تشييع المناضل عثمان بلوزداد آخر مفجري ثورة الجزائر
تشييع المناضل عثمان بلوزداد آخر مفجري ثورة الجزائر
ووري جثمان عثمان بلوزداد، آخر أعضاء مجموعة الـ22 التاريخية التي قررت تفجير ثورة التحرير الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1954، اليوم الخميس، والذي وافته المنية، الثرى، في العاصمة الجزائرية، عن عمر ناهز 92 سنة.
وحضر مراسم تشييع الجنازة الرسمية كبار الشخصيات السياسية والعسكرية، بينهم المستشار الخاص لرئيس الجمهورية عبد الحفيظ علاهم، إضافة إلى عدد من قادة الأحزاب السياسية والشخصيات المدنية، بينهم الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني" أبو الفضل بعجي. ونقل جثمان المناضل بلوزداد من منزله إلى مقبرة سيدي امحمد، في قلب العاصمة الجزائرية، في أجواء حزينة، حيث حضرت فرقة عسكرية أدت التحية الشرفية.
وقال وزير المجاهدين السعيد ربيقة، في كلمة تأبين للراحل، إنّ "عثمان بلوزداد رحمه الله، هو رمز من رموز التاريخ، وعنوان من عناوين التضحية والفداء، وهو ورفاقه خطّوا التاريخ بدمائهم في سبيل الله والوطن، وبفقده نفقد كل العبارات التي تليق بتأبينهم، لكونه مثالا للعطاء".
وقال نجم المنتخب الجزائري السابق علي بن شيخ لـ"العربي الجديد"، "ندعو للفقيد عثمان بلوزداد بالرحمة، (حيث كان الراحل أحد مناصري فريق شباب بلوزداد العريق)، هؤلاء رجال أعطوا كل شيء للجزائر، وحاربوا من أجل الجزائر المستقلة، وحضورنا هو تقدير لهم، واعتراف بنضالهم".
وبعث الرئيس عبد المجيد تبون برقية تعزية إلى عائلة المجاهد عثمان بلوزداد، قال فيها: "التحق مسجى بالمجد والشرف الوطني آخر أولئك المناضلين الثوريين الذين شكلوا الصف الأول للطليعة النوفمبرية الخالدة من مجموعة (22)، المرحوم المجاهد عثمان بلوزداد"، مشيراً إلى أنّ هذه المناسبة هي لحظة أليمة، "إذ نودع اليوم أحد رفقاء الرواد من الشهداء الأبطال، من مفجري شعلة نوفمبر الخالدة، نقف بإكبار وتقدير لتضحياتهم الجسيمة، وخصالهم الوطنية العالية، ونستحضر بإجلال الرصيد النضالي التحرري، ومسيرة الكفاح المسلح العظيم الذي خاضه الشعب الجزائري بشجاعة وإقدام".
وتُوفي عثمان بلوزداد، مساء أمس الأربعاء، عن عمر يناهز الثانية والتسعين من عمره، وبعد عمر نضالي كبير، حيث كان انضم مبكراً إلى الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار الفرنسي، وكان عضواً في المنظمة المساحة الخاصة التي أسسها حزب "الشعب" نهاية الأربعينيات، وشارك بداية من شهر أغسطس/آب 1954 في الاجتماعات التحضيرية للثورة، قبل أن تعتقله السلطات الفرنسية وتقوم بسجنه.
وبعد الاستقلال، فضّل بلوزداد، وهو شقيق المناضل الثوري محمد بلوزداد، عدم تبوؤ أي منصب سياسي. وفي الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان الرئيس الجزائري قد أوفد مستشاره الخاص عبد الحفيظ علاهم إلى منزل بلوزداد لزيارته والاطمئنان على صحته، كما كان الرئيس تبون قد استقبله في مقر الرئاسة في 2020.
