أنشأت قوات النظام السوري برفقة الشرطة العسكرية الروسية، اليوم الثلاثاء، مركز تسوية مؤقتاً في مدرسة أبو قنطرة في بلدة تل شهاب غرب محافظة درعا، جنوب سورية، وذلك تنفيذاً للاتفاق الذي توصلت إليه لجنة النظام السوري الأمنية واللجنة المركزية الغربية في مدينة درعا، قبل عدة أيام.
وقال أبو البراء الحوراني، عضو في "تجمع أحرار حوران" في حديث لـ"العربي الجديد" إن "الاتفاق في بلدة تل شهاب يقضي بإجراء التسوية لعناصر الفرقة الرابعة الذين انشقوا عنها قبل نحو شهر، إبان أحداث درعا البلد، مع تسليم أسلحتهم الفردية، على أن تشمل التسوية بلدات زيزون والعجمي ونهج والفوّار في الريف ذاته".
وتعتبر بلدة تل الشهاب، هي المنطقة الخامسة في محافظة درعا التي تدخل في اتفاق التسوية الجديدة، بعد منطقة درعا البلد في الريف الأوسط من المحافظة، تبعها بلدتي اليادودة والمزيريب في الريف الغربي، وتلاها بعد أيام مدينة طفس في الريف ذاته.
من جهة أخرى، شنت الطائرات الحربية الروسية أربع غارات جوية مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار، استهدفت من خلالها الأحراش الحراجية في منطقة الشيخ بحر التي تضم تجمع مخيمات بالقرب من مدينة معرة مصرين شمال محافظة إدلب، من دون وقوع إصابات بشرية.
إلى ذلك، ادعى مركز المصالحة الروسية أنه رصد 17 عملية قصف من قبل "هيئة تحرير الشام" في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب ومحيطها)، شمال غرب سورية.
واتهم بيان مركز المصالحة الروسي الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية مساء أمس الإثنين عبر معرفها الرسمي في "فيسبوك" أن "مسلحي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي نفذوا سبع عمليات قصف في محافظة إدلب، و5 عمليات في محافظة حلب، و3 عمليات في اللاذقية وعمليتين في حماة"، مضيفاً: "رصد أيضا ثلاثة عمليات قصف لمواقع الجيش السوري من قبل التشكيلات المسلحة غير الشرعية، انطلقت من الأراضي التي تسيطر عليها القوات التركية في محافظة حلب".
وحول خروقات روسيا والنظام، قال فراس الخليفة عضو المكتب الإعلامي لـ"الدفاع المدني السوري" في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "فرق الدفاع المدني السوري استجابت منذ بداية الحملة العسكرية في بداية شهر يونيو/ حزيران الفائت وحتى أمس الاثنين لنحو 500 هجوم من قبل قوات النظام وروسيا على منازل المدنيين في شمال غربي سورية".
وأكد أن "تلك الهجمات تسببت بمقتل أكثر من 120 شخصاً، من بينهم 47 طفلاً و 20 امرأة، بالإضافة إلى متطوعين اثنين في صفوف الدفاع المدني السوري"، مُشيراً إلى أن "الفرق أنقذت خلال ذات الفترة أكثر من 285 شخصاً نتيجة لتلك الهجمات، من بينهم 75 طفلاً وطفلة تحت سن الـ 14".
من جهته، قال العقيد مصطفى بكور الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في (منطقة إدلب) في حديثه لـ "العربي الجديد": "اعتدنا على مثل هذه التصريحات من قبل مركز المصالحة الروسي بين الفينة والأخرى في إطار تبرير المجازر التي يرتكبها الطيران الروسي والأسدي في المناطق المحررة".
ويرى بكور أن "روسيا تسعى من خلال هذه التصريحات للضغط على تركيا قبل أي مؤتمر أو اجتماع سيعقد بين الروس والأتراك من خلال الحديث عن نشاط عسكري للفصائل في المناطق التي تسيطر عليها تركيا، للدلالة على أن الأتراك لم يلتزموا بتنفيذ الاتفاقات الروسية - التركية".
وأشار القيادي في المعارضة السورية إلى أن "الهدف من هذه الاتهامات تشكيل ضغط على الرئيس التركي قبل قمته مع بوتين المقرر عقدها خلال الفترة المقبلة"، مؤكداً أنّ "التصعيد الإعلامي والتصعيد على الأرض عادةً يسبق عقد جولات أستانة أو اللقاءات الروسية التركية على مختلف المستويات عندما يكون الهدف من هذه اللقاءات بحث الملف السوري في إطار تشكيل ضغط على الطرف الآخر".