المبعوث الأممي للصحراء يصل إلى الجزائر بعد نواكشوط

المبعوث الأممي للصحراء يصل إلى الجزائر بعد نواكشوط

18 يناير 2022
تعد هذه الجولة هي الأولى لدي ميستورا في المنطقة منذ تعيينه في أكتوبر الماضي (الأناضول)
+ الخط -

يصل اليوم الثلاثاء إلى الجزائر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، قادماً من العاصمة الموريتانية نواكشوط، بعد زيارته في وقت سابق الرباط ومخيمات اللاجئين الصحراويين، حيث سيناقش مع المسؤولين في الجزائر آخر تطورات النزاع.

ويلتقي المبعوث الأممي إلى الصحراء خلال زياراته للجزائر، مساعد وزير الخارجية المكلف بالمغرب العربي والصحراء، عمار بلاني، فيما سيتعذر عليه لقاء وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الذي يقوم بجولة عربية، ويتواجد اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، واستبقت الجزائر زيارة دي ميستورا، بالإعلان عن قرارها عدم المشاركة مستقبلاً في أية مائدة مستديرة حول النزاع الصحراوي، حيث أعلن بلاني في بيان صحافي نشره قبل فترة أن "انخراط الجزائر في ما يسمى بالموائد المستديرة لم يعد مطروحاً على جدول الأعمال"، مشيراً إلى أن "خيار الموائد المستديرة الذي يدعو إليه النظام المغربي لبحث القضية الصحراوية بمشاركة الجزائر قد عفا عليه الزمن الآن"، بسبب ما يصفه بالاستغلال السياسي للرباط "للمشاركة الجزائرية في موائد مستديرة سابقة، لتقديم الجزائر كطرف في النزاع، بينما تحدد جميع قرارات مجلس الأمن بالاسم وصراحة طرفي النزاع وهما المغرب وجبهة البوليساريو".

وتسعى الجزائر بهذا الموقف إلى استبعاد نفسها سياسياً من أية مشاركة في لقاءات قد تعقدها الأمم المتحدة بشأن النزاع الصحراوي، ودفع الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها والتعامل مباشرة مع طرفي النزاع، خاصة وأن نواكشوط بدأت هي الأخرى بالنأي بنفسها عن النزاع ورفض اعتبارها طرفاً فيه، والإبقاء على صفتها التي تذكر بها في الورقات الدولية الخاصة بالنزاع كطرف ملاحظ.

وأنهى الدبلوماسي الأممي أمس الإثنين زيارة دامت يومين إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في منطقة سمارة، التي تسيطر عليها "البوليساريو"، والتقى رئيس الجبهة، إبراهيم غالي، حيث أجرى الطرفان محادثات رسمية، وقال ممثل جبهة "البوليساريو" في الأمم المتحدة والمنسق مع بعثة "المينورسو"، سيدي محمد عمار، في مؤتمر صحافي عقب اللقاء، إن غالي أكد للمبعوث الأممي "تمسك الجبهة بموقفها القاضي بحل عادل ونزيه يمكّن الصحراويين من الحق في تقرير المصير والاستقلال الوطني، تجسيداً للقرارات والاتفاقات الأممية والأفريقية التي وقع عليها طرفا النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو في سبتمبر/أيلول 1991".

وتعد هذه الجولة هي الأولى لدي ميستورا في المنطقة، منذ تعيينه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ويرى مراقبون أن هذه الجولة تمثّل جس نبض لمختلف الأطراف حول إمكانية زحزحة النزاع الذي تجمّد منذ سنوات.

وقال رئيس القسم الدولي بصحيفة "الخبر"، كبرى الصحف الجزائرية، رضا شنوف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "النزاع معقّد على أكثر من صعيد، وهذه الجولة تأتي في حرب مشتعلة بين الجيش المغربي والجيش الصحراوي، ولذلك أستبعد أن يتمكن المبعوث الأممي في أول زيارة من تحقيق تقدم في الملف، أفترض أنها أول زيارة يتعرف فيها دي ميستورا على طرفي النزاع عن قرب، ويستمع منهما إلى مواقفهما ورؤيتهما للحل، حالياً المواقف متباعدة بين الطرفين، وأظن أن دي ميستورا مهمته معقدة جداً، ولن يكتب لها النجاح دون تغير مواقف الدول الكبرى في التعاطي مع الملف الصحراوي، والضغط في اتجاه تطبيق القرارات الدولية، في ظل موقف أميركي ضبابي بخصوص النزاع من جهة...، ومن جهة أخرى القرار الأممي الأخير كان مخيباً للصحراويين، بالإضافة إلى الموقف الفرنسي الداعم للمغرب، وهو السند الرئيس للرباط في النزاع الصحراوي داخل أروقة مجلس الأمن".