النظام السوري يسمح لبعض سكان جنوب دمشق بالعودة

النظام السوري يسمح لبعض سكان جنوب دمشق بالعودة إلى مناطقهم

05 سبتمبر 2021
النظام تعمّد تدمير مخيم اليرموك وتهجير أهله(محمد عبدالله/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت محافظة ريف دمشق، أنه اعتباراً من اليوم الأحد، يبدأ استلام طلبات أهالي مدينة الحجر الأسود جنوبي العاصمة السورية، المتعلقة بملء الاستمارات الخاصة بعودتهم إلى المدينة، للمباشرة في تأهيل منازلهم وترميمها، بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات ذات الصلة.
وقال رئيس المجلس المحلي لمدينة الحجر الأسود، خالد خميس، إنه على الأهالي القاطنين في الحجر الأسود اصطحاب الأوراق الثبوتية المصدّقة التي تؤكد ملكيتهم للمنازل، مع بيان عائلي وصور للبطاقات الشخصية، ليتمكنوا من تعبئة الاستمارة، وفق وكالة "سانا" التابعة للنظام.
وقال خميس إن "أعمال البنى التحتية لا تزال مستمرة، استعداداً لاستقبال الأهالي، وأنه تم إنجاز جزء كبير منها، ولا سيما الصرف الصحي والمياه، والعمل جار على تأهيل شبكة الكهرباء"، لافتاً إلى أنه "أثناء عودة الأهالي ستتم المباشرة في تأهيل المدارس وتجهيزها لعودة الطلاب إليها".

 وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية موالية، قال خميس إن نسبة إنجاز الأعمال في حيي تشرين والثورة في الحجر الأسود بلغت 90% من تنظيف وترحيل الردميات، كما تم إنجاز 70% من عملية تنظيف الأحياء الفرعية في حيي تشرين والثورة.
ويقدّر عدد قاطني الحجر الأسود بنحو 200 ألف شخص، أغلبهم من أهالي الجولان المحتل وخليط من العديد من سكان المحافظات السورية ومن اللاجئين الفلسطينيين، ويعتبر من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في مدينة دمشق. 
ويقول ناشطون إن قوات النظام عمدت إلى تدمير المدينة بشكل مقصود لمنع عودة الأهالي المهجرين إليها، وذلك خلال عملياتها العسكرية ضد تنظيم "داعش" الذي كان يسيطر عليها مع مخيم اليرموك عام 2018. 
كما أطلق مجلس محافظة ريف دمشق، نهاية الأسبوع الفائت، مشروعاً لإزالة الأنقاض وركام المنازل المدمرة من المنطقة الواقعة على أطراف بلدة يلدا وحي التضامن، جنوب العاصمة دمشق.
وذكر موقع "صوت العاصمة"، أن آليات مجلس المحافظة بدأت بإزالة الأنقاض وترحيلها من شارع دعبول الواصل بين يلدا ودف الشوك مروراً بحي التضامن، مشيراً إلى أن المشروع يشمل محيط المستشفى الياباني ودوار فلسطين في مخيم اليرموك، وأن خطة المحافظة تهدف إلى إعادة فتح طريق مخيم فلسطين باتجاه دوار البطيخة في مخيم اليرموك.

وحسب الموقع، فإن المجلس البلدي في يلدا، وعد بإعادة أهالي وقاطني المنطقة المحيطة بالمشفى الياباني مع بداية العام الدراسي الحالي، مشيراً إلى أن عدد العائلات المؤهلة للعودة يتجاوز 500 عائلة. 
كما قدم المجلس وعوداً أيضاً بإعادة جزء من أهالي شارع دعبول وحي سليخة وشارع نسرين بعد انتهاء مشروع المحافظة، مشيراً إلى أن عدداً من العائلات القاطنة في الأحياء المذكورة، حصلوا على موافقات أمنية تتيح لهم العودة إلى منازلهم، موضحاً أن معظمهم من عائلات المتطوعين في صفوف الفرقة الرابعة والمليشيات الفلسطينية الموالية للنظام.
وبحسب المراسل، فإن المحافظة فتحت باب التقدم بطلبات لإعادة ترميم المنازل المدمرة بشكل جزئي، مبيّناً أن هذه الطلبات متعلقة بالعائلات الحاصلة على الموافقات الأمنية فقط.
وكانت محافظة دمشق أعلنت عن خطوات مشابهة، في وقت سابق، بشأن عودة الأهالي إلى مخيم اليرموك جنوب العاصمة، لكن حتى الآن لم تتم العودة إلا لعدد محدود من العائلات، من أصل نحو نصف مليون شخص كانوا يقطنون المخيم. 
ويلفت ناشطون إلى أن معظم العائلات فقدت الأوراق الثبوتية الخاصة بعقاراتهم خلال فرارهم من منازلهم، ما يجعلهم غير قادرين على إثبات ملكية منازلهم. كما أن الحصول على الموافقات الأمنية يعد عملية عسيرة ويتجنبها الكثير من السكان ممن يخشون تعرّضهم للتوقيف أو المساءلة، بسبب الاتهامات المسبقة من جانب أجهزة النظام الأمنية لسكان تلك المناطق، باعتبار أن مناطقهم كانت معاقل للمعارضة السلمية والمسلحة ضد النظام.
كما يتهم ناشطون فلسطينيون سلطات النظام السوري بتعمد تدمير المخيم خلال المعارك مع تنظيم "داعش" عام 2018، بهدف تهجير سكانه ومنع عودتهم إليه مستقبلاً، في إطار خططها للتغيير الديمغرافي. وبالفعل، فإن نسبة كبيرة من سكان مخيم اليرموك والحجر الأسود ومجمل مناطق جنوب دمشق، هاجروا إلى خارج سورية نحو تركيا وأوروبا، بعد تدمير بيوتهم.

ضرب الحوار الكردي الكردي

إلى ذلك، تعرّض، اليوم الأحد، مكتب لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، أحد أحزاب المجلس الوطني في مدينة الدرباسية أقصى شمال شرق سورية، لتفجير، بالتزامن مع هجوم شنته مجموعة من أنصار الحزب وشبيبة الثورة على مكتب قناة روداو في مدينة القامشلي.
وربط عضو المجلس الوطني الكردي، شلال كدو، الهجوم بالحوار الكردي الكردي، معتبراً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "حزب الاتحاد الديمقراطي يبحث عن طوق نجاة للهرب من الضغوطات الأميركية لاستئناف الحوار".
وقال كدو "بالتزامن مع الضغط الأميركي لاستئناف الحوار الكردي الكردي يستمر حزب الاتحاد الديمقراطي في تسميم المناخات وتدميرها من خلال ممارسات مافيوية مشينة، فقد ألقى قنبلة يدوية على مقر المجلس الوطني الكردي في مدينة الدرباسية، فجر هذا اليوم، لتحول محتوياته إلى رماد، في محاولة للقضاء على المساعي الأميركية الهادفة إلى استئناف الحوار".
وأضاف كدو "أن حزب الاتحاد الديمقراطي يبحث عن مَهرَب أو طوق نجاة من الضغوطات الأميركية الرامية إلى تشكيل إدارة مشتركة من أبناء المنطقة، لذلك يحاول بشتى السبل والوسائل ضرب هذه المساعي، من خلال ممارسات منظماته الرديفة التي أنيط بها تدمير الحوار الكردي الكردي، وكذلك الحوار بين المكونات وتشكيل إدارة مشتركة".
بدوره، علق سكرتير حزب يكيتي، سليمان أوسو، وهو عضو في المجلس الوطني الكردي، على الهجوم الذي تعرّض له مكتب الحزب في الدرباسية، واصفاً إياه بأنه "عمل ارهابي جبان".
وقال إن "مجموعة مهاجمة حطمت واجهات المكتب وكل المقتنيات فيه". 
وأردف "ستبقى الدرباسية تقاوم بأحزابها وعشائرها ولن ترهبها هذه الأعمال الإرهابية الجبانة، كل التضامن مع مجلسنا المحلي في الدرباسية".