، وحماية أبناء البلدة من الاعتقالات التي قد تطاولهم من قبل الفصائل غير المنضبطة".
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، حذر ناشطون وباحثون في الشأن العراقي من انتهاكات قد تشهدها البلدة خلال العملية.
وقال الإعلامي عمر الجنابي، في تغريدة له "استشهد أبناء الطارمية أمس، وقاتلوا الإرهابيين حتى قتلوهم جميعاً، لكن مع ذلك أرسلوا المليشيات إلى المنطقة، وأطلقوا ذبابهم في مواقع التواصل الاجتماعي لبث السموم الطائفية والتحريض على السكان المحليين. إلى أين تريدون الذهاب بالعراق؟".

الباحث في الشأن العراقي، رعد هاشم، حذر في تغريدته، من عمليات اعتقال عشوائية في البلدة، مؤكداً أن "أهالي المنطقة يعيشون حالة رعب وأجواء مشحونة، في الوقت ذاته يلوذ نواب وسياسيو ومسؤولو المكون بالصمت غير المبرر تجاه هذه الأعمال".

وتعيش بلدة الطارمية، منذ سنوات عدّة، تضييقاً أمنياً، بسبب اتهامات توجه لها من قبل أطراف سياسية وفصائل مسلحة، بكون المنطقة "ملاذاً للإرهاب". وبينما تعيش البلدة أجواء عسكرية مستمرة، من قطوعات للشوارع وانتشار أمني مستمر، وحواجز كونكريتية، سجلت خلال الفترة السابقة انتهاكات كثيرة من عمليات دهم من دون أوامر قضائية واعتقالات عشوائية لأبنائها، من قبل فصائل مسلحة.

المساهمون