المغرب: غضب شعبي عارم ضد مجزرة مجمع الشفاء الطبي في غزة
المغرب: غضب شعبي عارم ضد مجزرة مجمع الشفاء الطبي في غزة
- بعد انسحاب الاحتلال، كُشف عن دمار واسع ومقتل مئات المدنيين بمجمع الشفاء، مع تدمير كبير للبنية التحتية الطبية.
- تظاهرات في طنجة بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني، رافعةً الأعلام الفلسطينية والمغربية ومطالبة بحماية المدنيين ورفع الحصار عن غزة، في إطار دعم المقاومة الفلسطينية.
شارك ناشطون مغاربة في وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالعاصمة المغربية الرباط، أمس الاثنين، تنديداً بمجازر الاحتلال الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة حيث استشهد واعتُقل أكثر من 700 مدني فلسطيني.
وعبر المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، التي دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" ( غير حكومية) عن غضبهم وإدانتهم الشديدة لـ"العمل الإرهابي النازي لجيش الاحتلال الصهيوني في حق المدنيين وتدمير مجمع الشفاء الطبي"، وعن استنكارهم الشديد لـ"الصمت والتخاذل الرسمي العربي والإسلامي والذي يشكل غطاء لمزيد من العدوان وحرب الإبادة الجماعية للمدنيين في غزة".
وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي ومن المناطق المحيطة به بعد أسبوعين من اقتحامه وإغلاق المنطقة ليتبين حجم المجازر التي نفذها الاحتلال، حيث تم العثور على مئات من جثامين الشهداء في المجمع وفي محيطه، فضلاً عن دمار واسع خلّفه الاقتحام.
وأوضحت مصادر طبية من داخل المجمع الطبي أن جيش الاحتلال دمر عدة طوابق من المباني، خصوصاً في مبنى الجراحات التخصصية الذي أحرقه بالكامل، كما أحرق مبنى الاستقبال والطوارئ الرئيسي، ودمر عشرات من غرفه وجميع الأجهزة الطبية فيه، وأحرق أيضاً مباني الكلى والولادة والسرطان والحروق، وثلاجات دفن الموتى، ودمر مبنى العيادات الخارجية تماماً.
قدّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عدد الشهداء الذين خلّفهم اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي بأكثر من 400 فلسطيني، فضلاً عن تدمير وحرق 1050 منزلاً في محيط المجمع.
وهتف المشاركون في الوقفة بهتافات وشعارات تندد بالعدوان على غزة وباستهداف المدنيين وبمسلسل التدمير والتجويع الذي ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
"غزة انتصرت رغم التدمير"
كما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصوراً لمجازر جيش الاحتلال ولافتات كتب على إحداها "رغم القتل والتدمير والتجويع غزة انتصرت والعدو الصهيوني إلى زوال"، مطالبين بالوقف الفوري لإطلاق النار على القطاع المحاصر والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
ودعا المحتجون المنظمات الأممية والحقوقية الدولية وكل الأحرار في العالم إلى حماية المدنيين من جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بإسقاط التطبيع ووقف كل الاتفاقيات المبرمة مع تل أبيب.
وبالتزامن مع الوقفة الاحتجاجية، خرجت في مدينة طنجة، شمالي البلاد، تظاهرة حاشدة بمناسبة الذكرى الـ48 ليوم الأرض الفلسطيني، الذي حل هذه السنة في ظل ما تعانيه غزة من تقتيل وتشريد وتجويع وحرب إبادة.
ورفع المشاركون في مسيرة طنجة الأعلام الفلسطينية والمغربية وصور الأقصى وضحايا الحرب بغزة، مرددين شعارات تطالب بحماية المدنيين بالقطاع، ومنع إسرائيل من خططها لتجويع وتهجير الفلسطينيين، ورفع الحصار عن القطاع، كما هتفوا بشعارات تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل.
وقال عضو المكتب المركزي لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (إحدى مكونات الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع) محمد الرياحي لـ"العربي الجديد"، إن "الفعالية الكبرى والحاشدة التي نُظمت بطنجة هي استمرار للحراك التضامني الذي انطلق منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في مدن الشمال، ومنها مدينة طنجة التي نظمت المئات من الفعاليات من وقفات ومسيرات ومواكب للسيارات والدراجات والحافلات في مشهد تضامني متفرد وغير مسبوق".
وأوضح أن هذه المسيرة التي جابت شوارع مدينة طنجة "نظمت للتأكيد على الدعم الشعبي لمعركة (طوفان الأقصى) وللمقاومة الصامدة في مواجهتها للكيان المحتل وراعيته أميركا، ولتجديد الرفض لكل الخطوات التطبيعية التي دشنها النظام المغربي منذ توقيع اتفاقية التطبيع المشؤومة وما تبعها من اتفاقيات شملت العديد من المجالات الحيوية".
ويشارك المغاربة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في فعاليات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي، كان من أبرزها المسيرة المليونية التي نظمت في الـ15 من الشهر نفسه بالعاصمة الرباط.
