المحتجون في السويداء يمنحون النظام السوري مهلة للاستجابة لمطالبهم

المحتجون في السويداء يمنحون النظام السوري مهلة للاستجابة لمطالبهم

12 فبراير 2022
احتجاجات السويداء جاءت على خلفية تردي الوضع المعيشي (العربي الجديد)
+ الخط -

يتواصل التوتر في محافظة السويداء، جنوبي سورية، بعد أيام من الاحتجاجات الشعبية ضد تردي الأحوال المعيشية، وسط دعوات من شيوخ الطائفة الدرزية لتدويل القضية، فيما تعرضت قوات النظام السوري في البادية السورية لمزيد من الهجمات من جانب مجهولين يعتقد انهم ينتمون لتنظيم "داعش" الإرهابي، وسط غارات شنتها الطائرات الحربية الروسية استهدفت عناصر التنظيم في البادية.

وذكرت شبكة "السويداء 24"، أن منظمي الحراك الشعبي قرروا وقف الاحتجاجات ضد تردي الأحوال المعيشية مؤقتا وإعطاء فرصة لحكومة النظام السوري لتنفيذ وعودها، وأصدروا بيانا قالوا فيه إنهم قرروا إعطاء "مهلة لتنفيذ قرارات أهلنا المحقة ضمن دولة القانون والمؤسسات لا دولة الفساد والمفسدين".

وأضاف البيان: "هذا لا يعني أننا توقفنا عن حراكنا الشعبي، فنحن مستمرون، ولكن لن نسمح لأحد بأن يفوت علينا هذه الوقفة لغايات ومقاصد نحن لا نسعى لها. وبعد هذه المهلة يتم التعامل حسب معطيات الواقع".

من جهة أخرى، دعا مسؤول كبير في الطائفة الدرزية لتدويل قضية الوضع في السويداء في المحافل الدولية لحماية المدينة من بطش النظام.

احتجاجات السويداء (العربي الجديد)

وذكر موقع "السويداء ANS "، أن الشيخ موفق طريف الرئيس الروحيّ للطائفة الدرزية، دعا خلال اجتماعٍ عقده في قرية كفر ياسيف الفلسطينية إلى ضرورة تجنيد الرأي العالمي وطرح موضوع الجبل عبر المحافل الدولية، وخاصةً أمام القوى العاملة في سورية ومجلس الأمن الدولي، وذلك من أجل ضمان عودة الأمن والأمان إلى سكان الجبل.

احتجاجات السويداء (العربي الجديد)

ولفت الموقع إلى أنه جرى خلال الاجتماع الذي حضره عدد من الشخصيات ورؤساء السلطات المحلية وناشطون من مختلف القرى الدرزية، عرض الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في السويداء، وفق اتصالات كانت قد جرت في الأيام الأخيرة مع الجهات الدينية والشعبية في السويداء، حيث جرى التوافق على استمرار تقديم المساعدات الإنسانية وضمان وصولها إلى المستحقين.

وكان النظام السوري دفع خلال اليومين الماضيين بتعزيزات أمنية كبيرة إلى السويداء، ما اعتبره الشارع تلويحاً باستخدام القوّة. وعلى مدار أسبوع، شهدت محافظة السويداء احتجاجات يومية، ضد سياسات النظام التي تسببت في وصول الأوضاع المعيشية في البلاد الى درجة غير مسبوقة من التردي.

قتلى من النظام السوري و"قسد" و"داعش"

من جهة أخرى، تعرضت قوات النظام السوري في البادية السورية لمزيد من الهجمات من جانب مسلحين مجهولين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم "داعش".

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن مسلحين هاجموا بأسلحة خفيفة ومتوسطة رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات النظام خلال توجهه من مدينة حمص إلى مطار التيفور في ريفها الشرقي، ويعتقد أنهم تابعون لتنظيم "داعش"، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين عناصره، وقد تم نقلهم لمشفى الوعر العسكري بحمص.

وشنت الطائرات الحربية الروسية مساء أمس وفجر اليوم غارات جديدة على البادية السورية، استهدفت منطقة جبل البشري ببادية الرقة وبادية آثريا ضمن محافظة حماة. ووفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فقد أسفرت الغارات عن مقتل 7 من عناصر تنظيم "داعش"، ليرتفع إلى 16 عدد قتلى التنظيم بالقصف الجوي الروسي خلال نحو 72 ساعة، وفق المصدر ذاته.

كما استهدف مجهولون بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية حاجزاً لـ"قوات سورية الديمقراطية" بين قريتي الجرذي وأبو حردوب، مما أدى إلى إصابة عدد من عناصر "قسد" بجروح بعضها خطرة وجرى نقل المصابين إلى مستشفى الهدى في بلدة أبو حمام لتلقي العلاج، وفق مراسل "العربي الجديد" في المنطقة.

من جهة أخرى، أقدم مسلحان عصر أمس الجمعة على محاولة اغتيال شيخ عشيرة البوخميس ثامر الهمشر في مدينة الطبقة شمال غربي الرقة، بعد جلسة صلح عقدت بين وجهاء البوخميس وعشيرة الوهب في الطبقة على خلفية ثأر عشائري قديم.

وذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن شخصين مجهولي الهوية كانا يستقلان دراجة نارية، أطلقا النار على سيارة الهمشر خلال مرورها في شارع الوسط بالمدينة بأسلحة رشاشة، ما أدى إلى إصابة الشيخ ومرافقه بجروح خطيرة نقلا على إثرها إلى مستشفى الطب الحديث في الرقة.

وجاءت محاولة الاغتيال بعد نحو ساعة من جلسة الصلح بين العشيرتين، تم خلالها التفاهم على بنود الصلح وإنهاء الخلافات بين العشيرتين، حيث يعتقد أن المتورطين في محاولة الاغتيال هدفهم زرع الشقاق بين العشيرتين.