النواب الأميركي يحقق بالهجوم الإلكتروني: تحذير من "تداعيات مدمرة"

18 ديسمبر 2020
+ الخط -

أعلنت لجنتا الرقابة والإصلاح والأمن الداخلي بمجلس النواب الأميركي، الخميس، أنهما فتحتا تحقيقاً في الهجوم الإلكتروني الذي طاول وكالات حكومية، ويشتبه أن تكون روسيا مسؤولة عنه.

وقال رئيسا لجنتي الأمن الداخلي بيني طومسون، والرقابة والإصلاح كارولين مالوني إنه بينما تستمرّ التحقيقات الفيدرالية في القضية، فإنّ هذا الاختراق الإلكتروني الأخير قد تكون له "تداعيات مدمّرة" على الأمن القومي الأميركي.

وطلبت اللجنتان من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" كريستوفر راي، والقائم بأعمال وزير الأمن الداخلي تشاد وولف، تزويد اللجنة بأي تقييمات للأضرار الناجمة عن هذا الهجوم، بما في ذلك التحليلات الموقتة، في أقرب وقت ممكن عملياً. كما طالبتا ببيان سري موجز في هذا الشأن، اليوم الجمعة.

اختراق شبكات إدارة الترسانة النووية

ونقل موقع "بوليتكو" عن مسؤولين أميركيين، تأكيدهم أنّ الإدارة الوطنية للأمن النووي اختُرِقَت خلال الهجمات الإلكترونية الأخيرة، لافتين إلى أنّ هناك أدلة على أنّ القراصنة اخترقوا شبكات إدارة الترسانة النووية.

وقال مسؤولون أميركيون، وفق المجلة، إنّ القراصنة ألحقوا ضرراً بالهيئة الفدرالية لتنظيم الطاقة، أكثر من باقي الوكالات، لافتين إلى أنّ المسؤولين هناك لديهم أدلة على نشاط ضار للغاية، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الطاقة، شايلين هاينز، وفق "الأناضول"، إنّ القراصنة لم يصلوا بعد إلى أنظمة الدفاع المهمة، مضيفة "في التحقيق الحالي، علمنا أنّ البرامج الضارة قد تم عزلها عن شبكات الأعمال، ولا تؤثر على وظيفة الأمن القومي للوزارة، بما في ذلك إدارة الأمن النووي".

استهداف ولايات أميركية

في غضون ذلك، تحدثت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية عن أنّ وكالة الأسلحة النووية الأميركية، وثلاث ولايات على الأقل، تمّ اختراقها، كجزء من الهجوم السيبراني الروسي المحتمل الذي استهدف عدداً من الوكالات الحكومية الفدرالية، وفق ما أكده مسؤولون مطلعون على المسألة، ما يشير إلى توسيع نطاق واحدة من أكبر عمليات اختراق الأمن السيبراني في الذاكرة الحديثة.

وقال مصدران مطلعان على التحقيق الحكومي الأوسع في الهجوم، وفق "بلومبيرغ"، إنّ ثلاث حكومات ولايات تم اختراقها، إلا أنهما لم يحدّدا الولايات. وأكد مصدر ثالث مطلع على التحقيق اختراق حكومات ولايات، من دون تحديد عددها.

"مايكروسوفت" هدف أيضاً

وتحدثت شركة "مايكروسوفت" الخميس من جهتها، عن أنها اكتشفت برمجيات خبيثة في أنظمتها على صلة بهجوم إلكتروني واسع النطاق، كشف عنه مسؤولون أميركيون هذا الأسبوع، مما يضيف هدفاً تكنولوجياً كبيراً إلى قائمة متزايدة من الوكالات الحكومية التي تعرضت للهجوم.

وتستخدم "مايكروسوفت" برمجيات "أوريون"، وهي برمجيات لإدارة الشبكات تستخدم على نطاق واسع من إنتاج شركة "سولارويندز"، والتي استخدمت في الهجمات التي يشتبه بأنها روسية على وكالات حيوية أميركية وأهداف أخرى.

وقال متحدث باسم الشركة "مثل عملاء سولارويندز الآخرين، كنا نبحث بنشاط عن دلائل على وجود هذا الفاعل"، مؤكداً رصد برمجيات خبيثة مرتبطة ببرمجيات "سولارويندز" وأن "مايكروسوفت" قامت بعزلها وحذفها. وأضاف أن الشركة لم تجد ما يدل على أن "أنظمتنا قد استخدمت لمهاجمة آخرين".

وقال أحد المطلعين على حملة التسلل الإلكتروني، وفق "رويترز"، إن المتسللين استغلوا خدمات "مايكروسوفت" السحابية بينما تجنبوا البنية التحتية للشركة.

ولم ترد "مايكروسوفت" على أسئلة "رويترز" بخصوص هذا الأسلوب، غير أنّ مصدراً آخر مطلعاً قال إن وزارة الأمن الداخلي لا تعتقد أنه جرى استخدام "مايكروسوفت" كوسيلة رئيسية لنشر العدوى.

وتواصل "مايكروسوفت" والوزارة، التي قالت يوم الخميس إن المهاجمين استخدموا وسائل متعددة للاختراق، التحقيقات.

وقالت وزارة الأمن الداخلي في نشرة إنّ المتسللين استخدموا أساليب أخرى إلى جانب تحديثات خبيثة لبرمجيات "سولارويندز"، التي تستخدمها مئات الآلاف من الشركات والوكالات الحكومية.

ووصف الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الخميس، حملة التسلل الإلكتروني التي استهدفت شبكات الحكومة، في الآونة الأخيرة، بأنها مبعث "قلق كبير"، وتعهد بالتحرك سريعاً للردّ عليها بمجرد توليه الرئاسة الشهر المقبل، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز".