أثارت تصريحات قيادي سابق في حركة "النهضة"، يدعى كريم عبد السلام، جدلاً كبيراً في تونس، إذ زعم أنه يملك معلومات عن الجهاز السري للحركة، وأبرز القيادات التي خططت للعملية التي جرت في عام 1992 واستهدفت مقراً لحزب "التجمع" المنحل.
وأكد كريم عبد السلام، من خلال عدة تصريحات إذاعية وصحافية، أنه خطط للعملية بمشاركة قيادات من الحركة وهم منجي الرعاش وعماد المغيربي والهادي السعيدي ومصطفى حسين، مشيراً إلى أن عدداً من قيادات الحركة كانوا على علم بالعملية، وأن أعضاء المكتب التنفيذي الحبيب اللوز والعجمي الوريمي وعبد الحميد الجلاصي وعبد الكريم الهاروني والصحبي عتيق كانوا مسؤولين رأساً عن هذه المرحلة.
وبين المتحدث أن العملية كانت من تدبير قيادات الحركة ومن تنفيذ شبابها، كما أكد أنه كان أحد ''العناصر المُخترقة لحزب "التجمع" المنحل" بأوامر من حركة "النهضة"، مشيراً إلى أن لحركة "النهضة" ما أسماه بالإرث القديم وأيضاً لوبي جديد من المستقلين إلى جانب لوبي الإدارة العميقة ولوبي الإعلاميين ولوبي من رجال الأعمال، معتبراً أن ذلك يتم حسب الطلب.
وقال إن الحركة تحولت إلى ما يشبه تنظيماً خاصاً، وليس جهازاً سرياً، موضحاً أنها تحولت إلى مجموعات مرابطة داخل المنازل تجمع الأسلحة، وما طاولته اليد من أسلحة مصنعة محلياً أو التي تم تجميعها في الجنوب وتعود لفترة الحرب العالمية الثانية.
من جهته، أكد القيادي في حركة "النهضة"، رفيق عبد السلام في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أن هذه المحاولة تهدف لتشويش المشهد السياسي وخلط الأوراق، وتحويل مركز الاهتمام من الدفاع عن النظام الديمقراطي في مواجهة القوى الشعبوية والفوضوية إلى اتهام "النهضة"، مؤكداً أن "النهضة" حزب له تاريخه وتوجهاته الفكرية والسياسية التي يعرفها القاصي والداني.
وبين أن ملف باب سويقة تحدثت فيه قيادات أمنية وسياسية سابقة من نظام بن علي وقالت إن "النهضة" بريئة من كل هذه التهم، كما أن هذا الموضوع نظر فيه القضاء وعميد المحامين السابق الراحل محمد شقرون، والذي سبق وأن رافع في هذا الملف وهناك العديد من الملابسات المغلوطة.
وأوضح أن الفترة كانت فترة نظام استبدادي، والثورة تجب ما قبلها ويجب أن يدرس هذا الملف في السياق السياسي لنظام بوليسي دكتاتوري .
وأضاف أن النهضة هي القوة الرئيسية في البلاد وهي ضمانة للنظام الديمقراطي اليوم وغداً، وما زاد على ذلك فهو مجرد لغو سياسي ومحاولات للتشويش وتحريف الاهتمامات الرئيسية، مؤكداً أن ما حصل قبل الثورة هو ملف للمؤرخين والباحثين وليس موضوع مجادلات سياسية وإعلامية مغرضة.
من جهته، رد رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي الأحد، على شهادة كريم عبد السلام بخصوص عملية باب سويقة، مؤكداً أنها مجرد محاولة بائسة ويائسة تهدف إلى تحويل حركة سياسية منذ 1981، وهي الحزب الأكبر في البلاد سواء في المعارضة أو الحكم، إلى قصّة أمنية، ومحاولة ربطها بالإرهاب.
ونشر النائب عن حركة "النهضة" سيد فرجاني، في صفحته الشخصية على فيسبوك، تدوينة دعا فيها إلى توفير الحماية الضرورية للقيادي السابق كريم عبد السلام حتى لا تتم تصفيته من أجل إلحاق التهمة بـ"النهضة"، مشيراً إلى أنه تعرف على كريم عبد السلام من خلال الحوارات الصحافية التي أجراها مؤخراً للحديث حول حادثة باب سويقة.