وجهت أوساط سياسية إسرائيلية انتقادات لاذعة إلى المواقف التي تبديها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه الملف النووي الإيراني، مشيرة إلى ما سمته "التراجع التام" للإدارة الأميركية أمام طهران.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً والمقربة من ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في تقرير نشرته اليوم الأحد، عن هذه الأوساط قولها إن الولايات المتحدة قبلت من حيث المبدأ مطالب طهران بتعويضها بسبب العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأكدت أن "خيبة أمل كبيرة" تسود إسرائيل من المواقف التي عبّرت عنها إدارة بايدن في مفاوضات فيينا، مشيرة إلى أن الفجوات بين موقفي واشنطن وتل أبيب "هائلة".
وحسب هذه الأوساط، فإن الغضب الإسرائيلي من المواقف الأميركية جاء على الرغم من أن إدارة بايدن تحرص على إطلاع تل أبيب على مجريات الأمور في فيينا خشية أن يفاجأ الإسرائيليون بما يجري التوصل إليه، كما حدث في أعقاب إنجاز اتفاق 2015.
وأشارت إلى أنه حسب المعلومات التي حصلت عليها إسرائيل، فإن القوى العظمى وإيران باتت قريبة من توقيع اتفاق ينص "على أن هذه الأطراف ستعود إلى الاتفاق النووي الأصلي الذي وُقِّع في 2015"، والذي انسحبت منه إدارة ترامب في 2018.
وادعت الأوساط الإسرائيلية أنه حسب هذه المعلومات، فإن كلاً من الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والصين، وروسيا، والاتحاد الأوروبي ستسلم بالخروقات التي قامت بها إيران حتى الآن لبنود الاتفاق النووي، إذ إن إيران لن تكون، على سبيل المثال، مطالبة بتدمير أجهزة الطرد المركزي الجديدة التي طورتها، كما ينص الاتفاق الأصلي، وستكتفي بإخراجها عن نطاق العمل.
وأضافت أنه، حسب المعلومات، التي حصلت عليها تل أبيب، فإن إدارة بايدن قبلت من حيث المبدأ أن تمنح واشنطن إيران تعويضات عن الأضرار التي لحقت بها جراء العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب.
ولفتت إلى أنه لم يجرِ حتى الآن التوافق على آلية لتحديد التعويضات الأميركية ودفعها لطهران، مشيرة إلى أن دفع التعويضات لإيران سيكون بشكل غير مباشر.
وشككت الأوساط السياسية الإسرائيلية بآلية العمل التي تتبعها إدارة بايدن والتي تقوم على العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي، ومن ثم التفاوض مع طهران من أجل التوصل إلى اتفاق "أفضل"، مشددة على أنه لا يوجد لدى الإيرانيين مصلحة بإدخال تعديلات على الاتفاق.
وحذرت من أنه "قد يكون الأميركيون معنيين بالتوصل في المستقبل إلى اتفاق أفضل، لكنهم بمجرد أن يستأنفوا التزام الاتفاق الأصلي سيفقدون القدرة على ممارسة الضغوط على إيران، التي لا ترغب في تغيير الاتفاق. ووصفت الوعود الأميركية بالتوصل إلى اتفاق جديد في المستقبل بأنها "إما كذب أو سذاجة"، كما نقلت الصحيفة.