بغداد تحقق باشتباك بين قوات من الجيش والبيشمركة أوقع قتلى وجرحى

بغداد تحقق باشتباك بين قوات من الجيش والبيشمركة أوقع قتلى وجرحى جنوبي نينوى

23 أكتوبر 2023
وقع الاشتباك في منطقة مخمور جنوبي نينوى (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن متحدث عسكري عراقي، اليوم الاثنين، عن سقوط قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين قوة من الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية التابعة لإقليم كردستان، في منطقة مخمور جنوبي نينوى، مساء أمس الأحد، مؤكدا فتح تحقيق في الحادث.

وقال المتحدث العسكري باسم الحكومة اللواء يحيى رسول، إن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يتابع ملابسات الحادث الذي أدى الى وقوع 3 ضحايا وإصابة 7 آخرين من الطرفين، بالقرب من إحدى النقاط العسكرية"، مضيفا أنه "بناءً على ذلك وجه رئيس الوزراء بتشكيل لجنة عالية المستوى للتحقيق في ملابسات الحادث ومعرفة حيثياته، وما نجم عنه من ضحايا".

وشدد على "جميع القادة والآمرين بالمستويات كافة ضرورة ضبط النفس سواء من الحكومة الاتحادية أم البيشمركة، والتصرف بحكمة عالية وتغليب المصالح العليا، وتعزيز المشتركات وتفويت الفرصة على أعداء العراق".

من جهتها، عبرت رئاسة أركان وزارة البيشمركة، عن أسفها لوقوع الحادث، وقالت في بيان أصدرته صباح اليوم الاثنين، "نؤكد على التزامنا بالعمل مع حكومة بغداد من أجل حل جذري ودائم، بما يحقق الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العراق، وندعم توجهها لإجراء تحقيق سريع وشفاف في الحادث لتحديد أسبابه".

ووسعت حكومتا بغداد وأربيل التعاون العسكري بين الجيش العراقي والبيشمركة، بملفي الحدود والفراغات الأمنية في المناطق المتنازع على إدارتها بين الحكومتين، وأبرزها منطقتا كركوك ونينوى شمالي البلاد، لكن لا زالت الخلافات مستمرة على مناطق حدودية تعرف حاليا بـ"مناطق الخط الأخضر" وهي الحدود الإدارية بين إقليم كردستان وباقي محافظات العراق التي تقع تحت سلطة بغداد. وتوصف الخلافات في هذه المناطق بالـ"مزمنة"، وتتجدد الدعوات حولها بين وقت وآخر لإجراء تعديلات دستورية تضمن إنهاء الأزمة.

ويعد هذا الحادث الأول من نوعه، منذ التعاون العسكري بين بغداد وأربيل، والعمل المشترك بتنفيذ عمليات عسكرية في المناطق المتنازع عليها. وفي الـ19 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، استعادت قوات الجيش العراقي، أربع نقاط عسكرية مثبتة على جبل "قره جوغ" من مقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذي انسحب منها.

من جهته، قال مصدر مسؤول في قيادة العمليات العراقية المشتركة ببغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "مشكلة وقعت بين قوة من الجيش العراقي وقوات البيشمركة حول أحقية الانتشار داخل 3 نقاط عسكرية موجودة في قمة جبل (قره جوغ) التابعة لبلدة مخمور من الجهة المطلة على مخيم مخمور للاجئين الأتراك، التي انسحب منها مؤخرا العناصر المسلحة من حزب العمال الكردستاني".

وأضاف المصدر أن قائد الجيش العراقي أمر القوات الموجودة بالاندفاع الى هذه النقاط والإمساك بمسؤوليتها، دون إشعار قوات البيشمركة، الموجودة على مقربة منها، ما أدى إلى مناوشات مسلحة تطورت سريعا إلى مواجهات، أسفرت عن مقتل عنصر من البيشمركة وجرح خمسة آخرين، كما قتل جنديان عراقيان وأصيب آخرون".

من جهته، قال مساعد مسؤول مركز الاتحاد الوطني الكردستاني في مخمور رشاد كلالي، في تصريح صحافي، إنه "بعد انسحاب قوات حزب العمال الكردستاني من الربايا التي كانوا ينتشرون بها على جبل قره جوغ، قبل 48 ساعة، انتشر الجيش العراقي، الفرقة 14، في تلك المواقع".

وأضاف أن "مجموعة من قوات 80 من البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني هاجمت تلك المواقع على جبل قره جوغ".

وبين كلالي أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني والقوات التابعة له، البيشمركة، اعتبروا أن انتشار الجيش العراقي في تلك المواقع هو تخط وتجاوز لحدود الإقليم".

وأعلن حزب العمال الكردستاني، الذي يتواجد في مناطق عدة شمالي العراق، قبل يومين، سحب قواته بشكل كامل من مخيم مخمور، الذي يضم أكراداً نازحين من تركيا، وتعرض مرات عدة لضربات بطائرات تركية استهدفت عناصر وقيادات مسلحي الحزب.

ويضم المخيم أكثر من 12 ألف شخص، ويقع في مركز قضاء مخمور الواقع بين محافظتي نينوى وأربيل، عاصمة إقليم كردستان، ويبعد جغرافياً عن مدينة الموصل نحو 105 كيلومترات، و70 كيلومتراً عن أربيل.