تحرك أممي لإنعاش السلام باليمن والحوثيون يرفضون "تجزئة الحل"

تحرك أممي لإنعاش السلام باليمن والحوثيون يرفضون "تجزئة الحل"

07 ديسمبر 2020
جماعة الحوثيين أبدت رفضها ضمنياً للحلول (Getty)
+ الخط -

بدأت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، تحركات جديدة لإنعاش عملية السلام المتعثرة في اليمن من خلال فرض ما يسمى بالإعلان المشترك لوقف إطلاق النار، في وقت أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) رفضها تجزئة الحل، والتمسك برفع الحصار المفروض من التحالف السعودي الإماراتي.
وأوفد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث نائبه مُعين شريم إلى الرياض للقاء مسؤولين في الحكومة الشرعية والجانب السعودي، من أجل استئناف المشاورات خلال ما تبقى من العام الحالي.
وقالت مصادر حكومية، لـ"العربي الجديد"، إن الأمم المتحدة تسعى لترتيب موعد جديد لمشاورات مباشرة بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين في السويد قبيل حلول إجازة عيد الميلاد، وذلك لمناقشة الإعلان المشترك، فضلاً عن استئناف المشاورات في ملف الأسرى.
وعقد وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، محمد الحضرمي، مباحثات مع نائب المبعوث الأممي لليمن معين شريم، ناقشا فيه جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام وعدد من القضايا المتصلة بعملية السلام والشأن اليمني، وفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة للشرعية.


وجدد المسؤول اليمني التزام الشرعية بـ"التعاطي الإيجابي مع المسار الأممي الذي يقوده المبعوث مارتن غريفيث، وحرصها على تسهيل مهامه والتوصل إلى حل شامل ودائم"، لكنه اشترط أن يكون الحل الشامل بناء ما يسمى بـ"المرجعيات الثلاث"، وهي العقدة التي حالت دون إحراز أي تقدم طيلة السنوات الماضية.
وفي ما يخص ملف الأسرى، أكدت الحكومة الشرعية حرصها على استئناف اجتماعات لجنة الأسرى والمعتقلين وصولاً إلى إطلاق جميع المعتقلين، بناء على ما تم الاتفاق عليه سابقاً وعلى مبدأ "الكل مقابل الكل"، من ضمنهم الصحافيون والناشطون والمختطفون والأربعة المشمولون في قرارات مجلس الأمن.

وكانت الجولة الأولى من مشاورات الأسرى قد توجت، منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بتبادل 1056 أسيراً ومعتقلاً من الطرفين، بينهم 15 سعودياً و4 سودانيين، ومن المقرر أن تشمل المرحلة الثانية، التي تعثر انعقادها في الأردن أواخر الشهر الماضي، تنفيذ المرحلة الثانية بتبادل 300 أسير من الطرفين.
ووفقا للوكالة اليمنية، فقد أكد نائب غريفيث التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهودها الرامية لتحقيق التهدئة واستئناف المشاورات السياسية، والبناء على ما تحقق في سويسرا لإطلاق المزيد من الأسرى والمعتقلين.
وفي المقابل، أبدت جماعة الحوثيين رفضها ضمنياً للحلول التي تطرحها الأممية عبر الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار، والانتقال بعدها إلى ترتيبات إنسانية واقتصادية قبل الوصول إلى الحل السياسي الشامل، واشترطت حلاً شاملاً يتزامن مع رفع الحظر الجوي والبحري المفروض منذ أواخر مارس/آذار 2015.


وقال كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام، في تغريدة على تويتر، "إن أي مقاربة لا تأخذ في الاعتبار وقف العدوان ورفع الحصار معا هي مقاربة محكومة بالفشل".
وانتقد المسؤول الحوثي ما أسماه بـ"التجاهل الأممي" للحصار المفروض على اليمن، واعتبره أمراً غير مفهوم، لافتاً إلى أن الحصار هو الوجه الآخر للعدوان، في إشارة إلى عمليات التحالف السعودي الإماراتي باليمن.
وتتزامن التحركات الأممية لإحياء السلام مع استمرار التصعيد العسكري براً وجواً، حيث استأنفت جماعة الحوثيين، الاثنين، إطلاق طائرات مسيرة من دون طيار صوب الأراضي السعودية، بالتزامن مع عودة الغارات الجوية للتحالف السعودي بمحافظة مأرب غداة يوم من انحسار لافت.
وأعلن المتحدث الرسمي للتحالف السعودي، تركي المالكي، "اعتراض وتدمير طائرة من دون طيار (مفخخة) أطلقتها مليشيا الحوثي الانقلابية بطريقة ممنهجة ومتعمده لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين جنوبي السعودية"، وفقاً لبيان نشرته وكالة "واس" السعودية، من دون الكشف عن الموقع المستهدف.

من جهتها، كشفت قناة "المسيرة "، الناطقة بلسان الحوثيين، عن شن التحالف السعودي الإماراتي 12 غارة جوية استهدفت مديريات رغوان وصرواح ومدغل في مأرب، وقالت إنها خلفت أضرارا مادية فقط في مزارع المواطنين، من دون الحديث عن خسائر بشرية.


وفي الضفة المقابلة جنوباً، تدور المعارك بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً. وقالت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إن قيادياً بارزاً في الجيش الوطني قُتل جراء المعارك مع القوات الانفصالية بمحافظة أبين.
وأشارت المصادر إلى أن العقيد محمد الخضر القيناشي، وهو ركن تسليح في أحد ألوية القوات الحكومية، قُتل بقصف مدفعي للقوات المدعومة إماراتياً بجبهة الطرية، ومعه عدد من مرافقيه.
وفي السياق، بعث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي برقية عزاء في سقوط 6 جنود من قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، جراء هجوم انتحاري، يعتقد أنه لتنظيم القاعدة، في مدينة لودر بمحافظة أبين، في تطور لافت قد يؤدي إلى ذوبان الجليد بين طرفي اتفاق الرياض المتعثر.