تحسن العلاقات الأردنية الإسرائيلية في عهد بينت

تحسن العلاقات الأردنية الإسرائيلية في عهد بينت

11 يوليو 2021
العاهل الأردني للرئيس الإسرائيلي: العلاقات بين "الدولتين عادت إلى طبيعتها" (Getty)
+ الخط -

أسهم تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة نفتالي بينت في حدوث تحول كبير في العلاقة بين إسرائيل والأردن. فبعد أن كشفت وسائل الإعلام في تل أبيب أن ملك الأردن عبد الله الثاني قد استقبل، الأسبوع الماضي، "سراً" في قصره بعمان بينت، بادر مساء أمس إلى الاتصال بالرئيس الإسرائيلي الجديد إسحاق هيرتسوغ لتهنئته.

وإلى جانب الاتفاق مع هيرتسوغ على عقد لقاء في القريب العاجل، فقد شدد الملك الأردني على مسامع الرئيس الإسرائيلي على أن العلاقات بين "الدولتين عادت إلى طبيعتها"، كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن العاهل الأردني أكد في المكالمة مع هيرتسوغ أن حل الدولتين هو الصيغة التي تصلح لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإنه لا يوجد ما يشير إلى أن الموقف من هذا الصراع هو الذي سيحدد طابع علاقة عمّان مع الحكومة الجديدة في تل أبيب. فبينت الذي استقبله الملك في قصره معروف بموقفه الرافض لحل الدولتين، إلى جانب حقيقة أنه كان أول من دعا كوزير في حكومات نتنياهو السابقة إلى ضم مناطق "ج"، التي تمثل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، ورفض خطة التسوية التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والمعروفة بـ"صفقة القرن"، بحجة أنها "متساهلة" مع الفلسطينيين.

علاوة على ذلك، فإن حكومة بينت أكدت التزامها بمواصلة تطوير المشروع الاستيطاني والتهويدي في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث التزمت بالإعلان عن خطط البناء في المستوطنات كل ثلاثة أشهر.

ويتضح أن سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو كان السبب الرئيس الذي أدى إلى تدهور العلاقات بين القيادتين السياسيتين في كل من عمّان وتل أبيب، وإن كان هذا التدهور لم يؤثر على طابع التعاون والتنسيق بين المؤسسات العسكرية والأمنية لدى الجانبين. فقد عمد نتنياهو إلى تجاهل الأردن في أعقاب صعود إدارة ترامب، وبعد أن شرعت بعض الدول العربية في التوقيع على اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقد وصلت ذروة التصعيد الإسرائيلي ضد الأردن في عهد نتنياهو عندما رفضت تل أبيب السماح لولي العهد الأردني الحسين بن عبد الله من زيارة المسجد الأقصى قبل شهرين، وهو ما دفع الأردن إلى الرد بمنع الطائرة الإماراتية التي قدمت لنقل نتنياهو إلى أبوظبي من الإقلاع إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي.

وقد ماطل نتنياهو في بحث الطلب الذي تقدم به الأردن لشراء مياه كما تنص على ذلك اتفاقية "وادي عربة"، في حين وافق خليفته بينت على الطلب.

وقد استفز نتنياهو الرأي العام الأردني عندما استقبل استقبال الأبطال حارس السفارة الإسرائيلية في عمّان، الذي قتل في 2017 مواطنين أردنيين.

ولم يحل التوتر في العلاقة مع نتنياهو دون توقيع الأردن على صفقة لشراء الغاز من إسرائيل بقيمة 15 مليار دولار، على الرغم من أن هذه الخطوة أثارت غضبا كبيرا في الشارع الأردني.

وقد امتدح عاموس جلعاد، المدير السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية، التحسن الذي طرأ على العلاقة بين الأردن وإسرائيل في عهد حكومة بينت. ففي مقابلة مع إذاعة "كان" العبرية الرسمية، أضاف جلعاد: "لقاء بينت وملك الأردن إسهام مهم لمكانة إسرائيل، والتعاون الأمني مع الأردن له قيمة استراتيجية من الطراز الأول، فهذا التعاون منع سفك الكثير من الدماء ووفر على إسرائيل موارد بالمليارات، واستقرار نظام الحكم في الأردن حيوي لنا".