المغرب يطالب فرنسا بأرشيف عبد الكريم الخطابي

المغرب يطالب فرنسا بأرشيف عبد الكريم الخطابي

27 يناير 2022
تمكن الخطابي من إلحاق هزيمة بالإسبان في معركة أنوال في 1921(Getty)
+ الخط -

طالب المغرب السلطات الفرنسية باسترجاع أرشيف عبد الكريم الخطابي، قائد الثورة في الريف في بداية القرن الماضي ضد الاستعمار الإسباني.

وكشف "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" (هيئة دستورية تعنى بحماية حقوق الإنسان والنهوض بها)، الخميس، عن أن رئيسته آمنة بوعياش وجهت مذكرة كتابية إلى الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي، التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية، تحث من خلالها على أهمية استرجاع المغرب لأرشيف الراحل محمد بن عبد الكريم الخطابي، بغرض الحفاظ على الأرشيف الوطني والذاكرة المغربية الجماعية.

وحسب المجلس، فإن مراسلته للسلطات الفرنسية تأتي دعماً لطلب في الموضوع سبق أن وجهته مؤسسة أرشيف المغرب للأرشيف الدبلوماسي من أجل استرجاع الوثائق الأصلية للمرحوم عبد الكريم الخطابي التي توجد بحوزتها، بعدما استحوذت الجيوش الفرنسية عليها سنة 1926، في سياق المبادرات المشتركة للمؤسستين الرامية للنهوض بالأرشيف المغربي، خاصة في إطار "وحدة حفظ الذاكرة والنهوض بالتاريخ المغربي بكل روافده".

وقاد الخطابي الثورة ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي، وتمكن من إلحاق هزيمة نكراء بالإسبان في معركة أنوال يوم 22 يوليو/تموز 1921، ليعلن بعدها عن حكومة خاصة بمنطقة الريف في 18 سبتمبر/أيلول من نفس السنة، دون التنكر لسلطان المغرب، هدفت إلى عدم الاعتراف بالحماية الفرنسية على المغرب، وجلاء الإسبان من المناطق المحتلة في شمال المغرب.

وأثارت تحركات الخطابي وانتصاراته حفيظة الفرنسيين، فقرروا التدخل من أجل دعم الإسبان، والعمل على إجهاض ثورته لما مثلته من مخاطر على نفوذها، باعتبارها ملهمة للمقاومين المغاربة في باقي الجهات، ولمقاومي دول شمال أفريقيا في ذلك الوقت.

وتمكن الخطابي من الوقوف في وجه التحالف العسكري الفرنسي الإسباني، الذي وظّف كل ما لديه من إمكانات عسكرية، من أبرزها الأسلحة الكيميائية، إلى حدود عام 1926، حينما اضطر للاستسلام حفاظا على أرواح سكان الريف، معلنا تخليه عن مشروع "جمهورية الريف"، ونادى باستقلال كامل التراب المغربي، ما دفع الاستعمار الفرنسي إلى نفيه مع عائلته وبعض أتباعه إلى جزيرة "لارينيون" النائية في المحيط الهندي.

غير أن قائد ثورة الريف تمكن في عام 1947 أثناء توقف الباخرة التي كانت تقلّه إلى فرنسا، في ميناء بورسعيد المصري، من الحصول على اللجوء السياسي من الملك فاروق، لتبدأ معها مرحلة جديدة من مسار مقاومته للاستعمار من خلال دعمه، عبر راديو "صوت العرب"، للحركات التحررية في شمال أفريقيا وباقي الدول العربية والإسلامية، وكذا من خلال تأسيس لجنة "تحرير المغرب العربي"، التي تولى رئاستها، في عام 1947.