تظاهرات داعمة للفلسطينيين حول العالم تخللتها مواجهات واعتقالات

تظاهرة في نيويورك دعماً لفلسطين وتنديداً بالعدوان على غزة (سبنسر بلات/Getty)
15 مايو 2021
+ الخط -

شهدت مدن عدة حول العالم تظاهرات داعمة للفلسطينيين في وجه العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمرّ على قطاع غزة، الذي حصد أكثر من 125 شهيداً، بينهم عشرات الأطفال، فضلاً عن الانتهاكات المتواصلة بحقّ المسجد الأقصى.

وفي الدنمارك، أوقفت الشرطة في العاصمة كوبنهاغن، الجمعة، ثلاثة أشخاص إثر أعمال عنف جرت خلال تظاهرة مؤيّدة للفلسطينيين، وألقى خلالها جمع من المحتجّين الحجارة على عناصر الشرطة والسفارة الإسرائيلية، بحسب ما أعلنت السلطات ووسائل إعلام محلية.

وقال مفتّش الشرطة، باو كالتوفت، للقناة الدنماركية العامة "دي آر"، إنّ الشرطة أوقفت ثلاثة أشخاص، وإنّ عناصرها سيبقون طوال الليل أمام السفارة الإسرائيلية حيث جرت التظاهرة.

من جهتها، قالت الشرطة المحليّة في تغريدة على "تويتر"، إنّ التظاهرة فُرِّقَت بسبب ما شهدته من "إخلال" بالنظام العام، مشيرة إلى أنّها اضطرت إلى نشر تعزيزات أمنية كبيرة لتفريق المتظاهرين.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد شارك في التظاهرة نحو 4 آلاف شخص. وأفاد الإعلام المحلّي بأنّ مجموعة صغيرة من المتظاهرين يراوح عددهم بين 50 و100 شخص، بدأت بإلقاء الحجارة على مبنى السفارة الإسرائيلية والشرطة. وبحسب القناة لتلفزيونية العامة، فقد استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق هؤلاء.

وكتب وزير الخارجية الدنماركي، ييبي كوفود، في تغريدة على "تويتر": "لكلّ فرد في الدنمارك الحقّ في التعبير عن نفسه بطريقة سلمية"، مشدّداً على أنّ إلقاء الحجارة على الشرطة والسفارة الإسرائيلية تصرّف "غير مقبول بالمرّة" و"أدينه بوضوح وحزم".

وجرت التظاهرة تحت شعار "التضامن مع فلسطين"، وقد أطلق خلالها المحتجّون هتافات تندّد بدولة الاحتلال، وتطالب الحكومة الدنماركية بإدانتها.

إلى ذلك، شهدت العاصمة الألمانية، برلين، الجمعة، وقفة احتجاجية رافضة للعدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، والفلسطينيين.

وتجمع آلاف الأشخاص في ساحة "كوتبوسير تور" بمنطقة كروزبرغ للمشاركة بتظاهرة نُظمت بدعوة من عدة جمعيات فلسطينية أهلية، رفضاً للهجمات الإسرائيلية على القدس المحتلة والفلسطينيين، وفق "الأناضول".

وخرج المحتجون في مسيرة، حتى انتهى بهم المطاف أمام بلدية حيّ نويكولن في العاصمة الألمانية.

وحمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات "الحرية لفلسطين" و"القدس عاصمة فلسطين" و"عار الاتحاد الأوروبي"، وذلك وسط ترديد شعارات وهتافات مناهضة لإسرائيل.

وشهدت الفعالية التي أجريت وسط إجراءات أمنية مشددة، اعتقال عدد من المحتجين من قبل الشرطة بزعم عدم التزامهم التدابير الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا.

وفي نيويورك، نُظمت وقفة احتجاجية رفضاً لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وللغارات التي يشنّها جيش الاحتلال على قطاع غزة، وطالب المتظاهرون الأميركيون إدارة الرئيس جو بايدن، بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل.

ووفق "الأناضول"، تجمع المئات من المتظاهرين في أحد شوارع منطقة مانهاتن المزدحمة، احتجاجاً على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وعمليات الإجلاء القسري للعائلات الفلسطينية من منازلهم في حيّ الشيخ جراح في القدس، والغارات الجوية على غزة، واستشهاد مدنيين فلسطينيين جرّاء ذلك.

وحرص المحتجون على ترديد شعارات مناهضة لإسرائيل وداعمة لفلسطين من قبيل "فلسطين حرة"، و"إسرائيل قاتلة"، منتقدين الإعلام الأميركي لتعمّد تجاهل ما يحدث في فلسطين، على حدّ وصف بعضهم.

وفي حديث لـ"الأناضول"، قال المتظاهر داني بزيرجوفسكي، إنه كأميركي لا يثق بحكومة بلاده، لأن الرئيس جو بايدن لديه "تاريخ طويل في دعم إسرائيل بشكل مطلق".

وشدد على أن "إدارة بايدن لا تهتم بالفلسطينيين، وتكتفي بتأكيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مضيفاً: "الشباب في فلسطين يثورون الآن ويقاتلون بالحجارة".

وأوضح بزيرجوفسكي أن "حرب إسرائيل على فلسطين تتكرّر على هذا النحو كلّ بضع سنوات، ولا يمكن أن يستمرّ الوضع على هذا النحو"، متابعاً: "انتهى الفصل العنصري في جنوب أفريقيا خلال تسعينيات القرن الماضي، والآن نحتاج إلى إيقافه هناك (في فلسطين)".

وقالت متظاهرة شابة تدعى بلينا بريلفوكاج، إن هناك جدلاً حول موقف كلّ من بايدن وإدارة سلفه دونالد ترامب بخصوص الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، مشددة على أن "ما يعيشه الفلسطينيون لا يمكن وصفه".

بريلفوكاج قالت أيضاً إنهم لا يريدون أن تذهب الضرائب التي يدفعونها للمساعدات العسكرية لإسرائيل، مضيفة: "ليست إسرائيل هي التي تحتاجها، إذ إنها الطرف المحتل. لذلك، يجب استخدام ضرائبنا لمساعدة الفلسطينيين".

وشددت على أنها شاركت في هذه الوقفة "لدعم الفلسطينيين الذين لا يملكون شيئاً في أيديهم سوى الحجارة لحماية شعبهم وبلادهم، فلا سلاح لديهم، وليس من الصائب وصفهم بالإرهابيين، في حين أن إسرائيل تستخدم ضدهم كل الإمكانات العسكرية".

المساهمون