القيادة الفلسطينية أوقفت دعوى ضد نقل السفارة الأميركية مقابل وعود

القيادة الفلسطينية أوقفت خطوات محكمة العدل الدولية ضد نقل السفارة الأميركية مقابل وعود

03 ديسمبر 2021
امتعاض بعد افتتاح السفارة الأميركية بالقدس المحتلة (فاليري شاريفولين/ تاس/ Getty)
+ الخط -

كشف مصدر مسؤول لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أن القيادة الفلسطينية أوقفت إجراءات الدعوى المقدمة ضد قيام الولايات المتحدة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة في محكمة العدل الدولية، بناء على وعود من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية المحتلة، وإقناع حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتقديم تسهيلات معيشية واقتصادية للفلسطينيين.

وتابع المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، قائلاً "لقد قبلت القيادة الفلسطينية بوقف إجراءات الدعوى، وعدم استكمالها منذ شهر يونيو/ حزيران الماضي وحتى الآن، بناء على وعود أميركية تلقتها القيادة الفلسطينية خلال الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي جو بايدن، ولاحقاً خلال الاتصالات بين أعضاء من القيادة الفلسطينية ومسؤولين في الإدارة الأميركية".

وكشف تقرير لمحكمة العدل الدولية أن القيادة الفلسطينية طلبت في إبريل/ نيسان الماضي، تأجيل جلسة استماع لمحكمة العدل الدولية التي كانت تنظر في دعوى قدمتها دولة فلسطين ضد الولايات المتحدة التي نقلت السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وجاء طلب التأجيل تحت ذريعة "إيجاد حل للنزاع من خلال المفاوضات".

وجاء في تقرير محكمة العدل الدولية، أن "فلسطين أرسلت خطاباً إلى محكمة العدل الدولية بتاريخ 12 إبريل/ نيسان 2021، طلبت فيه تأجيل جلسات الاستماع الشفوية التي كان المقرر عقدها في الأول من يونيو/ حزيران 2021، من أجل إتاحة الفرصة للطرفين لإيجاد حل للنزاع من خلال المفاوضات، وردت الولايات المتحدة على المحكمة في 19 إبريل/ نيسان الماضي، أن (ليس لديها اعتراض على مقدم الطلب)، وبعد أن أخذت المحكمة آراء الطرفين قررت تأجيل جلسات الاستماع حتى إشعار آخر".

 وحسب التقرير، فإن دولة فلسطين قدمت في 28 سبتمبر/ أيلول 2018، دعوى ضد الولايات المتحدة الأميركية تتعلق بانتهاك الأخيرة لاتفاقية "فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961".

وجاء في التقرير كذلك "فإن الدعوى ضد قيام الولايات المتحدة الأميركية في السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2017، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إلى القدس، ثم افتتاح مقر السفارة في 14 مايو/ أيار 2018".

وكانت النقطة القانونية التي استندت إليها دولة فلسطين حسب اتفاقية فيينا، أن البعثة الدبلوماسية للدولة المرسلة (الولايات المتحدة الأميركية)، يجب أن تنشأ على أراضي الدولة المستقبلة، وفي ضوء الوضع الخاص للقدس، فإن نقل السفارة الأميركية إلى القدس يشكل خرقاً لاتفاق فيينا. وطلبت دولة فلسطين من المحكمة الاعتراف بأن خطوة الولايات المتحدة الأميركية هي انتهاك لاتفاقية فيينا التي تؤطر العمل الدبلوماسي الدولي.

قرار سياسي

وأكدت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد" أن قرار تأجيل جلسة الاستماع بطلب القيادة الفلسطينية، هو قرار سياسي جاء من الرئاسة الفلسطينية بشكل مباشر، ولم يخضع لأي نقاش مع خبراء قانونيين أو مسؤولين فلسطينيين في وزارة الخارجية.

وحاول "العربي الجديد" الحصول على تعليق من وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، رياض المالكي، لكن لم يرد على هاتفه.

السفارة الأميركية بالقدس المحتلة (فاليري شاريفولين/ تاس/ Getty)
ابنة ترامب خلال افتتاح السفارة الأميركية بالقدس المحتلة (فاليري شاريفولين/ تاس/ Getty)

وتابعت المصادر ذاتها قائلة "منذ قيام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالتوقيع على قرار نقل السفارة إلى القدس المحتلة في ديسمبر/ كانون الأول 2017، تشكّل فريق من الخبراء القانونيين والدبلوماسيين الفلسطينيين، وبعد أربع سنوات من العمل القانوني ومتابعة الإجراءات القانونية الطويلة والمعقدة لمحكمة العدل الدولية قررت القيادة الفلسطينية تأجيل جلسة الاستماع بناء على وعود أميركية، فاستجابت المحكمة الدولية وأجلت الجلسة حتى إشعار آخر، سيما بعد موافقة الولايات المتحدة أيضاً على التأجيل".

وكان "العربي الجديد" قد كشف في فبراير/ شباط الماضي، قيام الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بإرسال رسالة إلى الإدارة الأميركية باسم القيادة الفلسطينية من أجل استئناف الاتصال معها بعد انقطاعها في عهد ترامب.

وتواصلت الاتصالات بين القيادة الفلسطينية والإدارة الأميركية، حيث أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ المقرب من عباس في 21 فبراير/ شباط الماضي، عن اتصال هاتفي بينه وبين هادي عمرو مسؤول الملف الفلسطيني الإسرائيلي في وزارة الخارجية الأميركية.

وتم خلال الاتصال "التباحث في العلاقات الثنائية والوضع السياسي وآخر التطورات الراهنة"، وفق بيان صدر آنذاك أشار إلى أنه "كان حديثا إيجابيا، وتم الاتفاق على استمرار التواصل".

وكرر رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، الحديث نفسه في التاريخ ذاته عن عودة التواصل مع الإدارة الأميركية، دون أن يصرّح أي مسؤول فلسطيني عن نوايا تجميد إجراءات الدعوى المقدمة في محكمة العدل الدولية ضد الولايات المتحدة الأميركية.

المساهمون