تركيا تعلن انتهاء عمليتها العسكرية شمال العراق

تركيا تعلن انتهاء عمليتها العسكرية شمال العراق وفصائل مسلحة تعزز انتشارها في سنجار

14 فبراير 2021
القوات التركية كانت قد بدأت عمليتها العسكرية في العاشر من فبراير (الأناضول)
+ الخط -

أعلنت تركيا، صباح اليوم الأحد، انتهاء عمليتها العسكرية في شمالي العراق، وذلك بعد "تحييد 50 من مسلحي حزب العمال الكردستاني"، فيما تواصل فصائل عراقية مسلحة عمليات تعزيز تواجدها في مدينة سنجار غربي محافظة نينوى، التي بدأتها منذ أيام، في خطوة اعتبرت دعما لمقاتلي حزب "العمال"، الذي يسيطر على المدينة ومحيطها منذ سنوات.

وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، انتهاء عملية "مخلب النسر-2" في منطقة غارا شمالي العراق، "بعد تحييد 50 من بي كا كا، بينهم اثنان تم القبض عليهما أحياء".

وأوضح أكار، في تصريح أدلى به خلال زيارته، فجر الأحد، مركز إدارة عملية "مخلب النسر-2" مع عدد من القادة العسكريين، أن القوات التركية "استطاعت خلال العملية تدمير أكثر من 50 موقعا للمنظمة الإرهابية"، حسب ما نقلت "الأناضول".

وأضاف أن الجيش التركي "قدم 3 شهداء خلال عمليات الاقتحام البري، إلى جانب إصابة 3 من أفراده"، مضيفاً "عندما اقتحمنا مغارات المنظمة الإرهابية عثرنا على جثث 14 من مواطنينا المدنيين الذين اختطفتهم المنظمة سابقا".

وتابع "وفقا لإفادة أحدهم، فإن الإرهابي المسؤول عن المغارة أقدم على قتل المدنيين الـ13 عندما اقتربت القوات التركية من المغارة المذكورة".

يذكر أن القوات التركية كانت قد بدأت عمليتها العسكرية في منطقة غارا شمال العراق، يوم 10 فبراير/شباط الجاري.

فصائل عراقية تعزز انتشارها بسنجار

في غضون ذلك، تواصل فصائل عراقية مسلحة عمليات تعزيز تواجدها في مدينة سنجار غربي محافظة نينوى شمالي العراق التي بدأتها منذ أيام، في خطوة اعتبرت دعما لمقاتلي حزب "العمال الكردستاني" الذي يسيطر على المدينة ومحيطها منذ سنوات.

 وبينما أكدت مصادر محلية أن هذه التعزيزات وصلت بناءً على رغبة "الكردستاني" وحلفائه في سنجار ،كخطوة استباقية لأي نوايا تركية بتنفيذ عملية في المدينة أو ضواحيها مستقبلا لاستهداف معاقل الحزب، حذّر زعماء قبليون من خطورة انتشار المليشيات المسلحة الذين يعتقدون أنه قد يحول المدينة إلى "مقاطعة إيرانية".

وقالت مصادر محلية في سنجار لـ "العربي الجديد" إن المدينة تشهد منذ أيام وصول مقاتلين تابعين لفصائل عراقية مسلحة، موضحة أنهم انتشروا في مناطق متفرقة من المدينة، إذ اتخذوا من بعض المباني مقرات لهم، كما نشروا دوريات ونقاط تفتيش في سنجار ومحيطها.

وبينت المصادر أن تحركات الفصائل المسلحة جرت بالتنسيق مع عناصر حزب "العمال الكردستاني" وما يسمى بـ "وحدات حماية سنجار" التابعة للحزب، مؤكدة أن القوات العراقية في سنجار لم تتحرك لمنع هذه التحركات، رغم علمها بأن دخول المليشيات جاء تلبية لطلب من "الكردستاني" وحلفائه.

تحركات الفصائل المسلحة جرت بالتنسيق مع عناصر حزب "العمال الكردستاني" وما يسمى بـ "وحدات حماية سنجار" التابعة للحزب

وقال قائممقام سنجار، محما خليل، إن الجماعات المسلحة التي وصلت إلى سنجار قامت بتنظيم استعراض عسكري في المدينة يوم الخميس الماضي، موضحا، في حديث لوسائل إعلام كردية، أن هذا الاستعراض يمثل مخالفة لاتفاق سنجار بين بغداد وأربيل الذي تم التوصل إليه قبل 4 أشهر، والذي أكد على ضرورة انسحاب الجماعات الدخيلة من المدينة.

وأضاف "يبدو أنهم لا يريدون تنفيذ الاتفاق، والحشد الشعبي جلب المزيد من قواته إلى المنطقة".  

في المقابل، أكد القيادي في "الحشد الإيزيدي"، عارف شنكالي، أن "الحشد الشعبي" استقدم قوات من لواءين إلى سنجار بعد التهديدات التركية الأخيرة (ضد حزب العمال الكردستاني)، موضحا، في إيجاز صحافي، أن القوة التي انتشرت في بلدة دوميز ومناطق أخرى في سنجار جاءت بطلب من "الحشد الإيزيدي"، والذي يضم مقاتلين محليين مقربين من "العمال الكردستاني".

وكشف المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق "المتنازع عليها" بين بغداد وأربيل، مزاحم الحويت، عن هوية المليشيات التي وصلت إلى سنجار أخيرا، مبينا أن القوة التي دخلت المدينة هي عبارة عن مقاتلين من فصائل مدعومة من إيران هي مليشيات "كتائب حزب الله العراقية، والنجباء، وعصائب أهل الحق، وبدر".

وحذر الحويت، في حديث لوسائل إعلام محلية، من خطورة استمرار تدفق تعزيزات المليشيات إلى سنجار، مضيفا "أننا كعشائر عربية نرى أن دخول هذه القوات إلى قضاء (مدينة) سنجار هدفه خلق فتنة طائفية وترويع السكان وتعقيد الأمور وإنهاء قرار التطبيع الذي تشرف عليه الأمم المتحدة عبر اتفاقية بغداد -أربيل".

وتابع "نعلن أمام العالم أن مدينة سنجار العراقية الحدودية مع سورية باتت مقاطعة إيرانية"، مؤكدا أن الفصائل المسلحة تريد إلحاق سنجار ببلدة جرف الصخر في محافظة بابل الخاضعة لمليشيات مدعومة من طهران"، وفقا لقوله.

المساهمون