ترامب يطلب تبرعات بعد مداهمة منزله... والبيت الأبيض ينفي علم بايدن المسبق بها

10 اغسطس 2022
حاول ترامب أن يصوّر تفتيش منزله في مارالاغو باعتباره خطوة سياسية (جيورجيو فييرا/فرانس برس)
+ الخط -

حاول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الثلاثاء، تحويل الضجة حول قيام مكتب التحقيقات الاتحادي بتفتيش منزله في فلوريدا لصالحه، مستشهداً بالتحقيق في رسائل نصية ورسائل عبر البريد الإلكتروني تطلب تبرعات سياسية من أنصاره، في وقت أكد البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن لم يتلقَ إخطاراً مسبقاً بالمداهمة.

وعملية التفتيش غير المسبوقة لمنزل رئيس سابق من شأنها أن تمثل تصعيداً كبيراً في تحقيق حول نقل ترامب سجلات رئاسية رسمية من البيت الأبيض بشكل غير قانوني إلى منتجعه في فلوريدا، مع مغادرته منصبه في يناير/كانون الثاني 2021. ويواصل ترامب التلميح علناً إلى ترشحه للرئاسة مجدداً عام 2024، لكنه لم يقل بوضوح ما إذا كان سيفعل ذلك.

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إن ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) داهموا منزله في مارالاغو في فلوريدا، يوم الإثنين، في خضم تحقيق لوزارة العدل الأميركية حول نقل ترامب سجلات رئاسية رسمية إلى العقار الواقع في بالم بيتش.

وحاول ترامب أن يصوّر تفتيش منزله في مارالاغو باعتباره خطوة ذات دوافع سياسية من قبل إدارة بايدن، في وقت يلعب فيه الرئيس السابق دوراً رئيسياً في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني، والتي ستحدّد لمن ستكون السيطرة في الكونغرس.

وقال ترامب، في رسالة عبر البريد الإلكتروني لجمع التبرعات، الثلاثاء، "إنهم يحاولون إيقاف الحزب الجمهوري وإيقافي مرة أخرى... يجب فضح ووقف هذه الممارسات من الخروج على القانون والاضطهاد السياسي وحملات التشهير".

وأطلق ترامب لجنة العمل السياسي "أنقذوا أميركا" بعد أيام من خسارته انتخابات 2020 أمام بايدن، وتملك اللجنة أكثر من 100 مليون دولار في أرصدتها بالبنوك.

وتعهد حلفاؤه الجمهوريون في الكونغرس ببدء تحقيق في عملية التفتيش نفسها، إذا استعادوا السيطرة على مجلس النواب أو مجلس الشيوخ في نوفمبر. ورفضت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي التعليق على المداهمة أو حتى تأكيدها بعدما كشف ترامب عنها في بيان الإثنين.

البيت الأبيض ينفي علم بايدن بالمداهمة

ونفى البيت الأبيض علم بايدن بالأمر، وقال إنه لم يتلق إخطاراً مسبقاً بمداهمة منزل ترامب، مشدداً على أن وزارة العدل تجري تحقيقاتها بهذا الشأن بشكل مستقل.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، للصحافيين: "الرئيس لم يطلع على ذلك ولم يكن على علم به... لم يتلقَ أي شخص في البيت الأبيض تنبيهاً مسبقاً".

وعملية التفتيش ليست سوى خطوة في التحقيق، ولا تعني أن الرئيس السابق سيواجه اتهامات جنائية تلقائياً أو أنه سيُدان بأي مخالفة.

وقال مصدر مطلع في إبريل/نيسان، إن وزارة العدل بدأت تحقيقاً ما زال في مرحلة مبكرة في نقل ترامب سجلات رئاسية إلى منزله في فلوريدا.

وإخفاء أو إتلاف سجلات حكومية جريمة جنائية. ويُمنع أي شخص يُدان بانتهاك قانون يسمى قانون السجلات الحكومية من تولي أي منصب اتحادي، ويواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.

محكمة أميركية تقضي بحق لجنة تشريعية في الاطلاع على سجلات ترامب الضريبية

في غضون ذلك، قضت محكمة استئناف اتحادية أميركية، الثلاثاء، بحق لجنة بمجلس النواب في الاطلاع على الإقرارات الضريبية لترامب، رافضة مزاعمه ببطلان الطلب بسبب دوافعه السياسية.

وجاء حكم محكمة الاستئناف الأميركية، دائرة مقاطعة كولومبيا، ضد الرئيس الجمهوري السابق، قائلة إن طلب اللجنة مبرر في إطار عملها التشريعي. وقالت لجنة السبل والموارد بمجلس النواب التي يقودها الديمقراطيون، إنها تتوقع استلام السجلات الضريبية على الفور.

ورأت المحكمة أن طلب اللجنة لا ينتهك مبادئ الفصل بين السلطات بموجب دستور الولايات المتحدة، وأن قرار إدارة بايدن بتقديم إقرارات ترامب الضريبية إلى الكونغرس لا ينتهك حقوق ترامب في حرية التعبير.

وقد يؤدي القرار إلى الكشف عن تعاملات ترامب المالية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولم يعلن ترامب ما إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى في عام 2024.

وجاء الحكم بعدما رفض قاضٍ محلي في ديسمبر/كانون الأول 2021 محاولة ترامب الاحتفاظ بإقراراته الضريبية وعدم تسليمها للجنة، وقضى بأن المصلحة التشريعية للكونغرس تفوق أي اعتبار لترامب كرئيس سابق.

وكان ترامب أول رئيس منذ 40 عاماً لا يكشف عن إقراراته الضريبية، بهدف الحفاظ على سرية تفاصيل ثروته وأنشطة شركته العائلية المعروفة بمنظمة ترامب.

وفي هذا السياق، أكدت رئيسة مجلس النواب المنتمية للحزب الديمقراطي نانسي بيلوسي أنّ "الاطلاع على الإقرارات الضريبية للرئيس السابق أمر حاسم لدعم المصلحة العامة وأمننا القومي وديمقراطيتنا".

(رويترز)