بايدن يحض الكونغرس على إقرار مساعدات إضافية لأوكرانيا دون تأخير

بايدن يحض الكونغرس على إقرار مساعدات إضافية لأوكرانيا دون تأخير

06 ديسمبر 2023
تصريحات بايدن جاءت بعد قمة عبر الفيديو مع زيلينسكي وزعماء دول مجموعة السبع (Getty)
+ الخط -

حض الرئيس الأميركي جو بايدن أعضاء الكونغرس المنقسمين، الأربعاء، على سرعة الإفراج عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، محذراً من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتوقف عند حدود أوكرانيا، وقد يذهب ربما إلى مواجهة مع حلف شمال الأطلسي.

وأعرب بايدن عن استعداده لإجراء "تسويات كبرى" مع الجمهوريين الذين يعرقلون الإفراج عن 60 مليار دولار مخصصة لأوكرانيا بهدف المقايضة على تمرير إجراءات مشددة ضد المهاجرين عند الحدود مع المكسيك.

وقال بايدن في كلمة في البيت الأبيض "هذا لا يمكن أن ينتظر".

أضاف "بصراحة أعتقد أنه أمر مذهل أننا وصلنا إلى هذه النقطة في المقام الأول، مع استعداد الجمهوريين في الكونغرس لإعطاء بوتين أكبر هدية يمكن أن يأمل بها".

وجاء كلام بايدن في أعقاب قمة عبر الفيديو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء دول مجموعة السبع لمناقشة تعزيز المساعدات الغربية لكييف.

وحذر زيلينسكي خلال القمة من أنّ موسكو تراهن على "انهيار" الوحدة الغربية العام المقبل، لافتاً إلى أنّ روسيا كثفت ضغطها على الخطوط الأمامية للجبهة.

وحذّر بايدن متحدثاً من "غرفة روزفلت" في البيت الأبيض وخلفه صورة للرئيس الأميركي خلال حقبة الحرب العالمية الثانية فرانكلين روزفلت، من أنّ بوتين في حال هزم أوكرانيا "لن يتوقف عند هذا الحد".

أضاف "إذا مضى قدماً ثم هاجم حليفاً في حلف شمال الأطلسي (...) عندئذ سيكون لدينا شيء لا نسعى إليه ولا يحدث اليوم: قوات أميركية تقاتل قوات روسية".

وألغى زيلينسكي بشكل غير متوقع كلمة له عبر الفيديو أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، كان من المقرر أن يدعو فيها لمواصلة تمويل قواته.

ومن المقرر أن يجري مجلس الشيوخ تصويتاً إجرائياً في وقت لاحق، الأربعاء، على حزمة مساعدات طارئة بقيمة 106 مليارات دولار مخصصة لكييف ولإسرائيل في حربها على غزة ولأمن الحدود.

وحذر البيت الأبيض من أن الأموال المخصصة لمزيد من المساعدات لأوكرانيا ستنفد بحلول نهاية العام في حال لم يوافق الكونغرس على تخصيص أموال جديدة لكييف.

"تسويات"

يشترط الجمهوريون في مجلس الشيوخ من أجل دعم التمويل الإضافي لأوكرانيا قبول الديموقراطيين إقرار إصلاحات على نظام اللجوء إضافة إلى تشديد الأمن على الحدود.

وأصبح النقاش متوتراً على نحو متزايد مع انسحاب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من جلسة إحاطة مغلقة، الثلاثاء.

ورغم انتقادهم بسبب موقفهم "المتطرف"، إلا أن بايدن لوّح بغصن الزيتون للجمهوريين بشأن هذه القضية.

فقد أعرب الرئيس الأميركي، الأربعاء، عن استعداده لتقديم تنازلات قائلاً "أنا على استعداد للقيام بتسويات كبرى بشأن الحدود"، مؤكداً "أنا مستعد لتغيير السياسة".

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية بشكل منفصل عن دفعة موقتة بقيمة 175 مليون دولار من المساعدات الجديدة لأوكرانيا الأربعاء تشكل ذخيرة لمنظومات صواريخ هيمارس.

ويسلط الخلاف الضوء على تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا مع تعثر هجومها المضاد ووسط ضغط قوات بوتين لتحقيق مكاسب جديدة.

زيلينسكي: بوتين يعوّل على "انهيار" الدعم الغربي لأوكرانيا

وقال زيلينسكي لقادة الدول الأعضاء في مجموعة السبع الأربعاء إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعوّل على "انهيار" الدعم الغربي لأوكرانيا، مضيفاً أنّ الجيش الروسي "زاد الضغط بشكل كبير" على الجبهة.

وصرّح زيلينسكي خلال المؤتمر الافتراضي لقادة مجموعة السبع بأنّ "روسيا تأمل بشيء واحد فقط: أن تنهار وحدة العالم الحر العام المقبل. تعتقد روسيا أنّ أميركا وأوروبا ستظهران ضعفاً وستضعان حداً لدعمهما لأوكرانيا بالمستوى الملائم".

وإذا كان أقر بأنّ القوات الروسية تشن هجمات على الجبهة، فإنّ زيلينسكي أكد أن الجنود الأوكرانيين "يقاومون الهجمات". وأضاف: "نمسك بمناطق في عدة اتجاهات على خط الجبهة ونحن نحضر للمراحل المقبلة".

بعد فشل الهجوم المضاد الكبير الذي شنه الجيش الأوكراني في الصيف والذي لم يتمكن من اختراق الدفاعات الروسية، استعادت القوات الروسية زمام المبادرة لا سيما في أدفيفكا، المدينة الصناعية في الشرق التي تحاول تطويقها.

المساعدة العسكرية والمالية الغربية لأوكرانيا، والتي تعتبر ضرورية لجهود كييف الحربية، باتت موضع شكوك متزايدة بسبب خلافات سياسية في الولايات المتحدة وكذلك في أوروبا.

هكذا اعتبر زيلينسكي الأربعاء أنّ بلاده يجب أن "تفوز بمعركة التحفيز" في الداخل كما في الخارج. وقال أمام مجموعة السبع إنّ "العالم الحر لديه حاجة حيوية للحفاظ على وحدته".

كما أعرب عن أمله في أن يفي الاتحاد الأوروبي "بوعده لأوكرانيا" التي ستتم مناقشة رغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي خصوصاً خلال قمة منتصف ديسمبر/ كانون الأول.

من جانبهم، تعهد قادة مجموعة السبع الأربعاء فرض قيود على وارداتهم من الالماس الروسي اعتباراً من يناير/ كانون الثاني 2024.

ووعدوا بـ"تعزيز احترام وتطبيق سياسة وضع سقف لأسعار النفط الروسي"، مهددين بفرض عقوبات اقتصادية على الدول التي تسهل لموسكو الالتفاف على العقوبات.

وقال أعضاء مجموعة السبع في بيان مشترك "نكرر دعوتنا الاطراف الثالثة إلى الكف فوراً عن تقديم مساعدة مادية للعدوان الروسي، تحت طائلة دفع ثمن باهظ".

وأكدوا أن دعمهم لأوكرانيا لن يضعف "أبداً".

واستخدمت أوكرانيا في هجوم المضاد أسلحة غربية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، لكن الخطوط الأمامية بالكاد تغيرت منذ أكثر من عام، كما تكثفت الهجمات الروسية على طول الجبهة.

ووقع بوتين الأسبوع الماضي مرسوماً بتعزيز القوات الروسية بنسبة 15% لدعم غزو أوكرانيا، بما يزيد عديد الجيش الروسي بنحو 170 ألف جندي.

وقالت وزارة الخارجية الروسية لوكالة فرانس برس، هذا الأسبوع، إنّ السلام الدائم مع أوكرانيا لا يمكن تحقيقه إلا إذا توقف الغرب عن إرسال السلاح وإذا قبلت كييف "بالحقائق الإقليمية الجديدة".

وأضافت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا أنه ليتم التوصل إلى أي اتفاق، يجب أن تتمتع أوكرانيا بوضع محايد مع حماية حقوق السكان الناطقين بالروسية.

لكنها أشارت إلى أنه "في الوقت الحالي، لا نرى إرادة سياسية للسلام سواء في كييف أو الغرب".

(فرانس برس)