انعقاد اللجنة العليا المغربية–الموريتانية: آفاق تعاون جديدة

اللجنة العليا المغربية الموريتانية في دورتها الثامنة: آفاق جديدة للتعاون 

10 مارس 2022
تراهن الرباط على خروج نواكشوط من حيادها وتعديلها كفتها المائلة نحو الجبهة والجزائر (تويتر)
+ الخط -

 

تنعقد غداً الجمعة، بمقر وزارة الخارجية المغربية بالعاصمة الرباط، الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المغربيةالموريتانية، وذلك بعد تسع سنوات من التوقف.

وتشكل الدورة الثامنة، التي ستنعقد برئاسة كل من رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش، والوزير الأول الموريتاني محمد ولد بلال مسعود، بمشاركة وفود من مختلف القطاعات الوزارية في البلدين، فرصة لبحث آفاق جديدة لتوطيد علاقات التعاون بين المغرب وموريتانيا، ومناسبة لإرساء شراكات مثمرة في العديد من المجالات.

وانطلقت أمس الأربعاء في الرباط أعمال الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المغربية - الموريتانية على مستوى كبار الموظفين، بمشاركة ممثلين عن مختلف القطاعات الوزارية بالبلدين.

واعتبر السفير المدير العام لمديرية التعاون الثنائي بوزارة الخارجية الموريتانية، محمد الحنشي الكتاب، انعقاد الدورة "خطوة مهمة على طريق التعاون في مختلف المجالات، كالصيد والتكوين المهني والتجارة، وغيرها من القطاعات، انسجاما مع توجيهات قيادتي البلدين لتوطيد علاقات الأخوة وتذليل الصعاب، والرقي بعلاقات التعاون الثنائي إلى مستوى تطلعات الشعبين".

ولفت السفير الموريتاني إلى أن المغرب وموريتانيا حققا العديد من الإنجازات في هذا المسعى، وأن هذه الدورة ستشكل لبنة جديدة في صرح التعاون المثمر بين البلدين.

وكان وزير الخارجية الموريتاني قد قام في 24 مايو/ أيار الماضي بزيارة للمغرب، أكد خلالها أن "العلاقات بين البلدين شهدت، خلال السنوات الماضية، قفزة مهمة، وهي علاقات صلبة، ونطمح لرفع مستواها وتقويتها". كما لفت إلى "وجود تنسيق جيد على المستوى السياسي وإرادة سياسية للدفع بالعلاقات"، مؤكداً ضرورة العمل على تطوير العلاقة الاقتصادية بين البلدين، عبر إحداث لجنة عليا مشتركة يترأسها وزير أول موريتانيا ونظيره المغربي.

وبحسب مراقبين، فإن المغرب يراهن على خروج نواكشوط من حيادها، وعلى تعديلها الكفة المائلة نحو الجبهة والجزائر وإدارتها قليلا نحو الرباط، التي ترغب في "علاقات استثنائية" مع الجارة الجنوبية على أسس واقعية وعملية، يكون الجانب الاقتصادي القاطرة المحركة لها.

وشهدت العلاقات بين الجارين طيلة العقد الماضي، وحتى مع وصول الرئيس الموريتاني الجديد للسلطة، حالة من الفتور والتوتر بسبب ارتباطات "البوليساريو" بالنظام والقوى السياسية في هذا البلد. غير أن إعلان الملك محمد السادس في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، خلال اتصال هاتفي مع ولد الشيخ الغزواني، عن استعداده لزيارة نواكشوط، اعتبر من قبل مراقبين انعطافة جديدة في العلاقات، ومدخلاً لتقارب بين الرباط ونواكشوط سيكون له أثر إيجابي على النزاع في الصحراء، وكذا على انعكاسات التوتر الصامت بين البلدين، رغم تأكيد الجانب المغربي، منذ وصول ولد الشيخ الغزواني إلى الرئاسة، على "ألا تكون العلاقة مع موريتانيا علاقة عادية، وإنما علاقة استثنائية، بحكم ما يميزها من تاريخ ووشائج إنسانية وجوار جغرافي".
وعاشت موريتانيا خلال الأشهر الماضية بعد أزمة، الكركرات، جدلاً ونقاشاً حول علاقاتها بـ"البوليساريو" نتيجة ما لحق مصالحها من أضرار، وما ترتب من انعكاسات على أسواق الاستهلاك الموريتانية المعتمدة على معبر الكركرات، الذي يعتبر حيوياً، سواء للتصدير أو الاستيراد، ليس فقط مع المغرب، وإنما مع أوروبا من جهة، وباقي بلدان غرب أفريقيا من جهة أخرى.


 

المساهمون