تحفظات ألمانية على مهمة "البوندسفير" في مالي

تحفظات ألمانية على مهمة "البوندسفير" في مالي

13 ابريل 2022
عبرت لامبرشت عن شكوكها في استمرار الجنود الألمان بمهامهم في مالي (Getty)
+ الخط -

حطت كل من وزيرتي الدفاع والخارجية الألمانية خلال أسبوع واحد في مالي، وذلك للاطلاع عن كثب على مهمة الجيش الألماني (البوندسفير) في مالي، الدولة الواقعة غرب أفريقيا، والتي تشهد اضطرابات أمنية وسياسية وأعمال أرهابية، وذلك مع ارتفاع منسوب التشكيك السياسي والعسكري في طبيعة هذه المهمة الأخطر للجنود الألمان في الخارج.

ويفترض أن يتم تمديد مهمة الجيش في مالي قبل نهاية مايو/أيار المقبل، وعلى البرلمان الألماني اتخاذ قرار جديد بشأن مستقبل المشاركة العسكرية في مالي مع مغادرة القوات الفرنسية في فبراير/شباط الماضي، بعدما بات البلد في قبضة نظام كولونيلات.

وفي زيارتها إلى كامب كاستور، شمال مالي، حيث يتمركز معظم جنود الجيش الألماني البالغ عددهم 1100 جندي ضمن مهمة "مينوسما" لتحقيق الاستقرار التابعة للأمم المتحدة، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على أهمية المساعدة في استقرار البلاد التي يتهددها الإرهاب، إلا أنها تركت إشارات تململ قبل مغادرتها، نظرا لأن الحكومة في باماكو فقدت الكثير من الثقة على الصعيد الدولي خلال الأشهر الأخيرة، لأسباب ليس أقلها تأخير التحول الديمقراطي وتكثيف التعاون العسكري مع موسكو.

من جهتها، عبرت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت في وقت سابق عن شكوكها بشأن استمرار مهام الجيش الألماني في مالي، ومشاركة الجنود في مهمة بعثة الاتحاد الأوروبي وفي بعثة مينوسما.

مخاوف من تنامي مشاعر التأييد لروسيا في مالي

وأبرزت "فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ" عن دوائر أمنية ألمانية أن مهمة الاتحاد الأوروبي فشلت إلى حد كبير، ومن غير المحتمل استمرارها. وكان الاتحاد الأوروبي قد أوقف التدريب العملي لقوات الأمن المالية. واعتبر منسق السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل أخيرا أنه "لا توجد ضمانات كافية من الحكومة المؤقتة هناك بعدم وجود تدخل من مرتزقة فاغنر الروس. ومع ذلك، سيبقى الاتحاد الأوروبي في البلاد لتقديم المشورة لقوات الأمن بشكل استراتيجي".

في المقابل، نقلت الصحيفة عن السياسي المسيحي الديمقراطي المعني بقضايا الأمن والدفاع هينينغ أوته أن الاستقرار في منطقة الساحل مهم، وأنه لا يجب تصدير الإرهاب من هناك. ووفقًا لمؤسسة كونراد أديناور، فإن انسحاب القوات الغربية لن يصب إلا في صالح روسيا التي تسعى لتحقيق أهدافها بتقسيم الغرب. ويؤكّد رئيس المؤسسة في باماكو أولف ليسينغ، وفق الصحيفة ذاتها، أن الجيش الفرنسي يعترف سرًا بأن "الانسحاب كان خطأ عسكريًا مدفوعًا" بأسباب سياسية داخلية.

ويرى ليسينغ أنه على الرغم من تنامي مشاعر التأييد لروسيا في مالي، إلا أن الأخيرة ليست لها مصلحة في مساعدة البلاد، وأن بضع مئات من المرتزقة وست مروحيات وعدد من المدربين لن يتمكنوا من حل النزاع، ويمكن لروسيا إنهاء المهمة بسرعة إذا كانت هناك حاجة لمقاتلي فاغنر كجزء من حربها في أوكرانيا.

وفي خضم ذلك، ذكرت "دي فيلت" أنه وبعد 9 سنوات من الانتشار العسكري في مالي ضمن المهمة الأممية، لم يتمكن الجيش الألماني من المساعدة في إضعاف تنظيم "داعش" الإرهابي هناك، ولم يعد له أي دور كقوة تدريب ضمن مهمة الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن مالي أضحت بلدا مفقودا تقوده زمرة من الضباط الفاسدين.

وأوضحت أنه على الرغم من أنهم يريدون أيضا "هزيمة الإسلاميين، إلا أنهم غير مبالين بالوسائل التي تساندهم للقيام بذلك. وعلاوة على ذلك، فقد ألزموا أنفسهم بالمرتزقة الروس ضمن فاغنر وفتحوا لهم البلاد، وباتوا يشاركونهم بالمعارك، فيما يقابلون الجنود الأوروبيين بالعداء".

وتابعت الصحيفة أنّ "ألمانيا بحاجة لقواتها في أوروبا لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا وتهديدات موسكو للجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومن الحكمة أن تعيد برلين قواتها إلى الدور الذي لعبته كقوة برية مركزية في حلف شمال الأطلسي خلال الحرب الباردة".

المساهمون