انطلاق جلسة مفاوضات بين "الناتو" وروسيا وسط توترات حول أوكرانيا

انطلاق جلسة مفاوضات بين "الناتو" وروسيا وسط توترات حول أوكرانيا

12 يناير 2022
يترأس نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو وفد موسكو (أوليفييه هوسليه/فرانس برس)
+ الخط -

انطلقت في العاصمة البلجيكية بروكسل، اليوم الأربعاء، جلسة مفاوضات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بغية مناقشة مقترحات موسكو حول الضمانات الأمنية، وفق ما ذكرته "روسيا اليوم".

ويأتي الاجتماع في محاولة لجسر هوة الخلافات التي يبدو أنها غير قابلة للتسوية بشأن مستقبل أوكرانيا، وذلك وسط شكوك عميقة في مصداقية مقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمنية لتخفيف حدة التوترات.

كما يأتي الاجتماع خلال أسبوع من الجهود الدبلوماسية الحساسة والمساعي التي تقودها الولايات المتحدة لمنع الاستعدادات لما تعتقد واشنطن أنه قد يكون غزواً روسياً لأوكرانيا. وتنفي موسكو أنها تخطط لشن هجوم، إلا أن تاريخها في العمل العسكري بأوكرانيا وجورجيا يثير قلق "الناتو"، وفق "أسوشييتد برس".

ويُعقد الاجتماع لأول مرة منذ أكثر من عامين، ويترأس نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو وفد موسكو، ومن المنتظر أن يستمر لقرابة ثلاث ساعات. ومن المزمع أيضاً أن تزور نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان مقر "الناتو" في بروكسل.

ويأتي اجتماع روسيا و"الناتو" بعد اجتماع أميركي-روسي في جنيف السويسرية، أكدت خلاله موسكو أنها لا "تنوي" مهاجمة أوكرانيا. وشدد الطرفان على رغبتهما في مواصلة النقاش بهدف وقف التصعيد، لكنهما كررا تحذيراتهما المتبادلة.

وأفادت وكالة "إنترفاكس" الروسية، أمس الثلاثاء، بأن "واشنطن تعهّدت بالرد كتابياً على مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية الأسبوع المقبل".

وهدد الغرب الكرملين بفرض عقوبات "واسعة النطاق" في حال شُنّ عدوان جديد على أوكرانيا، بعدما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 رداً على تظاهرات موالية للغرب في كييف، وهي متهمة بدعم المتمردين الانفصاليين في شرق البلاد.

وتعهدت واشنطن، الإثنين، بمواصلة استعدادها لفرض عقوبات هائلة على الاقتصاد الروسي وزيادة المساعدات الدفاعية لأوكرانيا في حال تعرضت الأخيرة للغزو من قبل موسكو.

والشهر الماضي، قدّمت موسكو مسودات وثائق أمنية تطالب حلف الأطلسي برفض عضوية أوكرانيا والجمهوريات السوفييتية السابقة الأخرى، والتراجع عن الانتشار العسكري للحلف في وسط أوروبا وشرقها. ورفضت واشنطن وحلفاؤها تقديم مثل هذه التعهدات، لكنهم قالوا إنهم مستعدون لإجراء محادثات.

الكرملين: روسيا لا توجه إنذارات نهائية لكنها تحتاج إلى إجابات شافية بشأن الأمن

قال الكرملين، اليوم الأربعاء، إن روسيا، التي تجري محادثات مع حلف شمال الأطلسي في بروكسل، لا توجه إنذارات نهائية في مفاوضاتها مع الغرب لكنها تحتاج إلى إجابات شافية في ما يتعلق بمخاوفها الأمنية.
وبدأت روسيا في طرح مطالبها الخاصة بالضمانات الأمنية في أوروبا على الدول الثلاثين الأعضاء بحلف الأطلسي في أعقاب المحادثات المكثفة التي عقدتها مع الولايات المتحدة في جنيف والتي لم تسفر عن حدوث تقارب في مواقف البلدين.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحافيين: "نحن لا نتفاوض من موقع قوة. ليس هناك ولا يمكن أن يكون هناك أي مجال لتوجيه إنذارات نهائية هنا"، وأضاف "لقد وصل الوضع ببساطة إلى هذه النقطة الحرجة في ما يتعلق بالأمن في أوروبا والمصالح الوطنية لبلدنا، لذا لا يمكننا أن نؤخر أكثر من ذلك، كما أن المخاوف التي عبرنا عنها تحتاج إلى إجابات شافية".

وأوضح بيسكوف، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، أن روسيا مستعدة للتفاوض مباشرة مع أوكرانيا شريطة الوفاء بالاتفاقات الحالية، وأضاف أن التدريبات التي أجرتها القوات الروسية بالذخيرة الحية والدبابات بالقرب من الحدود الأوكرانية، يوم الثلاثاء، ليست لها صلة بالمحادثات مع حلف شمال الأطلسي.

وتقول الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إن الكثير من مطالب روسيا الواردة في مسودتي معاهدتين في ديسمبر/ كانون الأول غير مقبولة، ومنها دعوات لتقليص أنشطة الحلف إلى مستويات التسعينيات والتعهد بعدم قبول أعضاء جدد.

وردا على سؤال بشأن احتمال قبول عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي، قال بيسكوف إن الحلف "أداة مواجهة" وإن أي توسع له يمثل قلقا لروسيا.
 

المساهمون