اليمن: معارك كرّ وفرّ غربيّ مأرب وخروقات واسعة لاتفاق الحديدة

اليمن: معارك كرّ وفرّ غربيّ مأرب وخروقات واسعة لاتفاق الحديدة

08 سبتمبر 2021
هجمات مضادة للجيش اليمني في مأرب (فرانس برس)
+ الخط -

شهدت الأطراف الغربية لمحافظة مأرب اليمنية، اليوم الأربعاء، معارك محتدمة، بعد هجمات مضادة للجيش اليمني على مواقع تمركز جماعة "أنصار الله"(الحوثيين) في مديرية صرواح، فيما اندلعت مواجهات بمختلف أنواع الأسلحة بين القوات اليمنية المشتركة، المدعومة إماراتياً، و"الحوثيين" في محافظة الحديدة المشمولة باتفاق استوكهولم الذي ترعاه الأمم المتحدة. 
وأعلن الجيش اليمني أن قواته مسنودة بالمقاومة الشعبية من رجال القبائل، شنّت، اليوم الأربعاء، "هجوماً كاسحاً على مواقع تمركز مليشيات الحوثي في جبهة الكسارة غربي مأرب"، وذلك بعد أيام من تموضعه في موقع الدفاع والتصدي للهجمات الحوثية. 
وأشار الجيش في بيان رسمي إلى أن المعارك أدت إلى دحر الحوثيين من عدة مواقع كانت تتحصن فيها المليشيات بجبهة الكسارة، وتحدث عن خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، دون الكشف عن رقم محدد للخسائر الحوثية. 

وتحدث البيان عن غارات مكثفة لطيران التحالف الذي تقوده السعودية، طاولت مواقع متفرقة خاضعة للحوثيين غربيّ مأرب، ما ألحق بها خسائر بشرية وتدمير 4 عربات عسكرية، بمن عليها من مقاتلين.  

ودخلت الجولة الجديدة من معارك مأرب أسبوعها الثاني، وسط نزف بشري واسع في صفوف الحوثيين والقوات الحكومية، دون إحراز أي تحول جوهري على الأرض، وخصوصاً في الجبهات الغربية، وفقاً لمصدر عسكري في القوات الحكومية صرّح لـ"العربي الجديد". 
وقال المصدر: "في صرواح المعارك ما زالت دون نتائج حقيقية (..) أحياناً تسيطر المليشيات الحوثية على تلة أو أحد المواقع المتقدمة، فيجري التحضير لهجوم من الجيش الوطني والمقاومة، ويُستعاد الموقع، وهكذا ما زالت المعارك كرّاً وفرّاً". 
وفيما أشارت مصادر عسكرية إلى أن خسائر "الحوثيين" خلال معارك اليومين الماضيين بلغت 60 قتيلاً، ذكر المصدر العسكري أن خسائر القوات الحكومية لم تتجاوز 20 قتيلاً. 
ويؤدي الطيران الحربي للتحالف السعودي دوراً بارزاً في تغيير مجرى المعارك، وأكد المصدر العسكري أن الغارات التي شنّها الطيران، أمس الثلاثاء، وتجاوزت 27 غارة، ساهمت في تراجع "الحوثيين إلى الخلف تحت الضربات المكثفة". 

وتراجعت الغارات الجوية، اليوم الأربعاء، بشكل نسبي، ووفقاً لقناة "المسيرة" الناطقة بلسان "الحوثيين"، فقد شنّ طيران التحالف 17 غارة على مأرب، 12 منها طاولت مديرية صرواح، فيما استُهدِفَت مديريتا رحبة وجبل مراد بـ5 غارات، دون الكشف عن حصيلة الخسائر البشرية جراء تلك الضربات. 
بعيداً عن مأرب، شهدت محافظة الحديدة المشمولة باتفاق استوكهولم، اليوم الأربعاء، خروقات واسعة بعد اشتباكات بين القوات المشتركة وجماعة "الحوثيين" بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. 
وتبادل الجانبان الاتهامات بالخروقات التي اندلعت في مديرية حيس. ففينما قالت القوات المشتركة إنها رصدت تحركات للمليشيات الحوثية صوب مدينة حيس من محورين قبل أن يُتعامَل معها، أشارت جماعة "الحوثيين" إلى أن القوات المدعومة إماراتياً، هي التي نفّذت زحفاً واسعاً على قرية الحيمة والمزارع المجاورة لها جنوبيّ منطقة الجبلية في مديرية التحيتا، واعتبرت ذلك خرقاً واضحاً لاتفاق السويد.
وأقرت القوات المدعومة إماراتياً بمقتل 2 من عناصرها وجرح 4 خلال المعارك، فيما لم تعلن جماعة "الحوثيين" أي خسائر في صفوفها.

حملة أمنية في تعز  
في مدينة تعز، جنوب غربيّ البلاد، نفذت السلطات الحكومية حملة أمنية لفتح طريق الأقروض التي تُعَدّ المنفذ الوحيد إلى مركز المدينة، بعد 4 أيام من قيام مسلحين محسوبين على الجيش الوطني بقطعها جراء خلاف على الجبايات. 
وقال مصدر أمني في تعز، لـ"العربي الجديد"، إن الحملة نجحت في إعادة فتح الطريق الحيوي وتدفق البضائع إلى مركز مدينة تعز، وذلك بعد اشتباكات مع العناصر المسلحة، أدت إلى مقتل مدني، وضُبط 12 مسلحاً. 
وأعلن محور تعز العسكري، في بيان، مساء اليوم الأربعاء، إزالة كل نقاط التفتيش العشوائية ابتداءً من منطقة الضباط، وصولاً إلى الأقروض الواقعة في خطوط التماس مع جماعة "الحوثيين"، حيث نُشرَت نقاط أمنية للشرطة العسكرية والأمن العام، لافتاً إلى أنه لن يُسمَح بأي نقاط عشوائية تبتزّ المواطنين وتعرقل حركة النقل.