انتخابات رئاسة حزب "الوفد" المصري: خسارة أبو شقة المدعوم من السيسي

خسارة أبو شقة وفوز عبد السند يمامة بمنصب رئيس حزب "الوفد"

11 مارس 2022
حصل أبو شقة على 1548 صوتاً فقط (إبراهيم عزت/ فرانس برس)
+ الخط -

فشل وكيل مجلس الشيوخ المصري، المدعوم من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهاء الدين أبو شقة، اليوم الجمعة، في الحفاظ على مقعده في رئاسة حزب "الوفد الجديد"، إثر خسارته أمام منافسه أستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة المنوفية، وعضو الهيئة العليا للحزب، عبد السند يمامة، بفارق 120 صوتاً، وفق ما أعلنته اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات رئاسة الحزب.

وحصل أبو شقة على 1548 صوتاً فقط، مقابل 1668 صوتاً ليمامة، الذي فاز برئاسة الحزب لمدة 4 سنوات مقبلة (2022-2026)، بعدما حظي بدعم كبير من معارضي الأول للإطاحة به من منصبه.

وامتد التصويت لرئاسة "الوفد الجديد" من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة في المقر الرئيسي للحزب، في ضاحية الدقي في محافظة الجيزة.

وضمت اللجنة المُشرفة على انتخابات رئاسة حزب "الوفد": سكرتير عام الحزب، فؤاد بدراوي، ونائب الرئيس، عيد هيكل، فضلاً عن قيادات الحزب محمد مدينة، وعباس حزين، وكاظم فاضل، ووجدى زين الدين، وأيمن محمد سيد.

وقال يمامة، عقب إعلان فوزه رسمياً: "اليوم طويت صفحة في حزب الوفد، وبدأت صفحة جديدة أول سطر فيها هو عودة الحزب إلى سابق عهده"، مستطرداً "أعد جميع الوفديين بالعمل والإخلاص لتحقيق الأهداف والبرامج المتعلقة بالحزب. ولا يوجد بيني وبين أحد خلافات، فلا إقصاء لأي شخص، وسنقبل بالرأي والرأي الآخر".

وأبو شقة يبلغ من العمر 82 عاماً، ونجله (محمد أبو شقة) هو المستشار القانوني لحملة السيسي الانتخابية منذ عام 2014، فيما أعلن نائب رئيس الحزب، هاني سري الدين، رفضه الترشح في الانتخابات على رئاسة الحزب، لافتقاد العملية الانتخابية لأدنى قواعد النزاهة والشفافية، متهماً رئيس الحزب الخاسر بـ"إقصاء الكثير من الوفديين، وضم آخرين لانتخابه مجدداً، فضلاً عن عدم تشكيل لجنة حيادية للإشراف على الانتخابات".

وتراجع أبو شقة، الذي يشغل منصب رئاسة الحزب منذ عام 2018، عن قرار استقالته من منصبه في أكتوبر/تشرين الأول 2020، على وقع الخلافات التي شهدها "الوفد" بسبب اختيارات ممثليه في ما يُعرف بـ"القائمة الوطنية"، المدعومة من أجهزة الأمن لحصد أغلبية مقاعد البرلمان، تحت رعاية حزب "مستقبل وطن".

وقرر أبو شقة الاستمرار في رئاسة الحزب عقب تسريب اسمه ضمن قائمة التعيينات في مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، واختيار نجله محمد عضواً في "اللجنة العليا للإصلاح التشريعي" المشكلة بقرار من السيسي، وكذلك اختيار ابنته أميرة عضوة في مجلس النواب عن "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين".

وكان حزب "الوفد" قد شهد خلافات حادة بين أعضاء هيئته العليا وأبو شقة، بسبب تمرير الأخير أسماء بعينها في القائمة الانتخابية المحسوبة على نظام السيسي، ومنها اسم ابنته أميرة، وعدد من نواب الحزب الحاليين في البرلمان، متجاهلاً بذلك ترشيحات الهيئة العليا وقرارها بالانسحاب من القائمة لاحقاً.

وفي فبراير/شباط 2021، قرر أبو شقة اختيار رجل الأعمال المتورط في قضايا فساد مالي سليمان وهدان رئيساً لهيئة الحزب في مجلس النواب، بدلاً من النائب المخضرم محمد عبد العليم داوود، الذي اتهم حزب "مستقبل وطن" بتوزيع الرشى الانتخابية على الناخبين للوصول إلى مقاعد البرلمان.

كما فصل أبو شقة 9 قيادات من الحزب فصلاً نهائياً، ومنعهم من دخول مقره، وهم: ياسر الهضيبي (عضو مجلس شيوخ)، ومحمد عبد العليم داوود (عضو مجلس نواب)، وطارق سباق، ومحمد عبده، وحسين منصور، ونبيل عبد الله، ومحمد حلمي سويلم، وحمدان الخليلي، وحاتم رسلان.

وجاء قرار فصل قيادات "الوفد" رداً على انتقاداتهم لبعض سياسات السلطة الحاكمة، الأمر الذي رفضه أبو شقة المتورط في واقعة اعتقال الأجهزة الأمنية لثلاثة من قيادات شباب الحزب بسبب انتقاداتهم له، وهم: راضي شامخ، وأشرف منصور، ومحمد مجدي فرحات، والذين أفرج عنهم في وقت لاحق.

يذكر أن أبو شقة هدد أعضاء الهيئة العليا للحزب في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بقوله على الملأ: "أنا بتاع الدولة، والأجهزة الأمنية. واللي هايعترض منكم هافصله، وأحبسه"، وذلك على خلفية تصاعد حدة الخلافات داخل الحزب بعد خسارة بعض القيادات في انتخابات الهيئة العليا، وفصل أبو شقة 6 قيادات منهم بمخالفة للائحة الحزب.