تحليق مقاتلات أميركية في البوسنة.. هل يكبح دعوات انفصال الصرب؟

تحليق مقاتلات أميركية في البوسنة.. هل يكبح دعوات انفصال الصرب؟

08 يناير 2024
أميركا أكدت أنها ستتحرك إذا حاول أي شخص تغيير الدستور (Getty)
+ الخط -

من المقرر أن تحلق طائرتان مقاتلتان أميركيتان فوق البوسنة اليوم الاثنين بهدف إظهار الدعم لوحدة الدولة الواقعة، في منطقة البلقان في مواجهة السياسات الانفصالية المتزايدة لزعيم صرب البوسنة الموالي لروسيا ميلوراد دوديك.

ستحلق طائرتا "إف-16 فالكون" القتاليتان التابعتان للقوات الجوية الأميركية كجزء من تدريب جو-أرض مشترك يشمل القوات الأميركية والبوسنية. وستتم عمليات التحليق في مناطق مدينة توزلا الشرقية وشمال برتشكو، وفقا لبيان صادر عن السفارة الأميركية في سراييفو.

وقال البيان: "يعد هذا التدريب الثنائي مثالا على التعاون العسكري المتقدم الذي يساهم في تحقيق السلام والأمن في غرب البلقان، كما يظهر التزام الولايات المتحدة بضمان السلامة الإقليمية للبوسنة والهرسك في مواجهة ... النشاط الانفصالي".

وأضاف البيان: "أكدت الولايات المتحدة أن دستور البوسنة والهرسك لا ينص على حق الانفصال، وأنها ستتحرك إذا حاول أي شخص تغيير هذا العنصر الأساسي" في اتفاقيات دايتون للسلام التي أنهت الحرب التي دارت رحاها في البلاد بين عامي 1992 و1995.

واندلع الصراع العرقي في التسعينيات لأن صرب البوسنة أرادوا إنشاء دولتهم الخاصة والانضمام إلى صربيا المجاورة. وقتل أكثر من 100 ألف شخص قبل انتهاء الحرب بموجب اتفاق سلام توسطت فيه الولايات المتحدة وأدى إلى إنشاء كيانات صربية وبوسنية-كرواتية متماسكة من خلال مؤسسات مشتركة.

وقسمت اتفاقيات دايتون البوسنة إلى الكيانين - جمهورية صربسكا التي يديرها الصرب والاتحاد البوسني الكرواتي - اللذين منحا حكما ذاتيا واسعا لكنهما ظلا مرتبطين ببعض المؤسسات المشتركة ومتعددة الأعراق.

كما أنشأ الاتفاق مكتب الممثل السامي، وهو هيئة دولية مكلفة برعاية تنفيذ اتفاق السلام الذي مُنح صلاحيات واسعة لفرض القوانين أو إقالة المسؤولين الذين قوضوا التوازن العرقي الهش في فترة ما بعد الحرب، بمن في ذلك القضاة، وموظفو القطاع العام وأعضاء البرلمان.

وعلى مر السنين، مارس مكتب حقوق الإنسان ضغوطا على الزعماء العرقيين المتشاحنين لبناء مؤسسات مشتركة على مستوى الدولة، بما في ذلك الجيش وأجهزة المخابرات والأمن والسلطة القضائية العليا وإدارة الضرائب.

ومرت أكثر من 26 عاماً من التعايش الهشّ داخل دولة البوسنة والهرسك في البلقان، بين الإثنيتين البوسنية والصربية. تعايش كرّسته قوانين أضعفت الدولة المركزية لمصلحة الكيانين اللذين يشكّلان الدولة البوسنية، وهما كيان فيدرالية البوسنة والهرسك وكيان جمهورية صربسكا (صرب البوسنة).

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون