تجدد الاحتجاجات الليلية بعدد من أحياء العاصمة التونسية ومدينة بنزرت

تجدد الاحتجاجات الليلية في عدد من أحياء العاصمة التونسية ومدينة بنزرت

16 أكتوبر 2022
أحرق محتجون تونسيون الإطارات وقطعوا الطرق (العربي الجديد)
+ الخط -

تجددت الاحتجاجات، مساء يوم السبت، في ضواحي العاصمة التونسية، وفي مدينة بنزرت شماليّ تونس، بعد انطلاقها الجمعة.

وتشهد أحياء التضامن والانطلاقة حالة من الاحتقان الشديد بعد وفاة شاب من المنطقة، مالك السليمي، الذي تعرض لاعتداء من الشرطة قبل ثلاثة أسابيع، وتوفي متأثراً بجراحه.

وكان السليمي قد دخل في غيبوبة لنحو شهر في أحد المستشفيات بالعاصمة، ليفارق الحياة متأثراً بجراحه، الأمر الذي أجّج غضب الشباب والمتعاطفين معه الذين انتقدوا عنف الأمن.

واحتج الشباب على عنف الشرطة ظهر وليلة الجمعة، وكذلك يوم السبت، وأحرقوا الإطارات وقطعوا الطرق، فيما واجهتهم قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع، بحسب فيديوهات تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي. 

وشهدت مدينة بنزرت عشية يوم السبت، تجمّع عدد من المحتجين وإشعال عجلات مطاطية في أحد شوارع المدينة.

ونقلت إذاعة شمس الخاصة أن الطرق والأحياء المتاخمة لشارع حسن النوري وسط المدينة شهدت عمليات كر وفر بين محتجين ورجال الأمن.

وقالت إن المحتجين رشقوا رجال الأمن بالحجارة، على خلفية عدم تجاوب السلطات مع نداءات عائلات المفقودين من أبناء حيّ حشاد، الذين يطالبون بمعرفة مصير أبنائهم الذين غادروا البلاد في رحلة هجرة غير نظامية عبر البحر في 26 أغسطس/آب الماضي.

قيس سعيّد يحيي عيد الجلاء في مدينة بنزرت

على صعيد آخر، انتقل الرئيس التونسي قيس سعيّد صباح السبت إلى المدينة نفسها، بنزرت، لإحياء عيد الجلاء، حيث أُجليَ آخر جندي فرنسي من ميناء المدينة في 15 ديسمبر/كانون الأول 1963. ولكن يبدو أن خطاب سعيد لم يقنع الأهالي هناك، الذين عاودوا الاحتجاج بعد مغادرة الرئيس.

وقال سعيّد، السبت "إنه يستوجب أولاً معالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية من أجل القضاء على ظاهرة الهجرة غير النظامية قبل الاعتماد على المقاربة الأمنية فقط".

وأضاف، وفق مقطع فيديو على الصفحة الرسميّة لرئاسة الجمهورية في "فيسبوك": "البحر تحول إلى أداة للخروج من تونس بسبب عوامل داخلية وخارجية"، لافتاً إلى أن "ظاهرة الهجرة غير النظامية أصبحت لا تستثني أياً من الفئات الاجتماعية، إذ تستقطب الأطفال والعائلات على حد سواء".

وعبّر سعيّد بالمناسبة عن تضامنه مع أهالي جرجيس لفقدانهم 18 من أبناء المعتمدية، خرجوا في رحلة هجرة غير نظامية نحو أوروبا في21 سبتمبر/أيلول 2022، شُيِّع السبت 5 منهم.

وتشهد جرجيس بدورها حالة من الاحتقان بسبب سوء تعامل السلطات مع الكارثة الإنسانية التي شهدتها المدينة.

وتوجه المواطنون بانتقادات شديدة لسعيّد، الذي لم يعر هذا الملف أدنى اهتمام إلا منذ يومين فقط، فيما عمد المواطنون إلى طرد المحافظ من مدينتهم الخميس.

وطالب أهالي الضحايا والمفقودين، يوم السبت، على هامش اجتماع الاتحاد المحلي للشغل، بتنفيذ إضراب عام شامل ووقف كل الأنشطة الاقتصادية في المنطقة، رافعين شعار "اتحاد اتحاد والعكّارة في حداد" (العكارة هم قبيلة السكان الأصليين للمنطقة).

واعتبر المحتجون الذين تجمهروا أمام مقر الاتحاد الجهوي بجرجيس للضغط على المنظمات لإقرار الإضراب العام في أقرب وقت، أن وقف العمل سيكون رداً على السلطات الرسمية التي يتهمها الأهالي بالتقصير في البحث عن المفقودين والتعتيم على هوية جثث المنتشلين.

وتزامنت الدعوة إلى الإضراب العام مع دفن خامس ضحية من غرقى المركب من مجموع 8 جثث عُثِر عليها لمهاجرين يفترض أن يكونوا على متن القارب الذي غرق على بعد 28 ميلاً من شواطئ المنطقة.