اليابان قلقة بشأن الجيش الصيني وعلاقاته مع روسيا: أشد بيئة أمنية

اليابان تعبر في ورقة دفاعية عن قلقها بشأن الجيش الصيني وعلاقاته مع روسيا: أشد بيئة أمنية

28 يوليو 2023
توقعات بامتلاك الصين 1500 رأس نووي بحلول عام 2035 (Getty)
+ الخط -

صعّدت اليابان من انزعاجها بشأن أنشطة الصين في المنطقة، وعلاقاتها العسكرية المتنامية مع روسيا، ومطالباتها بتايوان، في ورقة دفاعية سنوية صدرت يوم الجمعة، وهي الأولى في إطار استراتيجية طوكيو الأمنية الجديدة التي تدعو إلى تعزيز عسكري كبير.

ووفقاً لإصدار 2023 من الكتاب الأبيض للدفاع الياباني الذي وافق عليه مجلس وزراء رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، فإنّ البيئة الأمنية الحالية هي الأسوأ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. إنها الأولى بموجب استراتيجية الأمن القومي التي اعتمدتها الحكومة في ديسمبر/ كانون الأول، مشيرة إلى الحاجة إلى تعزيز القدرة على الضرب بصواريخ بعيدة المدى مثل توماهوك، وهي خطة مثيرة للجدل يُنظر إليها على أنها خروج عن مبدأ الدفاع عن النفس في اليابان فقط بعد الحرب.

وبحسب التقرير المكوّن من 510 صفحات، فإنّ الصين وروسيا وكوريا الشمالية "لديها أشد البيئات الأمنية تعقيداً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية". ويقول التقرير إنّ موقف الصين الخارجي وأنشطتها العسكرية أصبحت "مصدر قلق جاد لليابان والمجتمع الدولي، وتشكل تحدياً استراتيجياً غير مسبوق".

وذكر التقرير أنّ روسيا والصين عززتا أيضاً العلاقات الاستراتيجية، مشيراً إلى أنّ الرحلات الجوية المشتركة المتكررة والملاحة المشتركة للسفن الحربية الصينية والروسية "تهدف بوضوح إلى إظهار القوة ضد اليابان، وتثير القلق الشديد" على أمن اليابان والمنطقة.

وأشار التقرير إلى قيام الصين وروسيا بخمس مناورات عسكرية مشتركة بمشاركة طائرات حربية على الأقل منذ عام 2019، بما في ذلك واحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. 

ولفت التقرير إلى توقعات بامتلاك الصين 1500 رأس نووي بحلول عام 2035 وتفوقها العسكري المتزايد على تايوان، الأمر الذي يثير التوترات الإقليمية، ويشكل تهديداً أمنياً، خاصة لجزر اليابان الجنوبية الغربية، بما في ذلك أوكيناوا.

العديد من السكان هناك لديهم ذكريات مريرة عن معركة أوكيناوا، حيث ضحى الجيش الياباني، في زمن الحرب بشكل أساسي، بالسكان المحليين، في محاولة لتأخير إنزال القوات الأميركية على الجزر اليابانية الرئيسية. ويشعر العديد من سكان أوكيناوا بالقلق من أنهم سيكونون أول من يعاني مرة أخرى، في حالة حدوث حالة طوارئ في تايوان.

وبينما دعا حاكم ديني تاماكي إلى تقليص القواعد الأميركية هناك، ومن أجل بذل جهود أكبر في الدبلوماسية والحوار مع بكين، عززت الحكومة المركزية دفاعات الجزر الجنوبية الغربية النائية، بما في ذلك إيشغاكي ويوناغوني، حيث جرى إنشاء قواعد جديدة للدفاع الصاروخي.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، زار كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو، إيشيغاكي، وأقرّ بالتحديات التي تواجه إجلاء السكان من الجزر النائية، وتعهد بتقديم دعم قوي. وطالب عمدة إيشيغاكي، يوشيتاكا ناكاياما، بتعزيز مرافق المطار والموانئ، وإنشاء ملاجئ تحت الأرض للسكان في حالة الطوارئ في تايوان.

وتدّعي الصين أنّ تايوان، المتمتعة بحكم ذاتي، هي أراضيها، ويجب ضمها بالقوة إذا لزم الأمر.

وقال التقرير إنّ الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الذي حدد في عام 2017 هدفاً لبناء "جيش على مستوى عالمي" بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، قد يحرّك الهدف إلى الأمام، مشيراً إلى دعوته للتقدم السريع لجيش التحرير الشعبي إلى المستوى العالمي في خطابه بمؤتمر الحزب الشيوعي في أكتوبر/ تشرين الأول.

ولفت التقرير إلى أنّ كوريا الشمالية تتقدم بسرعة في تطوير الأسلحة النووية والصاروخية وتشكل تهديداً أكثر خطورة ووشيكاً لليابان أكثر من أي وقت مضى. وأجرت كوريا الشمالية تجارب على إطلاق حوالي 100 صاروخ منذ بداية عام 2022، بما في ذلك صواريخ باليستية عابرة للقارات، وأشار التقرير إلى أنّ البلاد يُعتقد الآن أنّ لديها القدرة على شنّ هجمات نووية على اليابان والبر الرئيسي الأميركي.

ويأتي التقرير بعد سبعة أشهر من تبني حكومة كيشيدا استراتيجيات جديدة للأمن القومي والدفاع تنص على قرار لتعزيز القدرة العسكرية اليابانية، ومضاعفة ميزانية الدفاع بحلول عام 2027 إلى 43 تريليون ين (310 مليارات دولار).

(أسوشييتد برس)

المساهمون