انفجار القرم.. تشغيل "جزئي" للجسر المدمر وغواصون روس يتفقدون الأضرار

انفجار القرم.. تشغيل "جزئي" للجسر المدمر وغواصون روس يتفقدون الأضرار

09 أكتوبر 2022
روسيا: من المتوقع أن يكتمل مسح أكثر تفصيلاً فوق الماء بنهاية اليوم (فرانس برس)
+ الخط -

يبدأ غواصون روس، اليوم الأحد، تفقد الأضرار التي خلّفها انفجار قوي على جسر لحركة السيارات والقطارات إلى شبه جزيرة القرم، فيما أكد مسؤول أوكراني، أن مخابرات بلاده من دبّرت التفجير، وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

ويمثل الجسر رمزاً مهماً لضمّ موسكو شبه الجزيرة، ويعدّ طريق إمداد رئيسياً للقوات التي تقاتل في جنوب أوكرانيا. وكان الانفجار الذي وقع أمس السبت على الجسر الممتد فوق مضيق كيرتش، قد قوبل برسائل مبتهجة من المسؤولين الأوكرانيين، دون أن يعلنوا المسؤولية بشكل رسمي عنه. كذلك فإنّ روسيا لم توجه اتهاماً لأحد.

ونقلت وكالات أنباء محلية عن نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين القول إنّ الغواصين سيبدأون العمل في الصباح، ومن المتوقع أن يكتمل مسح أكثر تفصيلاً فوق الماء بنهاية اليوم.

واستؤنفت حركة القطارات والسيارات على جسر القرم، وقال خوسنولين إنّ "حركة القطارات على جسر القرم استؤنفت بالكامل"، دون أن يحدد الوقت، وفق ما نقلت وكالة ريا نوفوستي. وأكد أنّ "جميع القطارات المقررة ستُسيَّر".

وأوضح في حسابه على "تلغرام" أنّ استئناف الحركة يشمل "قطارات الركاب والشحن". وقال: "لدينا القدرات الفنية لذلك".

وقالت شركة "غراند سيرفيس إكسبرس" التي تشغل القطارات بين القرم وروسيا قبل ساعات، إنّ قطارين غادرا شبه الجزيرة في اتجاه موسكو وسانت بطرسبرغ، موضحة على "تلغرام" أنّ "القطارين سيعبران جسر القرم".

وأعلنت سلطات القرم بعد ظهر السبت استئناف حركة المرور للسيارات والحافلات على المسار الوحيد على الجسر الذي ظل سليماً "مع إجراءات تفتيش كاملة".

وأكد خوسنولين ذلك، مشيراً إلى أنّ المسار الثاني سيعود إلى الخدمة "في المستقبل القريب". وأكد أنّ نتائج التحقيقات التي أجريت السبت على الأجزاء المتضررة ستُعلن الأحد. وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس في وقت سابق أنّ حركة القطارات استؤنفت بالكامل للركاب والبضائع، ولكن مع حدوث تأخير.

وقال الحاكم الروسي لشبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف للصحافيين: "الوضع يمكن السيطرة عليه... إنه مزعج، ولكنه ليس كارثياً... وقد أثار بالطبع المشاعر، وهناك رغبة كبيرة في الانتقام".

وأضاف أنّ شبه الجزيرة لديها وقود يكفي لشهر ومواد غذائية تكفي لشهرين.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها في جنوب أوكرانيا يمكن أن تحصل على إمداداتها "بالكامل" عبر الطرق البرية والبحرية القائمة.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وافتتح الرئيس فلاديمير بوتين جسر القرم - الذي يصل طوله إلى 19 كيلومتراً ويربط المنطقة بشبكة النقل الروسية - خلال احتفالية كبيرة بعد هذا بأربع سنوات.

وتطالب كييف القوات الروسية بالانسحاب من شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود، وكذلك من الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها منذ انطلاق الغزو الحالي في فبراير/ شباط.

الصورة
جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم (الأناضول)
جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم (الأناضول)

ويأتي الانفجار الذي ألحق الضرر بالجسر الحيوي وسط هزائم تتكبدها روسيا في ساحة المعركة، ومن شأنه أن يضعف أكثر رسائل الطمأنة التي يطلقها الكرملين بأنّ الصراع يمضي وفق ما هو مخطط له.

ووقّع بوتين، يوم السبت، مرسوماً بتشديد الإجراءات الأمنية للجسر، فضلاً عن البنية التحتية التي تزود شبه جزيرة القرم بالكهرباء والغاز الطبيعي. كذلك أمر بفتح تحقيق.

ثلاثة قتلى

وأظهرت لقطات جرى تداولها عبر الإنترنت انفجاراً قوياً مع مرور عدة عربات على الجسر من بينها شاحنة تشتبه السلطات الروسية في أنها كانت مصدر الانفجار. وأظهرت لقطات أخرى قافلة عربات صهاريج مشتعلة في الجزء الذي يضم السكة الحديد من الجسر، وانهيار عدة أقسام من أحد مساري الطريق.

وبحسب المحققين، أدى الهجوم الذي وقع السبت في الصباح الباكر إلى مقتل ثلاثة أشخاص: سائق الشاحنة ورجل وامرأة كانا في سيارة قريبة وقت الانفجار، وقد انتُشِلَت جثتاهما من المياه.

وقالت لجنة التحقيق إنها تأكدت من هوية صاحب الشاحنة المفخخة، وهو من سكان منطقة كراسنودار في جنوب روسيا، موضحة أنّ التحقيقات جارية.

"نيويورك تايمز": المخابرات الأوكرانية هي من دبرت تفجير جسر القرم

وأكد مسؤول أوكراني رفيع اشترط عدم ذكر اسمه لصحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الأحد، أنّ أجهزة المخابرات الأوكرانية هي من دبرت تفجير جسر القرم، باستخدام قنبلة كانت محملة على شاحنة تمر عبر الجسر.

وكان مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك قد نشر في تغريدة ساخرة صباح السبت بدا فيها وكأنه يعترف بوقوع هجوم أوكراني على الجسر، ليعود لاحقاً ويشير إلى "ضلوع روسي".

وكتب بودولياك على تويتر: "يجب تدمير كل شيء غير قانوني، ويجب إعادة كل شيء مسروق إلى أوكرانيا".

ولاحقاً، نسب الانفجار في بيان نشرته الرئاسة إلى صراع داخلي بين جهاز الأمن الفيدرالي الروسي والجيش الروسي.

وقال بودولياك في البيان: "من الملائم أن نلاحظ أنّ الشاحنة التي انفجرت، وفق كل المؤشرات، دخلت الجسر من الجانب الروسي. إذاً، ينبغي البحث عن الأجوبة في روسيا (...) كل ذلك يشير بوضوح إلى ضلوع روسي".

في المقابل، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنّ ردود الفعل الأوكرانية، تشير إلى "الطبيعة الإرهابية" للسلطات الأوكرانية.

وقصفت أوكرانيا عدة جسور في منطقة خيرسون في الأشهر الأخيرة لتعطيل الإمدادات الروسية، وكذلك قواعد عسكرية في شبه جزيرة القرم، وهي هجمات لم تعلن مسؤوليتها عنها إلا بعد شهور.

وفيما لم تتهم موسكو كييف مباشرةً، دان رئيس برلمان القرم الذي أنشأته روسيا فلاديمير كونستانتينوف ضربة وجهها "مخربون أوكرانيون".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)