"ملاذ الحلفاء".. واشنطن تبحث عن دول لإيواء آلاف المتعاونين الأفغان

"ملاذ الحلفاء".. واشنطن تبحث عن دول لإيواء آلاف المتعاونين الأفغان

14 اغسطس 2021
دول مترددة في استقبالهم بسبب مخاوف بشأن دقة الفحصين الأمني والصحي (Getty)
+ الخط -

قال أربعة مسؤولين أميركيين لوكالة "رويترز"، إن إدارة الرئيس جو بايدن تُجري محادثات سرية مع عدد من الدول أكبر مما هو معروف، في محاولة يائسة لتأمين اتفاقات توفر المأوى مؤقتاً للأفغان المعرَّضين للخطر الذين كانوا يتعاونون مع الحكومة الأميركية.

وتسلّط المناقشات التي لم يُسمع عنها من قبل مع دول مثل كوسوفو وألبانيا الضوء على رغبة إدارة بايدن في حماية الأفغان الذين ارتبطوا بالولايات المتحدة من انتقام حركة طالبان، إلى حين استكمال الموافقة على تأشيراتهم الأميركية.

وفي الوقت الذي تُحكم فيه "طالبان" قبضتها على أفغانستان بسرعة، أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها سترسل 1000 فرد إلى قطر لتسريع إجراءات حسم طلبات الحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة.

ويحق للأفغان الذين عملوا مترجمين فوريين وفي وظائف أخرى للحكومة الأميركية التقدم للبرنامج.

وأُجلي حتى الآن حوالى 1200 أفغاني إلى الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يزيد العدد إلى 3500 في الأسابيع المقبلة بموجب "عملية ملاذ الحلفاء"، فيما ذهب البعض إلى قاعدة عسكرية أميركية في فرجينيا لاستكمال أوراقهم، وتوجه آخرون مباشرة إلى مضيفين أميركيين.

وبدافع من الخوف من أن تؤدي مكاسب "طالبان" إلى زيادة التهديد لحياة المتقدمين للحصول على التأشيرات وما زالوا ينتظرون فحصها، تبحث واشنطن عن دول ثالثة لاستضافتهم إلى حين الانتهاء من نظر أوراقهم ليتسنى لهم السفر إلى الولايات المتحدة.

وقالت كريش أومارا فيناراجاه، رئيسة المنظمة اللوثرية لخدمات الهجرة واللاجئين: "من المقلق للغاية غياب خطة حقيقية لإجلاء الحلفاء الذين أصبحوا عرضة للضرر"، مضيفة: "إنه لأمر محيّر لماذا استغرقت الإدارة كل هذا الوقت في تأمين هذه الاتفاقات".

دول مترددة 

قال مسؤولان أميركيان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، إن الدول مترددة في استقبال الأفغان بسبب مخاوف بشأن دقة الفحص الأمني والفحص الصحي الخاص بكوفيد-19 قبل السماح لهم بالتوجه إليها.

وكانت إدارة بايدن تستكشف إقناع كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان باستقبال آلاف المتقدمين، لكن هذه الجهود لم تحرز تقدماً يُذكر.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن "هناك مخاوف قد تتوقعها، وهي من هم هؤلاء الأشخاص؟ كيف تعرف هؤلاء الأشخاص؟ هل يمكن أن تضمن حصولهم على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة؟ من الذي سيرعى هؤلاء ويقوم بإطعامهم (..) ماذا يحدث إذا خرج هؤلاء الأشخاص من هذه المنشأة التي نقلوا إليها؟". 

ويحذّر المسؤولون من أن وتيرة أي اتفاقيات محتملة قد تتعثر بسبب الوضع الذي يتغير بسرعة في أفغانستان.

وقال مسؤولون إنّ إحجام بعض الدول دفع الإدارة إلى مناشدة دول أخرى قد تكون على استعداد للمساعدة إذا قدمت واشنطن بعض الدعم.

وقالت مصادر إنّ الولايات المتحدة عرضت امتيازات اقتصادية وسياسية على كوسوفو لاستقبال عدة آلاف من الأفغان، لكن هناك مخاوف في واشنطن بشأن قدرتها على إيواء الأفغان.

ولم تردّ وزارة الخارجية في كوسوفو على طلب للتعليق، ولم تردّ أيضاً سفارات ألبانيا وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان على الفور على طلب للتعليق.

وزير الهجرة الكندي: الوضع في أفغانستان مفجع وكندا لن تقف مكتوفة

 


ولا يمثل 1200 أفغاني جرى إجلاؤهم سوى جزء بسيط من 21 ألف شخص تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات هجرة خاصة، حيث لا تزال إدارة بايدن تواجه صعوبة في العثور على أماكن مؤقتة لمن جرى إجلاؤهم.

ويقدّر البعض العدد الإجمالي للأشخاص المؤهلين للإجلاء في إطار برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة بما يراوح بين خمسين ألفاً وثمانين ألفاً عندما يجري تضمين أفراد الأسرة.

وقال جيمس ميرفالديز رئيس مجلس إدارة منظمة "نو وان ليفت بيهايند"، وهي منظمة تساعد المتقدمين لتأشيرات الهجرة الخاصة في الوصول إلى الولايات المتحدة، إنه يبدو أنه لا توجد الآن فرصة تذكر لإجلاء معظم المتقدمين لهذه التأشيرات.

 وميرفالديز ضابط صف احتياطي بالجيش الأميركي خدم في العراق وأفغانستان.

ويتابع أعضاء الكونغرس هذه القضية من كثب، بمن فيهم حلفاء بايدن، إذ قالت النائبة الديمقراطية سارة جاكوبس: "علينا أن نفي بوعودنا لآلاف الأفغان الذين خاطروا بحياتهم لمساعدتنا (..) حان الوقت لكي تتخلى (إدارة) بايدن عن الروتين وتنجز ذلك".

كندا ستستقبل 20 ألف لاجئ أفغاني

أعلنت كندا الجمعة أنّها ستستقبل ما يصل إلى 20 ألف لاجئ أفغاني بينهم نساء وعاملون في الحكومة وسواهم ممّن يواجهون تهديدات من حركة طالبان، مع تقدّم الحركة في كلّ أنحاء البلاد للسيطرة على المدن الكبرى.

وقال وزير الهجرة ماركو مينديسينو في مؤتمر صحافي إنّ "الوضع في أفغانستان مفجع، وكندا لن تقف مكتوفة".

وسيشمل القرار الكندي الأفغان "الأكثر ضعفاً" الذين ما زالوا في البلاد أو فرّوا إلى دول مجاورة، وبينهم نساء وموظّفون حكوميّون ومدافعون عن حقوق الإنسان وأقلّيات مضطهدة وصحافيّون.

وأشار مينديسينو إلى أن طائرات عدة، على متنها طالبو لجوء غادرت بالفعل، وأن طائرة أولى حطّت الجمعة في تورونتو.
من جهته، قال وزير الدفاع الوطني هارجيت ساجان، إن "طائرة تابعة للقوات المسلحة الكندية هبطت بالفعل في تورونتو بعد ظهر الجمعة، وعلى متنها مجموعة من الرعايا الأفغان الذين ساعدوا البلاد في ما مضى".

وفي ضوء تقدّم "طالبان" نحو العاصمة كابول، قال مسؤولون إنّ القوّات الكنديّة الخاصّة تشكّل جزءاً من خطط طوارئ لنقل موظفي السفارة الكندية جواً، لكن لم تُقدَّم تفاصيل بسبب الطبيعة الحساسة للعملية الأمنية.

(رويترز، فرانس برس)