المبعوث الأميركي لليمن يشيد بالهدنة وينتقد إغلاق الطرق المحيطة بتعز

المبعوث الأميركي إلى اليمن يشيد لـ"العربي الجديد" بـ"فوائد" الهدنة وينتقد إغلاق الحوثيين الطرق المحيطة بتعز

22 سبتمبر 2022
تيم ليندركينغ: أشعلت الهجمات خلال الأسابيع الماضية الصراع اليمني (Getty)
+ الخط -

أشاد المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، في تصريحات لـ"العربي الجديد" في نيويورك، بالهدنة في هذا البلد الذي مزقته الحرب منذ 2015.

وقال ليندركينغ: "لدينا شعور إيجابي في ما يخص تنفيذ الهدنة، بمعنى أنها جلبت فائدة ملموسة للشعب اليمني، بما فيه خفض الخسائر بين المدنيين، كما قدرة اليمنيين على التحرك خارج البلاد (لأول مرة) منذ مدة طويلة، حيث لم يكن بمقدورهم القيام بذلك من الشمال. وسيقول لك اليمنيون أنفسهم ذلك ومدى استفادتهم من الهدنة".

وأضاف المسؤول الأميركي: "ولكن في الوقت ذاته هناك بعض الأمورعموماً، من جانب الحوثيين، على سبيل المثال إغلاق الطرق المحيطة بمدينة تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، حيث توجد أزمة إنسانية، بسبب أنّ المدينة مقسمة، والمشاكل كبيرة في توصيل الإمدادات من المدينة وإليها".

وحول إغلاق الطرق، قال: "بدلاً من فتح الطرق، كما دعت إليه الهدنة، فلقد أشعلت الهجمات خلال الأسابيع الماضية الصراع اليمني، وأدت إلى مقتل جنود يمنيين وبعض المدنيين. وقد أدان مجلس الأمن الدولي ذلك بشدة. لا أحد يتسامح مع هذا النوع من السلوك العدواني". 

وبشأن احترام جميع الأطراف للهدنة، قال: "ما نريد رؤيته، التزام جميع الأطراف شروط الهدنة. هذا ما وعد به الطرفان، عندما اتفقا على شروط الهدنة".

وتنتهي الهدنة بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وسبق تمديدها مرتين برعاية الأمم المتحدة، حيث بدأت في 2 إبريل/ نيسان الماضي لمدة شهرين. وينصّ اتفاق الهدنة على وقف كلّي لإطلاق النار، بالإضافة إلى بنود إنسانية، منها السماح بدخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وإطلاق رحلات تجارية من مطار صنعاء، وفتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى. وكل البنود نُفذت ما عدا البند الأخير.

وسبق أن أعلن ليندركينغ أنّ "الهدنة يجب تمديدها 6 أشهر بعد الثاني من أكتوبر، بهدف تحقيق مزيد من المكاسب للشعب اليمني"، على عكس المرات السابقة التي كانت تمدّد فيها شهرين في كل مرة.

وتحدث المبعوث الأميركي عن إيران ودعمها للحوثيين، وقال: "نود أن نرى تنفيذاً فعلياً لكلامهم، عندما يقولون إنه لا يوجد حلّ عسكري، فعليهم أن يدعموا عملية سياسية ويبتعدوا عن تسليح الحوثيين وتدريبهم، وهو ما يُعَدّ انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، كما تهريب الأسلحة إلى اليمن بوسائل مختلفة، والسماح للحوثيين بإنشاء مواد قاتلة تُستخدم لتهديد أو مهاجمة الدول المجاورة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".

وأضاف ليندركينغ: "بالرغم من ذلك، هناك الكثير من العمل تحت قيادة المبعوث الخاص للأمم المتحدة (هانس غروندبرغ). وأعتقد أننا جميعاً نتوقع أن يتحد المجتمع الدولي وقادة اليمن من أجل استمرار المنحى الإيجابي، والانتقال إلى وقف دائم لإطلاق النار، والمحادثات السياسية التي ستصل إلى القضايا الأساسية التي تكمن وراء هذا الصراع".

وكشف المسؤول الأميركي عن أنه "من خلال هذا الحوار اليمني - اليمني، سيُبَت في قضايا الحكم، وتقسيم الموارد، فليس للعالم الخارجي أو القوى الخارجية أن تقرر ذلك لليمنيين. يجب على اليمنيين أن يتعاونوا ويتخذوا تلك القرارات الصعبة بدعم من المجتمع الدولي".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وجاءت تصريحات المسؤول الأميركي رداً على أسئلة لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقده مع مسؤولين أوروبيين (ألمانيا وهولندا)، بالإضافة إلى منسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي.

وجاء ذلك بعد انتهاء اجتماع رفيع المستوى، برعاية ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة في مقر البعثة الهولندية، يهدف إلى جمع التبرعات اللازمة من أجل تمويل نقل النفط بشكل آمن من الناقلة صافر، قبالة السواحل اليمنية، حيث يهدد تسرب النفط منها بكارثة بيئية على اليمن والمنطقة بأكملها.

وأكد غريسلي أنه "جُمعَت الأموال الكافية، قرابة 78 مليون دولار، لتغطية تكاليف المرحلة الأولى (75 مليون دولار)، وهناك حاجة لـ 38 مليوناً إضافية بغية إكمال التخزين النهائي للنفط ونقله من صافر". وعبّر عن تفاؤله في توفير بقية المبلغ بفضل الزخم الذي شهده في الاجتماع.

ولفت الانتباه إلى أنّ كلفة عدم التحرك، في حال تسرُّب النفط إلى البحر وتنظيفه تقدَّر بعشرين مليار دولار. وتوقع أن تأخذ العملية مع المراحل المختلف قرابة أربعة أشهر.

و"صافر" وحدة تخزين وتفريغ عائمة راسية على بعد 60 كيلومتراً شمال ميناء الحديدة (الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي).

وتعود ملكية السفينة لشركة النفط الحكومية "صافر لعمليات إنتاج واستكشاف النفط"، وكانت قبل الحرب تستخدم لتخزين النفط الوارد من الحقول المجاورة لمحافظة مأرب (وسط) وتصديره.

وبسبب عدم خضوعها لأعمال صيانة منذ عام 2015، كأحد تداعيات الحرب، أصبح النفط الخام (1.148 مليون برميل) والغازات المتصاعدة تمثل تهديداً خطيراً للمنطقة. وتقول الأمم المتحدة إنّ السفينة "قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة".