الولايات المتحدة تحضّ تركيا على عدم شراء أسلحة روسية

الولايات المتحدة تحضّ تركيا على عدم شراء أسلحة روسية

02 أكتوبر 2021
تحدّت تركيا تحذيرات الولايات المتحدة عبر شرائها منظومة "إس-400" الروسية (الأناضول)
+ الخط -

حضّت الولايات المتحدة، الجمعة، أنقرة على عدم شراء أسلحة من موسكو، تحت طائلة تدهور علاقاتهما، بعد التوترات الناجمة عن شراء تركيا منظومة "إس-400" الروسية المضادة للطائرات.

وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي التقى الأربعاء نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، للمرة الأولى منذ 18 شهراً، عن احتمال تعزيز التعاون العسكري بين بلديهما.

وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، للصحافيين عند سؤالها عن زيارة أردوغان إلى سوتشي: "لقد حضضنا تركيا على كافة المستويات وفي كل المناسبات على عدم الاحتفاظ بمنظومة إس-400، والامتناع عن شراء أي معدّات عسكرية روسية إضافية".

وتابعت شيرمان أثناء زيارة إلى سويسرا: "نواصل إبلاغ تركيا بذلك بوضوح، والقول لها ما ستكون العواقب في حال ذهبت في هذا الاتجاه".

وأكّدت مرة جديدة أنّ منظومة "إس-400" "غير متوافقة، ولا يمكن استخدامها مع منظومات حلف شمال الأطلسي".

وصرّحت شيرمان: "تشكل تركيا في بعض الأحيان تحدياً. أنا متأكدة من أنهم (الأتراك) يعتبرون الولايات المتحدة في بعض الأحيان تحدياً. لكنهم حليف مهمّ في حلف الأطلسي".

مباحثات تركية - أميركية حول التعاون الأمني والدفاعي

وفي السياق، بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مع نظيره الأميركي لويد أوستن، قضايا التعاون الأمني والدفاع الثنائي والإقليمي. وجاء ذلك في اتصال هاتفي بين الوزيرين، الجمعة، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية.

وأكد الجانبان خلال الاتصال، أهمية التنسيق والتعاون الوثيق وتعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين.

وتحدّت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، تحذيرات الولايات المتحدة عبر شرائها منظومة "إس-400" الدفاعية، المضادة للطائرات من روسيا، ما أثار الخشية في الحلف من أن يسمح هذا العقد لروسيا بتحسين مهاراتها في مجال استهداف طائرات أميركية أو تلك التابعة لدول غربي أوروبا.

ورداً على ذلك، فرضت واشنطن عقوبات على أنقرة واستبعدتها عام 2019 من برنامجها للطائرات المقاتلة "إف-35"، الذي كانت تشارك فيه شركات تركية، وكانت تأمل أنقرة أن تحصل من خلاله على ما يصل إلى مئة طائرة.

وقال أردوغان، الخميس، إنّ علاقته مع الرئيس الأميركي جو بايدن "لم تبدأ بشكل جيد". وقبل وصوله إلى الحكم، وصف الرئيس الأميركي نظيره التركي بأنه مستبدّ، وأعرب عن دعمه للمعارضة التركية.

جاووش أوغلو: نصارح الروس ونخبرهم بما لا نتوافق عليه

وعلى صعيد العلاقات مع روسيا، صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، بأن بلاده لا تتردد في الكشف صراحة عن القضايا التي لا يتم التوافق عليها مع روسيا.

وجاء ذلك خلال كلمة لدى مشاركته في اجتماع لـ"ممثلي عالم الأعمال ومنظمات المجتمع المدني بولاية آيدن"، غربي تركيا، الجمعة.

وقال جاووش أوغلو، إن النظام الدولي غير كاف لحل النزاعات والمشكلات، مشدداً على ضرورة اتخاذ مبادرات إقليمية لحلها، بدلاً من انتظار المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة.

وأضاف موضحاً: "على غرار مساهمة تركيا في حل المشكلات بمنطقتها واتخاذها زمام المبادرة، وإبراز قوتها على الطاولة (المفاوضات) وفي الميدان عند الاقتضاء". وأكد وقوف تركيا إلى جانب أذربيجان في معارك تحرير إقليم كاراباخ، وليبيا، وإدلب السورية.

وأوضح جاووش أوغلو، أن تركيا عضو في حلف شمالي الأطلسي، وأنها طورت علاقاتها مع روسيا. وتساءل: "لماذا علينا الاختيار بين اثنين (روسيا والولايات المتحدة)؟ نحن حليف قوي في الناتو ونفي بالتزاماتنا".

واستدرك: "لكن الحلفاء لا يمنحوننا المنتجات اللازمة في الصناعات الدفاعية عندما نحتاج إليها. هم يفرضون القيود، ونحن نذهب إلى خيارات أخرى، نشتري وننتج". وأردف: "نواجه الروس ونخبرهم صراحة بشأن القضايا التي لا نتوافق عليها. لا نعترف بضم شبه جزيرة القرم (عام 2014)، وندعم وحدة أراضي أوكرانيا وجورجيا. لا نخفي سياساتنا هذه، فهي واضحة".

وشدد أوغلو، على ضرورة اتباع سياسة خارجية منفتحة وشفافة وقائمة على المبادئ. وبين أن بلاده افتتحت 123 ممثلية دبلوماسية في السنوات العشرين الأخيرة.

(فرانس برس، الأناضول)