بيدرسون: استمرار الصراع يعني استمرار المأساة السورية

بيدرسون: استمرار الصراع يعني استمرار المأساة السورية

23 اغسطس 2023
توقف المبعوث الأممي في إحاطته عند الوضع الاقتصادي واستمرار تدهوره "المفاجئ" (فرانس برس)
+ الخط -

عبّر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون، اليوم الأربعاء، عن قلقه الشديد لتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد وتأثير ذلك على المدنيين في جميع أنحاء البلاد، لافتاً إلى أن "يمكن البدء بمعالجة الأزمات التي تعاني منها سورية في حال التحرك وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254".

وتحدث بيدرسون عن استمرار معاناة الشعب السوري داخل وخارج البلاد من الصراع وأبعاده، وفي ظل غياب عملية سياسية حقيقية. وجاءت تصريحات بيدرسون خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك.

وتوقف المبعوث الأممي في بداية إحاطته عند الوضع الاقتصادي واستمرار تدهوره "المفاجئ". وقال "إن أحد المؤشرات الأخيرة للمعاناة هو استمرار انهيار الاقتصاد، الذي كان سيئاً للغاية وأصبح الآن أسوأ".

 وأشار إلى فقدان الليرة السورية لثمانين بالمئة من قيمتها خلال ثلاثة أشهر. ولفت الانتباه إلى أنها هبطت إلى أدنى مستوياتها الأسبوع الماضي، وأدى ذلك إلى خروج أسعار السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء والوقود، عن نطاق السيطرة.

استمرار الصراع يعني استمرار المأساة

وشدد المسؤول الأممي على أنه "طالما استمر الصراع العنيف، وعرقلة العملية السياسية فإن معاناة الشعب السوري سوف تتفاقم بكل بساطة. سورية لا تستطيع إصلاح اقتصادها وهي في حالة صراع، وهذا ينطبق على العديد من الأزمات الأخرى التي تعصف بسورية بما فيها أزمة النزوح، والمعتقلين، والمختطفين، والمفقودين، وانتهاكات حقوق الإنسان، والإرهاب، والأعمال العدائية، والصراعات العنيفة، والتقسيم الفعلي للبلاد والذي يقوض سيادتها ووحدة أراضيها".

وأكد بيدرسون على أنه "يمكن البدء بمعالجة الأزمات التي تعاني منها سورية في حال التحرك وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254". وقال إن البدء باتخاذ بعض الخطوات الإضافية بشأن القرار 2254، يمكن أن يؤدي إلى تدارك هذا "الانهيار غير المستدام ويحفز عملية بناء الثقة والتعافي".

وتوقف المسؤول الأممي عند ضرورة الاستمرار بتقديم المساعدات العابرة للحدود، ورحب بالتوصل لاتفاق حول ذلك، واستمرار تقديم المساعدات عبر باب معابر باب الهوى والراعي والسلام، مع التأكيد على ضرورة استمرار الحفاظ على حماية واستقلالية عمل الأمم المتحدة في عملياتها الإنسانية.

وأكد في الوقت ذاته على ضرورة تقديم الدول المانحة المزيد من المساعدات الإنسانية، وخاصة أنه تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام بنسبة 25 بالمئة فقط. ثم أشار إلى قضية العقوبات وقال إنه من "الضروري تجنب وتخفيف أي آثار سلبية للعقوبات يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مأزق السوريين". وشدد على ضرورة استخدام "الإعفاءات الإنسانية القائمة".

وذكّر المبعوث الأممي الدول الأعضاء باستمرار الصراع والقتال في العديد من المناطق، مما يتسبب في مقتل المدنيين السوريين وتدمير البنية التحتية ومعاناتهم.

ودعا المسؤول الأممي إلى التوصل إلى هدوء حقيقي ومستدام للتواصل لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد. كما أشار المبعوث الأممي إلى أن الأسبوع الماضي صادف مرور الذكرى العاشرة على الهجمات المروعة بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق.

اللجنة الدستورية

ورحب بيدرسون بإعادة انعقاد اللجنة الدستورية، ووصفها بأنها نقطة توافق بين العديد من الجهات الفاعلة الرئيسية. وأكد على ضرورة "أن تستأنف اللجنة أعمالها وتستمر في تعميق وبناء بعض الثقة تدريجيًا، والمضي قدمًا على مستوى المضمون". ووصف ذلك بأنه خطوة من ضمن خطوات كثيرة. وتحدث عن انخراطه مع فريقه في الجهود المبذولة لكسر الجمود وإيجاد السبل للمضي قدما فيما يتعلق بالمضمون وأساليب العمل.

وأشار إلى اجتماع "مجموعة الاتصال العربية في القاهرة مع وزير الخارجية السوري، وأعربوا عن تطلعهم لرؤية الاجتماع المقبل للجنة الدستورية في سلطنة عُمان بتيسير من الأمم المتحدة قبل نهاية العام". ولفت بيدرسون الانتباه إلى أن سلطنة عُمان واحدة من الأماكن المطروحة لعقد اجتماعات اللجنة الدستورية.

ويشار في هذا السياق إلى أن روسيا والنظام يرفضان عقد الاجتماعات في جنيف ويتهمانها بعدم الحيادية.

ولفت المسؤول الأممي الانتباه في هذا السياق إلى أنه سيواصل "السعي إلى تيسير التوصل إلى توافق في الآراء بشأن ذلك، للتغلب على القضايا التي حالت دون انعقاد اللجنة الدستورية في جنيف، وضمان استئنافها وإحراز تقدم ذي مصداقية".

وأشار إلى حديثه في وقت سابق من اليوم مع "وزير الخارجية السوري وكذلك مع رئيس هيئة التفاوض السورية". ولم يتطرق إلى تفاصيل أكثر حول ماهية تلك الاتصالات.

المساهمون