ترامب يحاول "إشعال حرائق" في السياسة الخارجية: هل يطفئها بايدن؟

"سي أن أن": ترامب يحاول "إشعال حرائق" يصعب على بايدن إخمادها في السياسة الخارجية

18 نوفمبر 2020
سيتولّى بايدن منصبه في يناير من العام المقبل (Getty)
+ الخط -

بعد قرار الرئيس الأميركي الذي تنتهي ولايته في 20 يناير/كانون الثاني 2021 دونالد ترامب، سحب المزيد من القوات الأميركية من أفغانستان والعراق، سلّطت شبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الأربعاء، الضوء على خطوات متزايدة لترامب في السياسة الخارجية في الأسابيع الأخيرة من ولايته الرئاسية، والتي تهدف إلى الحدّ من خيارات الرئيس المنتخب جو بايدن قبل توليه منصبه أوائل العام المقبل.

ويقول مسؤول في الإدارة الأميركية للشبكة، إنّ البيت الأبيض وجّه وزير الدفاع بالوكالة المعيَّن حديثاً كريستوفر ميلر، لتركيز انتباهه في الأسابيع المتبقية على الحرب الإلكترونية وغير النظامية، مع التركيز على الصين بشكل خاص. كما أنّ الإدارة تفكّر في تصنيفات جديدة للإرهاب في اليمن، ما يمكن أن يعقّد جهود التوصل لسلام هناك، في حين أنها سارعت في منح الإذن لمبيعات أسلحة ضخمة في المنطقة، ما يمكن أن يغيّر موازين القوى فيها.

وتحدّث مسؤول ثانٍ للشبكة عن أن "هدف إدارة ترامب إشعال الكثير من الحرائق، بحيث يصعب على إدارة بايدن إخمادها جميعاً". ولفتت الشبكة إلى أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تزيد من مخاطر الأمن القومي وتعقّد التحديات أمام فريق بايدن، لكنها قد تأتي بنتائج عكسية أيضاً.

ويقول محللون ومقربون من بايدن إنّ فريق ترامب قد يتصرّف بعدوانية، لدرجة أن التحول في بعض خطواته سيكسب بايدن نقاط حسن نية سهلة وقوة تفاوض مع الخصوم.

ويتحدّث آخرون عن اختلاف في الأسلوب بين بايدن وترامب، مع إجماعهما على الأهداف الرئيسية نفسها، مثل إيران خالية من الأسلحة النووية، والانسحاب من أفغانستان، وطريقة إدارة العلاقة مع الصين.

ويرى محللون آخرون أن الإضرار بخيارات بايدن يأتي هدفاً ثانياً خلف هدف آخر أكثر أهمية بالنسبة إلى ترامب، الذي طرح فكرة ترشحه مرة ثانية للانتخابات الرئاسية عام 2024.

وفنّدت الشبكة الأميركية أبرز تطورات السياسة الخارجية في الآونة الأخيرة:

أفغانستان

أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستسحب 2500 جندي إضافي من كلّ من أفغانستان والعراق بحلول 15 يناير/كانون الثاني 2021، أي قبل 5 أيام من دخول بايدن البيت الأبيض.

ويتساءل مراقبون ما إذا كان الرئيس والمسؤولون يحاولون وضع عراقيل أمام بايدن. وتنقل الشبكة عن تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط، قوله إن ترامب يرسل رسالة إلى قاعدته بأنه يحقق بالضبط ما وعد به، وهو يحاول ثانياً وضع الديمقراطيين في موقف صعب.

الصين

يقول مسؤول في الإدارة الأميركية إن صقور السياسة الخارجية مع الصين في الإدارة يؤمنون بأن هناك خطوات يمكن اتخاذها الآن لمحاصرة بايدن. وتتضمّن هذه الخطوات عقوبات وقيوداً تجارية على الشركات الصينية والكيانات الحكومية التي يعتقد مسؤولون أنه سيكون من المستحيل سياسياً على الرئيس المنتخب التراجع عنها.

إيران

طرح ترامب فكرة توجيه ضربة عسكرية لإيران لكن تمّ ثنيه عنها وفق "نيويورك تايمز"، إلا أن "سي أن أن" تقول إنه من غير الواضح ما إذا كانت إدارة ترامب تفكر في عمل تخريبي أو سيبراني أو بدائل سرية أخرى. وتلفت إلى أن الأمر الأكثر وضوحاً هو جهود الإدارة لإعاقة التزام بايدن بالانضمام مجدداً إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب عام 2018.

مبيعات الأسلحة إلى الدول الخليجية

سمحت إدارة ترامب هذا الشهر بمبيعات أسلحة متطورة بقيمة 23 مليار دولار إلى الإمارات، ما يمكن أن يغيّر موازين القوى في المنطقة، وهي صفقة أبدى فريق بايدن تحفظه عليها.

ويخشى منتقدو الخطوة أن تؤدي إلى سباق تسلّح جديد في المنطقة.

الاستيطان الإسرائيلي

من المرتقب أن يقوم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هذا الأسبوع بأول زيارة لوزير خارجية إلى مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، متوّجاً بذلك نهج الإدارة الذي خالف السياسات الأميركية التقليدية والإجماع الدولي.

وتحدثت الشبكة عن أن بايدن كان في السابق حاسماً في قضية الاستيطان، وهو دان عام 2010 بشدة إعلان إسرائيل إقامة أكثر من 1600 منزل استيطاني في القدس، خلال زيارته تل أبيب كنائب للرئيس.

وذكرت أن الاحتلال أطلق الأحد مرحلة جديدة من الاستيطان في القدس المحتلة، والتي تنتهي قبل يومين من تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة.

اليمن

يعمل بومبيو منذ أشهر من أجل إدراج جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في قائمة الإرهاب، وقد ينجح قريباً في هذا الأمر وفق ما أكده مسؤولان في الخارجية الأميركية لـ"سي أن أن". وإذا حصل هذا الأمر، فإنه سيشلّ قدرة بايدن على تطوير سياسته الخاصة في اليمن، لأن التراجع عن تصنيف منظمة إرهابية أمر غير سهل، وفق المسؤولَين.